وفقًا لمسح أظهر بشكل صارخ ما وصفته صحيفة ذا تايمز (The Times) بتكلفة فشل انتفاضات الربيع العربي، فإن نحو نصف الشباب في العالم العربي يفكرون في الهجرة.

وحسب نتائج الاستطلاع -الذي نشرته الصحيفة البريطانية- يرتفع هذا الرقم إلى الثلثين في المنطقة من لبنان إلى العراق، وهي المنطقة التي مزقتها الحرب والفوضى الاقتصادية في السنوات الأخيرة.

ولفتت الصحيفة إلى أن العالم العربي اهتز بسلسلة من الاحتجاجات الجماهيرية في أوائل عام 2010 ضد الأنظمة القمعية والفقر بدءا من تونس، وذكرت أنه بعد عقد من الزمان يبدو أن هذا الربيع العربي قد جلب القليل من الفوائد الملموسة للشباب الذين شاركوا فيه.

وأفاد الاستطلاع بأن عدد الأشخاص الذين يرغبون في الهجرة يتطابق كثيرا مع الذين أجابوا بـ«نعم» عند سؤالهم عما إذا كان هناك فساد حكومي متفش في بلدانهم.

وحسب الصحيفة، قال نصف الذين يفكرون كثيرا في الهجرة إنهم أرادوا الذهاب إلى الدول الخليجية الغنية، وأراد آخرون الانتقال إلى الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا وألمانيا. وإجمالا كان 42% إما يبذلون جهودا كبيرة للهجرة أو يفكرون في ذلك.

إحباط شخصي

وهذا العام، أجرى الاستطلاع المذكور مقابلات مع 4 آلاف شاب عربي من الجنسين في 17 دولة، ولم يسأل استطلاع العام الماضي عما إذا كان المستجيبون يريدون الهجرة، لكنه وجد دعما لاستمرار الاحتجاجات ضد الأنظمة الحاكمة والأنظمة السياسية التي ينظر إليها على أنها تكرس الفساد وسوء الإدارة.

وفي 4 دول شهدت مظاهرات واسعة النطاق العام الماضي: لبنان والعراق والجزائر والسودان؛ سأل الاستطلاع المجيبين على وجه التحديد عما إذا كانوا يدعمون تلك الاحتجاجات. وكانت الإجابة الكاسحة «نعم»، حيث تراوحت الأرقام بين 82 و89%، مما يوحي بأن محاولات النخب في العراق ولبنان للتشبث بالسلطة ستستمر في مواجهة المعارضة. وأشار المحللون إلى أن هذه الإجابات تعكس إحباطا شخصيا واسع النطاق بدل إحساس قوي بالهدف السياسي.

وتعقيبا على هذه المعطيات، قال المحلل في معهد الخدمات المتحدة الملكية (Royal United Services Institute) في لندن والخبير في الرأي العام العربي إتش أي هيلير إن الاستطلاع أظهر أن «لحظة الثورية العربية» ربما لم تنتقل إلى المدى الذي اعتقدته الأنظمة والحكومات في المنطقة.

وقال إن «استطلاعات الرأي تظهر باستمرار أن دعم الانتفاضات في المنطقة بين شرائح كبيرة من الشباب العربي مستمر. وعلاوة على ذلك يتوقعون استمرارها في بلدانهم وكذلك في أماكن أخرى، ويجب على الحكومات أن تولي اهتماما كبيرا لذلك».

(الجزيرة).