تكبدت البورصات الخليجية خسائر تجاوزت الـ15 مليار دولار، خلال تعاملات الأربعاء، بعد الضربة الصاروخية التي شنتها إيران على فواعد عسكرية أميركية في العراق.
وتعتبر تلك الخسارة الثانية بعد أخرى مُنيت بها مطلع الأسبوع، وفاقت الـ50 مليار دولار، إثر مقتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، اللواء «قاسم سليماني»، في غارة أميركية ببغداد.
وجاء سوق دبي المالي في صدارة ترتيب الأسواق الخليجية الأكثر خسارة؛ حيث تراجع بنسبة 1.2%، ثم السوق السعودي بتراجع 0.9%، وسوق أبوظبي بـ0.74%، وقطر بـ0.43%، والبحرين بـ0.42%، والكويت بـ0.13%، ومسقط بـ0.10%.
وتواجه اقتصادات دول الخليج، التي عانت لسنوات من تدني أسعار النفط، مخاطر كبيرة مع إمكانية اندلاع نزاع مسلح بين أمريكا وإيران، وسط تهديدات للعديد من الدول بالمنطقة.
ويرى مراقبون أن ذلك قد يرفع أسعار النفط لتصل إلى أكثر من 100 دولار للبرميل مع تصاعد المخاوف من استهداف منشآت نفطية في دول الخليج، كما قد يؤدي أيضا إلى عرقلة كبرى لصادرات النفط حال قامت إيران بإغلاق مضيق هرمز الإستراتيجي الذي يشكل شريانا رئيسيا لإمدادات النفط العالمية.
وعن ذلك، قالت «كيلين بيرتش» الخبيرة الاقتصادية العالمية في «ايكونومست انتلجنس يونيت» إن «السوق يخشى من اتساع النزاع»، وأن «الأهمية لا تأتي بشكل خاص من احتمال خسارة إمدادات النفط الإيراني.. بل من خطر إشعال نزاعات أوسع تنجر إليها العراق والسعودية وغيرها من الدول»، وفق «فرانس برس».
وحذرت بيرتش من خطر أن «تشن إيران هجوما على السفن الأميركية في المنطقة وهو ما قد يعرقل تدفقات النفط الخام المنقول بحرا ويتسبب في مزيد من ارتفاع الأسعار».
وتشكل إيرادات النفط والغاز 70ً% على الأقل من الإيرادات العامة لدول مجلس التعاون الخليجي الست (السعودية والإمارات وقطر وسلطنة عمان والكويت والبحرين).
وتملك بعض دول الخليج خاصة السعودية والإمارات طرقا بديلة لتصدير النفط في البحر الأحمر وبحر العرب، بينما تقع سلطنة عمان خارج مضيق هرمز.