اعتبرت صحيفة «الأوبزرفر» البريطانية أن تطبيع الإمارات من شأنه ترسيخ حالة الاحتلال للأراضي الفلسطينية منذ عام 1967، في إشارة إلى الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة المحاصر.
وقال الكاتب «إيان بلاك» إن «التطبيع» مع الاحتلال الإسرائيلي لا تزال كلمة مشينة في اللغة العربية، لكن هذا لم يمنع الإمارات، ثاني أكثر دول الخليج ثراء وقوة، بحسبه، من إبرام اتفاق «سلام» مع بنيامين نتنياهو، بوساطة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وأضاف «بلاك» الاتفاق له أهمية كبيرة، فخلال 72 عاما، وقع الاحتلال الإسرائيلي معاهدتي سلام اثنتين فقط، مع مصر عام 1979، والأردن عام 1994.
لكن الاتفاق مع الإمارات ذو طبيعة مختلفة، بحسب الكاتب، لأنها لم تشارك أبدا في أي حرب ولم تكن قط طرفا في النزاع، ولذا فإنه يبعث برسالة سياسية قوية وكاسرة للمحرمات.
ووفقا للمبررات، فقد تم التوصل إلى هذا الاتفاق من أجل منع الاحتلال من المضي قدما في الضم أحادي الجانب لأجزاء من الضفة الغربية المحتلة.
ولكن هذا يعني «بشكل حاسم، أن الوضع الراهن للاحتلال الإسرائيلي القائم منذ 53 عاما سيبقى دون تغيير»، بتأييد من الإمارات، التي قد تتبعها دول خليجية أخرى.
ويوضح أن العلاقات الإماراتية الإسرائيلية أصبحت مرئية بشكل متزايد في العقد الماضي على أساس العداء المشترك لإيران. وشهد التعاون الاستخباراتي بين البلدين تطورا كبيرا للغاية.
ويقول الكاتب إن الوزراء ورجال الأعمال الإسرائيليين يزورون الإمارات بانتظام.
ويشير إلى أنه على الرغم من كل هذا التعاون والتعاملات الوثيقة بين البلدين، فإنه لا يزال من المدهش أن الإمارات قد ذهبت إلى حد إقامة علاقات دبلوماسية رسمية مع الاحتلال على شكل «معاهدة سلام»، في إشارة واضحة إلى وجود أهداف أخرى غير «التطبيع» القائم بالفعل.
ويختم «بلاك» بالقول: «لا تزال كيفية تحقيق دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل من خلال المزيج السام من ترامب ونتنياهو والانقسامات الفلسطينية والعربية الأوسع سؤالا مثيرا للقلق».