صدمة جديدة للاقتصاد الأميركي واجهت ترامب وإدارته أول أمس بانهيار سعر العقود الآجلة لخام تكساس إلى تحت الصفر مما أدى لهزة عالمية وارتباك ضخم خصوصا أنه يتزامن مع توقف عجلة الإنتاج بالولايات المتحدة نتيجة تفشي وباء كورونا.
وصل سعر برميل النفط الأميركي لمبلغ -37 دولارا للعقود الخاصة بشهر مايو المقبل ما يعني أن منتجي النفط قاموا بالمضاربة وتخفيض الأسعار لعدم وجود أماكن لتخزين النفط بالتزامن مع ضعف الطلب عليه عالميا بسبب توقف المصانع وحركة النقل وكافة أشكال الحياة .
هذا الهبوط الحاد والذي يصل لأول مرة في التاريخ، مرحلة سالبة، يرجع إلى رغبة شركات الطاقة في تسويق النفط الخام لديهم، لعدم قدرتهم على تحمل خسائر أكبر.
فبالنسبة للشركات تكلفة تخزين والتأمين، والنقل تعتبر أكبر من مكسب بيع النفط، وهي تكاليف قد تفوق 10 دولارات عن كل برميل بحسب الخبراء، مما دفع شركات الطاقة الأميركية لتخفيض الأسعار في محاولة للتخلص من المخزونات بحوزتها.
ترامب يملأ الاحتياطي الاستراتيجي لأميركا:
وكان أول إجراء أعلن عنه ترامب الإثنين أنّ الولايات المتّحدة ستستغلّ الانهيار التاريخي الحاصل لأسعار الخام لشراء 75 مليون برميل لملء مخزونها الاستراتيجي من النفط.
وقال خلال مؤتمره الصحفي اليومي في البيت الأبيض: “نحن نملأ احتياطاتنا النفطية الوطنية… كما تعلمون الاحتياطيات الاستراتيجية. ونحن نتطلّع إلى وضع ما يصل إلى 75 مليون برميل في الاحتياطيات نفسها”.
وأكد أن المشكلة “في هذا الوقت في العالم أن أحدا لا يقود سيارات وأن المصانع مغلقة والمتاجر مغلقة”، وأن الانهيار في أسعار النفط، قصير الأجل وناجم عن “ضغوط مالية” وسيتم حله.
ترامب يخطط لإعادة فتح الاقتصاد لزيادة أسعار النفط:
أكد ترامب أمس الثلاثاء أن إعادة فتح البلاد هو أفضل أداة ستساعد على زيادة أسعار النفط الخام للولايات المتحدة، مضيفا أن فتح الاقتصاد مرة أخرى هو المحرك لحل أزمة النفط.
ويوم الخميس الماضي قال ترامب: “السلطات ستعيد فتح الاقتصاد وترفع القيود المفروضة بسبب كورونا تدريجيا”، مشيرا إلى أن “إغلاقا طويل الأمد من شأنه إلحاق ضرر ضخم بالصحة العامة”.
وأكد أنه أبلغ حكام الولايات التي لم تتضرر من الفيروس، أن بعضهم سيمكنه إعادة فتح اقتصاد ولايته بحلول أول مايو أو قبل ذلك.
وبحسب وكالة الأناضول، نشر البيت الأبيض خطة ترامب لإعادة فتح الاقتصاد تتضمن في المرحلة الأولى تشغيل المطاعم وقاعات السينما.
وأضافت الخطة أنه قد تُستأنف حركة الرحلات غير الضرورية وتفتح المدارس أبوابها مجددا في المرحلة الثانية.
أما في المرحلة الثالثة، فقد يعود أصحاب الحالات المرضية إلى المخالطة الاجتماعية.
وأوضح البيت الأبيض أن الولايات التي تستوفي بعض المعايير، مثل انخفاض حالات الإصابة بالفيروس طيلة 14 يوما، ستكون قادرة على البدء في تنفيذ مراحل تلك الخطة.
وقف الاستيراد من السعودية:
وبسبب دورها في انهيار أسعار النفط أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه يدرس وقف استيراد شحنات نفط من المملكة العربية السعودية، وذلك بعدما هبطت أسعار النفط الأميركي، مساء الإثنين، بشكل غير مسبوق إلى سالب 37.6 دولار للبرميل.
وأشار ترامب إلى أن السعودية ودول أوبك وروسيا والمكسيك خفضوا بالفعل إنتاجهم من النفط، وسيخفضونه مستقبلا بسبب عدم وجود استهلاك ولا طلب عالمي
ويبدأ، اعتبارا من مايو المقبل، تنفيذ قرار لتحالف (أوبك+) يقضي بخفض الإنتاج بمقدار 9.7 ملايين برميل يوميا، وهو أكبر اتفاق على خفض إنتاج الخام في تاريخ الصناعة النفطية.
وقدرت منظمة أوبك في تقريرها الشهري، الخميس الماضي، أن يشهد أبريل الجاري أسوأ انكماش بمقدار 20 مليون برميل يوميا.
فيما قالت وكالة الطاقة الدولية، الأربعاء، إن الطلب على النفط الخام سيتراجع بمقدار 29 مليون برميل يوميا، خلال أبريل الجاري، ما يعني تراجعا بنسبة 29 بالمئة من إجمالي الطلب قبل الجائحة، البالغ 100 مليون برميل يوميا.
دعم صناعة النفط:
طالب الرئيس الأميركي دونالد ترامب الحكومة الاتحادية بإيجاد سبل لإتاحة أموال لصناعة النفط والغاز في الولايات المتحدة، وذلك بعد يوم من انهيار أسعار عقود الخام الأميركي إلى أدنى مستوى في تاريخها مع انزلاقها إلى المنطقة السلبية للمرة الأولى على الإطلاق.
وكتب ترامب في تغريدة على تويتر “لن نخذل أبدا صناعة النفط والغاز الأميركية العظيمة. أصدرت تعليماتي إلى وزير الطاقة ووزير الخزانة لصوغ خطة ستتيح أموالاً حتى تكون هذه الشركات والوظائف المهمة جدا آمنة لوقت طويل في المستقبل!”.