لليوم السابع على التوالي يستمر العدو الصهيوني في عدوانه الغاشم على غزة، وتفاجئه المقاومة الفلسطينية، برد غير مسبوق خالف توقعات العدو، حيث تمكن من إطلاق صواريخ بعيدة المدى، وصلت إلى القدس وتل أبيب.
وتحت الرد القسامي القوى غير المتوقع، هدد العدو باجتياح بري شامل لغزة، في حال عدم الوصول إلى هدنة، ومع ذلك فقد أكد خبراء أن هذا الإقدام مجرد شو إعلامي لن يجرؤ عليه العدو، وإذا أقدم فستكون المقاومة هي المنتصرة وستكون هزيمة ساحقة لـ"نتنياهو" والكيان الصهيوني.
شو إعلامي وانتخابي
من جانبه أكد الدكتور سعيد اللاوندي- خبير العلاقات الدولية- عدم وجود نية لاجتياح بري صهيوني لغزة، على الرغم من وجود عدد من الإسرائيليين يحبذون استمرار العدوان الصهيوني، إلا أن "نتنياهو" لن يقدم على ذلك بعد أن تأكد أن الحكومة الصهيونية تطلب الهدنة.
ولفت "اللاوندي" إلى أن الإعلان عن خطوة الحرب البرية، هي مجرد حشد لأصوات انتخابية في المرحلة القادمة يريد أن يحسمها "نتنياهو" خلال الفترة القادمة.
مرسى سينجز التهدئة
وأشار "اللاوندي" إلى أن العالم كله يميل لاتجاه عدم الاستمرار في العدوان الصهيوني على غزة، وعمل هدنة، والمجتمع الدولي يسير في هذا الاتجاه، حيث رأى بان كي مون، أن المجتمع الدولي ضد العنف.
وأوضح "اللاوندي" أن الرئيس محمد مرسي يسير في اتجاه التهدئة وإعلان الهدنة بين الطرفين، وقد استمع إلى شروط "نتنياهو" وهى إغلاق المعابر، وعدم دخول أسلحة عبر الأنفاق، وأن تكون مصر هي الضامن مخابراتيًا كما كان في عهد الرئيس السابق.
وتابع: "وبالمثل قدمت فلسطين شروطا أخرى، من خلال زيارة قام بها خالد مشعل لمصر، وعلى مصر أن تقوم بالتوفيق بين شروط الطرفين".
الكيان الصهيوني في مأزق
من جانبه أشار الدكتور رفعت السيد أحمد- مدير مركز يافا للدراسات الإستراتيجية- إلى أن الكيان الصهيوني الآن في مأزق، والمقاومة هي المنتصرة الآن رغم التضحيات التي قدمتها، لأن المخطط الصهيوني قد أثبت فشله، والذي كان يستهدف ضرب قاعدة الصواريخ واغتيال أفراد المقاومة.
وأشار إلى أن انتصار المقاومة يكمن في إطلاقها ما يزيد عن 1200 صاروخ على العدو الصهيوني حتى الآن في مختلف الأماكن والجهات وبخاصة تل أبيب.
الهدنة أو الاجتياح
وأشار "السيد" إلى أن العدو لم يبق أمامه إلا سيناريوهان، الأول: أن يقبل بشروط المقاومة، بكل ما فيها من رفع الحصار الكامل عن غزة، وإيقاف الاختراق و التغلغل داخل الأفراد الفلسطينيين، وإيقاف اغتيال الشخصيات القيادية في حماس، وغيرها .
أما السيناريو الآخر بحسب السيد، فيتمثل فى رفض تلك الشروط، والدخول البري إلى غزة، مشيرًا إلى أنه لا يوجد في التاريخ انتصار يتم بإطلاق صواريخ جوية، ولا بد من هجوم بري، مما يعد دليلًا على ضعف الكيان الصهيوني.
الكيان الصهيوني منهزم في كل الحالات
وأكد "السيد" على أن الكيان الصهيوني في الحالتين لن يحرز انتصارًا، والانتصار العسكري سيكون لجانب المقاومة، مرجحًا قبول العدو للسيناريو الأول، وإعلانه عن دراسة الشروط، لحفظ ماء وجهه.
وأشار إلى أنه في حال اجتياح غزة بريًا، سيكون وقتها العدو الصهيوني أمام أكبر مجزرة لدباباته، وستصبح غزة مستنقعًا لهم، وسيسطر ذلك نهاية سياسية لـ"نتنياهو" وستكون هزيمة كبيرة للكيان الصهيوني، لأن المقاومة لازالت تملك العديد من الصواريخ بعدها قصير المدى وبعضها طويل المدى، وبعضها مضاد للدبابات.
دور مصر حال الاجتياح
ولفت "السيد" إلى أنه في حال تحول الهجوم على غزة إلى بري، فإن مصر ستحاول أن تساند قطاع غزة سياسيًا واقتصاديًا، وقد تضطر إلى الدعم العسكري، والذي سيتمثل في إدخال أسلحة بطرق خفية .
وأشار إلى أن أي اكتساح بري صهيوني سيؤثر على الأمن القومي المصري، لدخول بعض من الفلسطينيين العزل إلى داخل الأراضي الفلسطينية وقتها، وواجب على مصر أن تأويهم وفق القانون الدولي.
الاستعدادات المصرية في حال الهجوم البري
وشدد "السيد" على أن مصر عليها أن تستعد لسيناريو الاجتياح الصهيوني البري على غزة، سواء عاجلًا ام مستقبلًا، ومن أهم هذه الاستعدادات التي واجب على مصر الأخذ بها، التنسيق مع الجانب الفلسطيني لعدم استغلال جماعات العنف الوضع السيئ وقتها، وبناء علاقات وتنسيق أمنى وعسكري استراتيجي مع القوات الفلسطينية.
وأضاف: "عدم إغلاق الأنفاق بطريقة عشوائية لأن لها وظيفة إيجابية تفيد الجانب الفلسطيني في دخول الأسلحة، والاستعداد بالجوانب الاقتصادية والمقصود بها "تجهيز المستشفيات والأسواق، والاستعداد لعمليات برية"، لأن العدو الصهيوني لا أمان له وقد جعله الله سببا في إيقاظ الأمة واتحادها.