قال جنرال «إسرائيلي» إن «وفاة الرئيس السابق حسني مبارك تعتبر مناسبة جيدة لاستذكار زعيم عربي، فهم ماهية السلام مع إسرائيل، ومنحها نظرة إنسانية، وكان الزعيم الوحيد في المنطقة الذي حافظ أكثر من سواه على السلام مع إسرائيل والاستقرار في الشرق الأوسط».
وأضاف شمعون حافاتس في مقاله بمجلة «يسرائيل ديفينس» للعلوم العسكرية، ترجمته «عربي21» أن «رحيل مبارك عن العالم جاء عقب مثوله المهين أمام المحكمة باعتباره آخر الفراعنة المصريين الذي حكم بلاد النيل لفترة زمنية طويلة، وهنا استحضر كيف أن مبارك أصدر أوامره للجيش المصري بالبحث عن المفقودين الإسرائيليين الجنود خلال حرب أكتوبر 1973».
وكشف حافاتس، السكرتير العسكري الأسبق للرئيس الإسرائيلي عيزر فايتسمان، أن «مبارك أمر بفتح المقابر الخاصة للجيش المصري أمام الإسرائيليين للبحث والتنقيب عن قتلاهم، ممن قتلوا في الجو والبحر والبر، دون أن يكون لذلك سقف زمني أو مكاني».
وأكد أنه « كان يشعر بمدى مساهمة مبارك الكبيرة في الحفاظ على السلام مع اسرائيل، خلال لقائه مع فايتسمان، حينها التقى طيار بطيار آخر، رغم أنه لم يعمل بما فيه الكفاية للتطبيع بين الدولتين، لكنه أراد ذلك عن سابق قرار كي يحافظ على نفسه زعيما وسط العالم العربي، ومع ذلك فقد كان شريكا استراتيجيا للسلام مع «إسرائيل»، حافظ على اتفاق السلام معنا في كل بنوده وتفاصيله».
وأوضح أن «مبارك حافظ على اتفاقات السلام التي وقعتها إسرائيل مع الفلسطينيين، وقد تم توقيع بعضها في القاهرة، وبعضها تم رغم أنف ياسر عرفات الذي تعرض لإهانة قاسية من مبارك، الذي واجه معارضة مصرية شعبية قوية ومن القوى الإسلامية المتطرفة التي عارضت السلام مع «إسرائيل».
كيف قتل #حسني_مبارك عقيدة الحرب داخل الجيش وأقصى كل من عارض السلام مع المحتل؟#النبتة_السوداء pic.twitter.com/i2077kwKrO
— شبكة رصد (@RassdNewsN) February 27, 2020
وأضاف أن «مبارك شكل الزعيم المسؤول والناضج، والمهدئ لأي توتر أمني، والمحافظ على الاتصالات بين مختلف الأطراف».
وأشار أن «47 عاما مرت على حرب أكتوبر 1973، حينها كان مبارك قائدا لسلاح الجو المصري، وبعدها عين نائبا للرئيس الراحل أنور السادات، ورافقه في زيارته التاريخية إلى «إسرائيل»، ومن الناحية السياسية والعسكرية فقد وجد في مبارك بعدا إنسانيا واضحا لا تخطئه العين تجاه عائلات الجنود الإسرائيليين القتلى والمفقودين في حروبهم مع مصر».
وكشف النقاب أنه «في أواخر 1994 دعا مبارك نظيره الإسرائيلي فايتسمان لزيارة القاهرة، وهو الذي قاد سلاح الجو الإسرائيلي، وتولى وزارة الحرب عدة مرات خلال حقبة السلام مع مصر، وفي زيارته الرسمية تلك وجد استقبالا رسميا حافلا، حمل الكثير من معاني التقدير والاحترام لإسرائيل، وكان اتصالهما وثيقا وقويا، حتى شكل قصة نجاح شخصية لهما».
وأوضح أنه «في أواخر عهده الرئاسي في يونيو 2000، دعا مبارك فايتسمان مجددا لزيارة وداعية خاصة في قصره بالإسكندرية، واستجاب مبارك لطلبه باستعادة أحد كتب التوراة في مكتبة الإسكندرية».
وختم بالقول إن «مبارك أدرك أهمية السلام مع «إسرائيل» من ثلاث زوايا: الالتزام الأدبي والأخلاقي، المحافظة على تلقي المساعدات الأمنية والاقتصادية من القوة العظمى في العالم ممثلة بالولايات المتحدة في كل عام، وزعامة الأمة العربية باستلام زمام البحث عن حل للقضية الفلسطينية، ومحاربة المنظمات المسلحة، والخلاصة أن «إسرائيل» والغرب سيشتاقون كثيرا للصديق مبارك».