أعلن العاهل السعودي «سلمان بن عبد العزيز»، مساء الأربعاء، تعيين «فيصل بن فرحان» وزيرا للخارجية، خلفا لـ«إبراهيم العساف» الذي لم يكمل عامًا واحدًا في تولي حقيبة الخارجية بالمملكة.
والأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله آل سعود (45 عاما) شغل منصب سفير بلاده لدى ألمانيا، منذ فبراير الماضي، كما شغل منصب كبير المستشارين في سفارة بلاده لدى الولايات المتحدة الأميركية سابقا، وكان عضوا في مجلس إدارة الشركة السعودية للصناعات العسكرية منذ أكتوبر 2017.
وذكرت صحيفة «تاغس شبيغل» البرلينية، في مارس الماضي، أن بن فرحان (مواليد 1974، في مدينة فرانكفورت) يجيد اللغة الألمانية، وهو مقرب من ولي العهد السعودي «محمد بن سلمان»، ولديه خبرة 15 عامًا في مجال التسليح.
ووزير الخارجية الجديد هو الدبلوماسي السعودي صاحب التصريحات الأكثر حسمًا ضد إيران مؤخرا، إذ نقل إعلام سعودي، في سبتمبر الماضي، قوله إن «كل الخيارات مطروحة على الطاولة للرد على طهران»، تعقيبا على استهداف اثنتين من منشآت النفط بأرامكو السعودية.
وتابع تصريحاته، التي أدلى بها لإذاعة دوتشلاند فونك الألمانية، قائلا: «أيًا كانت الجهة التي انطلق منها الهجوم فإن إيران تقف بالتأكيد وراء ذلك، حيث أنها قامت بتصنيعها (الصواريخ) ولا يمكن إطلاقها دون مساعدة إيرانية».
كما حذّر طهران من التمادي في عدوانها ضد بلاده، مضيفا: «الهجوم الأخير يعتبر هجوما على الاقتصاد العالمي، يجب على إيران تحمل المسؤولية وإدراك أنه لا يمكن لها أن تتمادى في عدوانها».
وعادة ما تحتفي وسائل إعلام محلية بالمملكة، بفيصل بن فرحان، إذ لقبته صحيفة «عكاظ» السعودية، عقب القرار بـ«سياسي الظروف الصعبة»، وقالت إن تعيينه كسفير للبلاد في ألمانيا جاء تأييدا للجهود السياسية والدولية التي بذلها الأمير السعودي خلال السنوات الماضية.
وقبل 8 أشهر، ألمحت منظمات غير حكومية تعمل في برلين عن وجود تحركات شعبية للحيلولة دون تعيين فيصل بن فرحان سفيرا لبلاده في ألمانيا، نظرا «لضلوعه في حادث مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في سفارة بلاده بإسطنبول في أكتوبر 2018».
وقالت مؤسسة معنية برصد تفاعلات قضايا الشرق الأوسط في أوروبا تدعى «المجهر الأوروبي»، في بيان آنذاك، إن عدة منظمات (لم تسمها) طالبت الرئيس الألماني «فرانك شتانماير»، بمنع قبول قرار السعودية تعيين فيصل بن فرحان كسفير لبلاده في برلين.
وأوضحت أن فيصل بن فرحان «متورّط ضمن موجة الجدل المستمر منذ شهور حول دور السفارة السعودية في واشنطن في عملية استدراج خاشقجي واغتياله داخل قنصلية بلاده في إسطنبول، عندما كان يشغل منصب كبير المستشارين في سفارة بلاده لدى أميركا».
وتابعت: «كل من ورد اسمه في التحقيقات المتعلّقة بقضية قتل خاشقجي واستهداف المعارضين السعوديين في الخارج من أمراء ودبلوماسيين سعوديين، هم شخصيات غير مرغوب بها في الدول الأوروبية».
ولم يلتفت الرأي العام في ألمانيا كثيرا لتلك الاتهامات التي لم تقدم عليها المنظمات غير الحكومية دليلا ضد بن فرحان، والذي تولى منصبه كسفير لبلاده لدى برلين منذ نحو 8 أشهر، قبل أن يعود إلى المملكة متوليًا حقيبتها الدبلوماسية.
وقتل خاشقجي، في أكتوبر 2018، داخل القنصلية السعودية بمدينة إسطنبول التركية، في قضية هزت الرأي العام الدولي.
وبعد 18 يوما من الإنكار والتفسيرات المتضاربة، أعلنت الرياض مقتله داخل القنصلية، إثر «شجار» مع أشخاص سعوديين، وأوقفت 18 مواطنا ضمن التحقيقات، دون كشف المسؤولين عن تفاصيل الجريمة أو مكان الجثة.