ميدان المنشية أو ميدان محمد علي في محافظة الإسكندرية، هو أحد أقدم وأكبر ميادين المحافظة، كان يطلق عليه سابقا "ميدان القناصل"، وهو يقع في "حي المنشية" التجاري العريق في المدينة، والذي يطل على مجموعة من الشوارع منها "شارع نوبار باشا" و"شارع السبع بنات".
وتعد المنشية من أكثر المناطق ازدحاما، وتتواجد العديد من المحال التجارية داخل شوارعها المختلفة، كما تعرف بوجود العديد من الباعة الجائلون المنتشرون على جانبي الشارع.
وقد دخلت شبكة رصد الإخبارية إلى داخل المنطقة لتفقد المواطنون وأصحاب المحال والعاملون بها لمعرفة ردود فعلهم على قرار غلق المحال بعد التعديل .
سرقة الكهرباء
في وسط المنطقة يوجد شارع به العديد من المحال الخاصة بالمنتجات الورقية، وأمام إحدى أشهر هذه المحال مول "كمال سعد"، علق حمدي أمين، موظف فى قسم المراجعة بالمول، قائلا: "قبل أن تقوم الحكومة بتطبيق هذا القرار عليها أن تنظر في البداية إلى الكهرباء التي يتم سرقتها من قبل بعض البائعة الجائلين، والتي يتم أخذها من أعمدة الكهرباء الحكومية، في وضح النهار، وذلك منذ عدة سنوات.
وأشار "أمين" إلى أن هذه الأعمدة الكهربائية، قد تظل مشتعلة في وضح النهار، دون حاجة إليها، في حين أنها قد تجدها مغلقة طوال الليل دون إنارة، في عدد من الطرق وقد تعرض المارة للعديد من الحوادث، دون أدنى مسؤولية من الحكومة.
وتساءل محمود على، مسئول الأمن بالمول، قائلا: "كيف تحاسبنا الحكومة على الكهرباء وتجبرنا على إغلاق المحال مبكرا للمحافظة على الكهرباء في حين أنها تترك الباعة الجائلون يتصرفون كيفما شاءوا في الكهرباء دون محاسبة.
ولفت "على" إلى أن المول يدفع مبلغا باهظا في فاتورة الكهرباء، في نهاية كل شهر، وذلك يعنى أننا سددنا جميع المستحقات التي تطالب بها الحكومة.
وكان واضحا ان ما ذكره أصحاب المحال من سرقة الكهرباء للأعمدة كان صحيحا، حيث كان ظاهرا كم الإنارة التي فوق عربات الباعة الجائلون على الرغم من صغر حجم العربات، مقارنة بحجم الإضاءة، ليتبقى سؤالهم بدون جواب، أين الحكومة من هذه السرقات؟؟
إزالة الباعة الجائلين أولا
أما مطعم جاد وهو من أشهر محال المأكولات في الإسكندرية، ويتميز بكثرة الاقبال من المواطنين عليه، خاصة فى وقت المساء، ومن داخل المطعم علق أحمد حامد، أحد العاملين به، قائلا: "هذا القرار ليس عادلا، وكان من الأولى إقصاء العربات غير المرخصة للباعة الجائلون، والتي تزاحمنا في عيشنا".
وأضاف "حامد" أن هؤلاء الباعة ينتظرون لحين غلق المحال نهائيا، ويفترشون أماكنها، مشيرا إلى انه بذلك الأمر تكون الحكومة غيرعادلة.
البائعة الجائلون يرحبون بالقرار
وبسؤال عدد من الباعة الجائلون المنتشرون على جانبي شارع سعد زغلول، كان الرد مغايرا لما عليه أصحاب المحال والعاملون بها، فقد رحب عدد من الباعة الجائلون بالقرار ترحيبا شديدا، وعند سؤالهم عن سب ذلك الترحيب أجاب أحمد حسن- أحد الباعة الجائلين في المنطقة- "خليها تقفل بدرى ، وإحنا نقعد وده الأحسن لينا طبعا" ، مشيرا إلى أن اغلاق المحال سيتيح لهم مساحة أكبر لافتراش بضاعتهم فوق الأرصفة، دون مزاحمة، بعد أن كان الكثيرون من أصحاب المحال يرفضون وجودهم.
وعلق أحمد حامد، بائع آخر، قائلا: "لماذا لا يتركنا القانون هذا محل عملنا، وليس لنا مأوى غيره، وقد طالبنا مرارا وتكرارا بتوفير أماكن عمل لنا، ولا حياة لمن تنادى".
وأشار إلى أن سعادتهم من القرار، لأنهم أصحاب بيوت، ولديهم العديد من المسؤوليات، وان الثورة لم تأتى لهم بجديد، والأوضاع الاقتصادية والاجتماعية كما هي.
تفاقم البطالة وقلة البيع
وفى إحدى محال الملابس الجاهزة قال عمرو محمد حمزة- صاحب المحل- : "يعمل لدى 3 ورديات وبعد هذا القرار سأضطر إلى إقالة الوردية المتأخرة منهم، والإبقاء على اثنين فقط، مشيرا إلى أن الكثير من أصحاب المحال سيلجئون إلى ذلك مما سيعمل على زيادة أزمة البطالة في المجتمع".
وأشار "حمزة" إلى أن بدأ مجيء الزبائن على المحل يبدأ بعد الساعة السابعة، وبعد تطبيق هذا القرار ستتأثر عملية البيع، وستقل الزبائن.
انعدام الأمن وأزمة مواصلات
فيما أبدى مواطنون استياءهم من القرار، وانه قد يتسبب في الكثير من المعوقات، حيث قالت سعاد السيد- ربة منزل- "كيف سنأمن على بناتنا أثناء ذهابهم وإيابهم من دروسهم، فالطرقات غير آمنة من الأصل، وبعد القرار سيصير الوضع أخطر.
وقال عطية أمين- موظف- ان الدولة لم تفكر إلا في الكهرباء فقط، ولم تفكر في ماعدا ذلك، فزحام المواصلات الآن سبب أزمة لمواطني الإسكندرية، فكيف الحال فيما بعد إذا أغلقت المحال، وانصرف الجميع في موعد واحد؟".