التقى عبد الفتاح السيسي، الخميس، برئيس الوزراء الإثيوبي «آبي أحمد» على هامش القمة الروسية الأفريقية التي انطلقت أمس الأربعاء في مدينة سوتشي الروسية، بمناقشة قضية «سد النهضة».
وفي أول تعليق على تصريحاته الأخيرة بشأن الحرب على مصر، قال رئيس الوزراء الإثيوبي إن تصريحاته اجتزئت من سياقها، مؤكدًا التزام بلاده بمسار المفاوضات وصولاً إلى اتفاق نهائي.
وكشف أنه تم التوافق خلال المقابلة على الاستئناف الفوري لأعمال اللجنة البحثية الفنية المستقلة على نحو أكثر انفتاحاً وإيجابية، بهدف الوصول إلى تصور نهائي بشأن قواعد ملء وتشغيل السد.
ونفى آبي أحمد أية نية لحكومته وشعبه للإضرار بمصالح الشعب المصري، وأن استقرار مصر وإثيوبيا هو قيمة وقوة مضافة للقارة الإفريقية بأسرها.
من جانبه، قال السيسي إن مصر تتفهم وتدعم المصالح التنموية للجانب الإثيوبي بإقامة سد النهضة، ولكنها لا يمكن أن تكون على حساب حقوق مصر التاريخية في مياه النيل.
كما أكد السيسي، أن «إقامة السد يجب أن تتم في إطار متوازن ما بين مصالح دول المنبع والمصب»، مشيرا إلى أن مساحة التعاون المشترك في هذا الإطار من المفترض أن تطغى على أية فرصة للخلافات.
والثلاثاء الماضي، قال رئيس الوزراء الإثيوبي «آبي أحمد»، إن بلاده مستعدة لحشد الملايين إذا كانت هناك حاجة للحرب مع مصر بشأن سد النهضة، مؤكدا أنه لا يوجد قوة يمكنها إيقاف بناء السد.
من جانبها، أعربت مصر عن صدمتها ودهشتها بعد تصريحات رئيس الوزراء الإثيوبي «آبي أحمد»، التي أدلى بها أمام البرلمان الإثيوبي، مؤكدة أنها تتابع بقلق بالغ وأسف شديد تلك التصريحات، والتي تضمنت إشارات سلبية وتلميحات غير مقبولة.
وتشهد مصر حالة من الاستنفار على المستوى الرسمي، مع قرب اكتمال إطلاق إثيوبيا للسد، بما يمثل خطرا حقيقيا يصل إلى التأثير المباشر على استخدام الشعب من المياه في الشؤون اليومية كافة.
وتتخوف مصر من تأثير سلبي محتمل للسد على تدفق حصتها السنوية من مياه نهر النيل (55 مليار متر مكعب)، فيما يحصل السودان على 18.5 مليار.