اجتمع البرلمان العربي اجتماعه الـ30 بشكل طارئ، السبت، في العاصمة الأدرنية عمان، لمناقشة مشروع «صفقة القرن»، تحت عنوان: «دعم ومساندة الأشقاء الفلسطينيين في قضيتهم العادلة (قضية العرب والمسلمين)»
وافتتح البرلمان رئيس مجلس النواب الأردني، ورئيس الدورة الحالية للبرلمان العربي، «عاطف الطراونة»، مؤكدا: «صفقة القرن الأميركية نسفت جميع الأسس التي استندت إليها قرارات الشرعية الدولية، وصادرت حقوق الفلسطينيين».
ودعا رئيس المجلس الوطني الفلسطيني «سليم الزعنون»، إلى «رفض ومحاصرة كافة أشكال التطبيع العربي مع الاحتلال قبل انسحابه الكامل من الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة منذ عام 1967 وإقامة دولة فلسطين ذات السيادة وعاصمتها القدس وحل قضية اللاجئين حسب القرار 194، التزاما بقرارات القمم العربية المتتالية ومبادرات السلام العربية».
وقال رئيس مجلس النواب المصري «علي عبدالعال» إن «موقف مصر ثابت من القضية الفلسطينية وفقاً للمرجعيات الدولية ذات الصلة وفي مقدمتها قرارات الأمم المتحدة وقواعد وأحكام القانون الدولي والتى تؤكد على عدم شرعية أية إجراءات أحادية في الأراضي المحتلة».
وأضاف: الأوطان لا يمكن أن تكون محلا للبيع أو المساومة.
من جهته قال رئيس البرلمان التونسي «راشد الغنوشي»: «عندما يكون الموضوع فلسطين لا ينبغي التردد فعندما تنادي فلسطين ينبغي أن يستجيب الأحرار».
وأضاف: «فلسطين قضية أحرار العالم يلتقي عندها الضمير الإنساني وتختبر على أرضها معاني وقيم الانتصار لها، …، فلسطين قضية تحرج الضمائر الحية وتنادي أعماق الإنسان بأن العالم لا يزال بعيدا عن الحق وعن العدل والسلام».
وأكد: «صفقة القرن تعدٍّ على الحق واختلال بميزان العدل وتهديد للسلام، فلسطين ليست بضاعة حتى نتكلم عن صفقة تخصها والقدس ليست أصلا تجاريا يباع ويشترى».
وتابع: «هذه الصفقة منتج سيئ وتمليك من لا حق له لمن لا يستحق وحريّ أن تلفظ هذه الصفقة».
وختم كلمته مشددا على أن «القضية الفلسطينية تسكننا كما تسكننا أوطانها ولا يمكن أن تطوى بأي تحايل أو نسيان».
وقال رئيس البرلمان العراقي «محمد الحلبوسي»، إن «العراق يقف مع الشعب الفلسطيني في حقه بإقامة دولته المستقلة على كامل أراضيه، ورفض كل أشكال التطبيع مع الكيان الإسرائيلي الغاصب، وكل محاولات فرض المشاريع المنحازة، ومحاولات تمريرها عبر سياسة فرض الأمر الواقع».
وطالب الحلبوسي، بشطب كلمة «إسرائيل» من البيان الختامي، وكتابة «الاحتلال الإسرائيلي» بدلا منها.
وجاءت الكلمة الأقوى من نصيب رئيس مجلس الأمة الكويتي «مرزوق الغانم» الذي قال إن صفقة القرن ولدت ميتة وأي خطاب غير ذلك مرفوض، مشيرا إلى أن الصفقة مرفوضة من أصحاب القضية (الشعب الفلسطيني) ومن العرب حكومات وقادة وشعوبا.
وأشار إلى أن صفقة القرن لن تبرم، وأن السلام الحقيقي هو إقامة دولة فلسطينية على كامل ترابها، وعاصمتها القدس الشريف، مشيرا إلى أننا نعرض عليهم أضعاف ما تم عرضه من أموال مقابل مغادرة الإسرائيليين أرضنا الفلسطينية ومقدساتنا.
وأكد «إننا كعرب مع أي جهد للسلام، لكن سلام حقيقي يصون عروبة القدس بمقدساتها الإسلامية والمسيحية، وحق العودة».
ورفع الغانم وثيقة الصفقة، قائلا «هذه الوثائق مكانها مزبلة التاريخ»، وألقى بها على الأرض.
مكانها مزبلة التاريخ..رئيس مجلس الأمة الكويتي يلقي صفقة القرن في القمامة على الهواء في اجتماع البرلمانيين العرب
Posted by شبكة رصد on Saturday, February 8, 2020
وجاء البيان الختامي للاتحاد البرلماني مشددا على «رفضه أي تسويةٍ للصراع الفلسطيني مع الاحتلال الإسرائيلي، لا يقبل بها الفلسطينيون، ولا تنص على حقوقهم الثابتة بدولة مستقلة على حدود 67 وعاصمتها القدس»
وأضاف: «صفقة القرن اتفاق من طرف واحد، ولا تمثل خطوة باتجاه السلام العادل والشامل».
وشدد البرلمان في بيانه على أن «معادلة السلام المنشود لن تكون إلا عبر مفاوضات تستند إلى حل الدولتين، وعلى أسس من التوافق على الوضع النهائي»، مؤكدًا أن المساس بالقدس والاعتراف بها عاصمة موحدة للاحتلال، هو تصعيد خطير يهدد أمن المنطقة ويقطع الطريق على فرص السلام ويمهد لافتعال حرب دينية ستكون «إسرائيل» سببًا وطرفًا أساسيا فيها.
وطالب أن تكون المرجعيات وقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، أساسا لاستئناف «أي مفاوضات سياسية»، والحفاظ على حقوق الفلسطينيين كاملة غير منقوصة.