قال رجل الأعمال المصري «محمد علي» إنه يتوجب على بريطانيا التوقف عن دعم «عبد الفتاح السيسي»، محذراً أن مثل هذا الدعم يمكن أن يؤدي إلى سفك الدماء وإلى هجرة جماعية نحو أوروبا.
ونشرت قناة «سكاي نيوز» البريطانية تقريرا عن مقابلتها مع «محمد علي»، التي قال خلالها إنه قد حان الوقت لتشكيل معارضة أكثر تنظيماً بهدف إسقاط السيسي.
وكانت مقاطع الفيديو، التي نشرها محمد علي وكشفت عن فساد على أعلى المستويات في الحكومة المصرية، قد انتشرت على نطاق واسع مما أثار احتجاجات ضخمة في المدن المصرية.
وأشار التقرير إلى أن محمد علي ليس ممن تتوقع فيهم الثورية، فهو بلا تجربة سياسية سابقة، وكان ممثلاً عمل في قطاع الإنشاءات، ولكن نظراً لأنه كان مقاولاً يتعامل مع الحكومة فقد زعم بأن لديه أدلة تكشف أسرارها السوداء.
وتحدث «علي» بعاطفة جياشة في مقاطع فيديو صورها بنفسه ساخراً من السيسي، متهماً إياه بهدر الأموال على القصور والفنادق التي شيدت خدمة لعناصر النظام.
وقال خلال المقابلة مع «سكاي نيوز»: «سوف نستمر في هذه الرسالة إلى أن نخلع السيسي،علينا أن نأمل في أن بلادنا بإمكانها أن تصبح بلاداً محترمة ذات مكانة معتبرة في المنطقة، فكل ما نسعى إليه هو أن نصبح مثل البلدان في أوروبا، ولذلك علينا أن نستمر في رسالتنا، ولن نتوقف».
وعبر عن أمله في أن تنضم إليه شخصيات معارضة أخرى ليعد معها خططاً للمضي قدماً بمصر بعد إسقاط نظام حكم السيسي.
وتقول الحكومة البريطانية إن حكومة السيسي جلبت الاستقرار إلى البلاد وبعض التحسن الاقتصادي.
من جهته، قال محمد علي إن ذلك خطأ فادح، وإن مصر تنزلق نحو الانهيار الاقتصادي والفوضى، محذرا من أن ذلك سيؤدي إلى هجرة جماعية من مصر باتجاه أوروبا.
وتابع: «إن الشعب في غاية الغضب، ومستوى الفقر في ارتفاع، والقتل والجرائم في ارتفاع، والعنف يتزايد، فأين هو الاستقرار الذي جلبه إلى المنطقة؟ أليس بإمكان الحكومة البريطانية رؤية ذلك كله؟ بل على العكس، نراها تدعم الرجل الخطأ».
كما وجه رسالة أخرى إلى «بوريس جونسون» قال فيها: «سوف تخفق مصالحكم مع عبدالفتاح السيسي داخل مصر، فالوضع الحالي سينجم عنه سفك للدماء وسوف تشهدون تدفق هجرة لم يحدث مثلها في التاريخ باتجاه أوروبا».
وقالت منظمة «هيومان رايتس واتش»، الثلاثاء، إن نظام السيسي يلقي القبض على أقارب الأشخاص الذين ينتقدونه في الخارج، وأن الاعتقالات ومداهمة البيوت وحظر السفر في ارتفاع، بينما يقول محمد علي إنه بات يخشى على حياته.
وفي نهاية تقريرها، قالت «سكاي نيوز»: «لكي يتمكن العسكر من الاستيلاء على السلطة قاموا بتنفيذ سلسلة من المذابح مستخدمين قناصة الجيش الذين قتلوا المئات من المحتجين، وكان من بين من لقوا حتفهم مصور سكاي نيوز ميك دين الذي قتلته رصاصة أحد القناصين».
وأضافت: «أحكم العسكر قبضتهم على السلطة من خلال ممارسة الاعتقال والاختفاء القسري بحق عشرات الآلاف من الناس الذين تم إلقاء القبض عليهم في التظاهرات الاحتجاجية، وكذلك من خلال التحكم الشمولي بوسائل الإعلام في البلاد».
ولفتت إلى أنه على الرغم من ذلك فإن النظام لم يزل يتمتع بدعم الحكومة البريطانية، دبلوماسياً ومالياً في نفس الوقت.
وأحدثت مقاطع الفيديو التي أعدها رجل الأعمال المصري من مقر إقامته في إسبانيا سخطاً شديداً في بلاده، ودفعت بالمصريين للخروج إلى الشوارع في سبتمبر للتعبير عن سخطهم.
وتظاهر الآلاف مطالبين بإنهاء نظام السيسي، ومنذ ذلك الوقت اختفى أكثر من أربعة آلاف شخص في غياهب السجون المصرية.