في واقعة تمثل ضربة قوية للإدارة الأمريكية الجديدة، كشفت مجموعة من وسائل الإعلام الأمريكية عن هوية المرأة التي ارتبطت بعلاقة غير شرعية مع ديفيد بترايوس، مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، "سي أي إيه" السابق، والتي أطاحت به من على قمة أقوى جهاز استخباراتي في العالم، بعد ما قدم استقالته، وقيل إن السيدة تُدعى باولا برودويل.
وكان بترايوس قد خرج من الجيش الأمريكي ليتسلم بعدها إدارة وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية في صيف عام 2011، ويحظى بترايوس بشعبية كبيرة نظرا لدوره البارز كصاحب الإستراتيجية التي أتاحت للولايات المتحدة عملية الخروج من العراق عقب تورطها الواضح هناك.
وتم تعيين مايكل موريل، نائب بترايوس مديرًا للوكالة بالإنابة، ومن المتوقع أن تسبب هذه الاستقالة إحراجًا للرئيس الأمريكي الذي بات عليه أن يفكر في الشخصية التي ستخلف وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ووزير الدفاع ليون بانيتا.
وكانت صحيفة "نيويورك تايمز"الأمريكية ذكرت عبر موقعها الإلكتروني، أن الجنرال "ديفيد بترايوس"، قد ارتبط بعلاقة عاطفية مع المؤلفة والكاتبة باولا برودويل، وهي سيدة متزوجة وأم لطفلين، وفي العقد الرابع من عمرها.
الغريب في الأمر أن برودويل قد كتبت مقالة في صحيفة ذي دايلي بيست الإليكترونية بتاريخ 5 من نوفمبر الحالي بعنوان "قواعد الجنرال بترايوس للعيش: دروس في القيادة من حياة الجنرال". وتُعد هذه المقالة الوحيدة للكاتبة في تلك الصحيفة والتي عددت فيها مهارات الجنرال القيادية وقدراته البارعة في هذا المجال، وأنه قائد فذ ذو رؤية واضحة يطبق على نفسه القواعد العسكرية قبل أن يطبقها على قواته، كما أنه يُعد أفضل نموذج لمن أرد أن يتعلم تلك المهارات القيادية. وهو الأمر الذي يثير في نفس القارئ الكثير من الشكوك حول تلك العلاقة الغريبة التي توطدت بين قائد كبير ومؤلفة مثل برودويل وسط جبال أفغانستان.
وكانت "برودويل" قد قضت عامًا تتابع عن كثب "بترايوس" خلال فترة عمله في أفغانستان قبل أن تنشر سيرته عام 2012، وأشارت صحف أمريكية إلى إن قصة حب بترايوس وبرودويل، ربما تكون قد تعززت عندما قضيا سويا وقتًا طويلا لكتابة سيرته الذاتية في العاصمة الأفغانية كابل، وبرودويل هي باحثة في مركز أبحاث "هارفارد للقيادة العامة".
وتُعد "برودويل" من أصحاب الإنجازات المتميزة خلال حياتها الأكاديمية والمهنية، وهي خريجة جامعة "ويست بوينت" وبطلة رياضية بالجامعة ولاعبة كرة سلة، وحصلت على درجة الماجستير في الإدارة العامة من جامعة هارفارد، كما أنها مرشحة لنيل درجة الدكتوراه من بريطانيا.
وأصبحت "برودويل" لاعبًا أساسيًا على الساحة الإعلامية في واشنطن بعد نشر كتابها عن "بترايوس" وترأست العديد من الندوات في مراكز بحثية. وتقول وسائل الإعلام الأمريكية، إنه بعد كشف علاقة برودويل وبترايوس، توقف موقعها الإلكتروني عن العمل، وغادرت منزلها إلى موقع مجهول.
من جانبها، ذكرت شبكة CNNالإخبارية أن مكتب التحقيقات الفيدرالي "إف بي أي" أجرى تحقيقًا لتحديد ما إذا كانت هناك أي مخاطر أمنية، وهل تعرض "بترايوس" لأي نوع من الابتزاز من عميل أجنبي قد جره لخوض هذه التجربة المشينة في تاريخه المهني. والجدير بالذكر أن القضية تتعلق بامرأة لم تكن فردا من أفراد القوات المسلحة ولا من موظفي وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي أي إيه).
وأفاد "بترايوس"، الذي تولى مسئولية وكالة الاستخبارات قبل 14 شهرًا عقب تقاعده من الجيش الأمريكي وهو برتبة جنرال، بأن الرئيس الأمريكي باراك أوباما المُعاد انتخابه في 6 من نوفمبر الجاري قد قبل استقالته.
ومن المعروف أن العلاقات الغرامية خارج إطار الزواج الرسمي تُعد من الأمور بالغة الحساسية خاصة لمن يعملون في مجال الاستخبارات حيث أنها يمكن أن تكون بمثابة النهاية المهنية لعناصر الاستخبارات الأمريكية المركزية الذين يشغلون مثل هذه المناصب الحساسة في الولايات المتحدة.
وقال "بترايوس" إن سبب استقالته يرجع إلى تصرف شخصي غير مسئول وليس له صلة بإجراء تحقيق في هجوم سبتمبر الماضي على قنصلية الولايات المتحدة في مدينة بنغازي، والتي تسببت في مقتل السفير الأمريكي وثلاثة أمريكيين آخرين.
ومن جانبه قال الرئيس باراك أوباما- في بيان له-: "أثق تماما في أن وكالة المخابرات المركزية ستواصل عملها وأداء جميع مهامها الرئيسية بنجاح، وأنا على ثقة تامة في كفاءة وبراعة مايكل موريل، القائم حاليا بأعمال مدير الوكالة".