أكد الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح -مرشح الرئاسة السابق ومؤسس حزب مصر القوية- إن ثورة يناير لم تنته ولا تزال مستمرة إلى أن تتحققكافة المطالب.
وقال أبو الفتوح، فى لقاء استضافته الليلة الماضية الملتقى الاعلامى الكويتى -المصرى وحضره عدد من أبناء الجالية المصرية فى الكويت وأعضاء "رابطة مصرالمحروسة"، "الشعب المصري يقظ لما يدور حوله، ويعلن رأيه صراحة فى كل شىء، فمساحةالحرية اتسعت بعد الثورة ولا رجعة عنها، وكل مسئول يعلم أن هناك 80 مليون مصرىيراقبون عمله وسيوجهون له النقد إذا أخطأ أو تهاون".
وشدد على أن الثورة قامت لبناء مصر وليس لإقصاء أطراف بعينها، ولا رغبة فىسلطة أو منصب، وقال "يجب أن يظل هذا الهدف أمام أعين الجميع مصلحة مصر أولا،وتعلو عن كل هدف آخر.
وأضاف "الاستقطاب ليس من مصلحة الوطن، والتعددية هي مظهر من مظاهر الديمقراطيةالسليمة، ووجود 60 حزبا فى مصر هو شىء إيجابي وليس سلبي، على أن يكون التنافسبينهم لخدمة مصر وليس من أجل التخوين أو التكفير".
وأشار إلى أن حزب "مصر القوية" يهدف إلى وجود معارضة مسئولة تلتزم بالشفافيةوالوضوح وخدمة الوطن، وعليها أن تقدم العون لمن فى السلطة بإظهار الخلل إن وجدو تقديم الحلول للمشاكل والمساعدة على تجنبها، أى أن تكون عارضة معاونة تبنى لا تهدم ، وعند الاختلاف يكون الصندوق الانتخابى هو الفيصل".
وقال أبو الفتوح "مرحبا بالتوحد مع أى قوى سياسية متقاربة فى الهدف والتوجه،على ألا تكون طرفا فى عملية الاستقطاب، أو أن يكون بين اعضائها من ينتمون إلى النظام السابق"، موضحا أن ليس كل من وجد اسمه على قائمة الحزب الوطنى الديمقراطيالمنحل هو فاسد، فهناك من أجبر على الانضمام بحكم المنصب ولم يكن له دور فاعل أومؤثر فى نشاط الحزب.
وأوضح أن جزءا كبيرا من الهجوم على الرئيس محمد مرسى لا يستهدفه شخصيا ولكن يتوجه إلى جماعة الاخوان المسلمين الذين زجوا بأنفسهم فى آتون العمل الحزبى،وخرجوا عن هدف مؤسس الجماعة حسن البنا بأنها جماعة دعوية، مطالبا كل الجماعات الدعوية الرسمية والشعبية – سواء كانت مسلمة أو مسيحية – بالابتعاد عن العمل السياسى والاهتمام بدورها الرئيسى وهو تقويم السلوك والاخلاق الذى نحتاجه بشدة.
ودعا أبو الفتوح جماعة الاخوان المسلمين إلى تقنين أوضاعها لتكتسب الشرعيةالقانونية وتكون نموذجا لغيرها من الجمعيات، ووضع مواردها المالية تحت الرقابة الحكومية لتبتعد عن مسار الشك الذى يحيط بها.
وعن الجمعية التأسيسية لوضع الدستور الجديد، قال الدكتور أبو الفتوح"من الصعب تشكيل لجنة تحوز على موافقةورضاء الجميع، وإننا يجب أن نسرع بالانتهاء من وضع دستور مصر لنعطى رسالة إيجابية إلى العالم الخارجى أن مصر عائدة إلى الطريق".
وأشار إلى أن الجمعية التأسيسية تبذل جهدا كبيرا وهذا لا يمنع من وجود قصور فىبعض المواد، منها وضع المؤسسة العسكرية الذى لا يجب أن يحظى بمعاملة خاصة، وغياب قضية العدالة الاجتماعية ودور الدولة فى تحقيق حياة كريمة للأفراد، وقال "من يقرأ المسودة يشعر بالاتجاه اليمينى فى الناحية الاقتصادية فى دولة تعانى من الفقر، ورفض وضع دستور مؤقت لانه يضعف الوضع السياسى فى مصر، ولا يجب أن يوضع دستورلفترة محددة ثم تعاد كتابته لأن الدستور له صفة الديمومة والاستمرار".
وأكد أبو الفتوح أن المحاكم الدستورية فى العالم هى محاكم سياسية وقانونيةتنظر إلى المصلحة الوطنية والإرادة الشعبية قبل إصدار الحكم، وطالب بأن تكونرقابة المحكمة الدستورية على القوانين سابقة للاصدار حتى لا نقع فى مأزق إصدار قوانين غير دستورية أو غير متوافقة مع نصوص الدستور.
ورفض أبو الفتوح تقسيم الاحزاب إلى دينية ومدنية، موضحا أن مصر هي بلد الأزهرالشريف منارة الاسلام وعنوان الوسطية، وهى بلد متدين بطبعه يعلى من قيمة الدين،وقال "من الخطأ أن نصف من يخالفنا بأنه غير مسلم".
وأعرب عن تعجبه من مليونية الجمعة الماضية التي جرت تحت شعار "تطبيق الشريعة"،وقال "إن الشريعة مطبقة فى مصر منذ قديم الأزل ، واذا كان هناك قصور فى التطبيق فلندرس أسباب القصور وسبل التطبيق الجيد لأن الشريعة لن تطبق بالصوت العالى اوالتظاهر".
وعن مؤسسة الرئاسة، أكد أبو الفتوح أن الرئيس مرسى قادر على تجميع الصف الوطنى، وأنه بدأ فى عقد لقاءات مع المرشحين السابقين للرئاسة للخروج من مأزقالدستور، غير أنه انتقد تشكيل مجلس المستشارين قائلا: "إنه جاء بطريقة استرضائية،وأن مستشار الرئيس يجب ألا يقل عن رئيس مجلس دولة سابق أو قيمة من القيم الشامخة فى المجتمع ليتمكن من تقديم الرأى السليم فى أى اشكالية"، مشيرا إلى أن الدستورأعطى الرئيس سلطات أكثر مما يجب، وكان من المفترض أن يكون النظام برلمانى رئاسى ولكن ما ظهر أنه رئاسى كما هو وفى هذا تخوف من تغول السلطات الرئاسية كما كان فىالسابق.
وعن السلطة القضائية جدد أبو الفتوح التأكيد على نزاهة القضاء المصرى، وطالبالقضاة بتطهير أنفسهم، مشيرا إلى أن الأحكام التى صدرت ببرأة قتلة الثوار كانت نتيجة لأن القضاة حكموا بالقانون الروتينى، وقال "كان من المطلوب محاكم ثورية تقتص من القتلة وتعيد حقوق الآلاف من شبابنا الذين قتلوا أو أصيبوا فى ثورة يناير".