وقع العراق ومصر، السبت، 15 مذكرة تفاهم وبرنامج تعاون في مجالات مختلفة بينها الإعمار، فيما توافق البلدان على سرعة تفعيل مجموعة من المشروعات تنفذها شركات مصرية وفق آلية النفط مقابل إعادة الإعمار.
جاء ذلك خلال اجتماع اللجنة العليا العراقية – المصرية المشتركة، برئاسة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، ونظيره المصري مصطفى مدبولي، الذي وصل بغداد، السبت، في زيارة غير محددة المدة.
وقالت الحكومة العراقية في بيان، إنه «تم توقيع 15 مذكرة تفاهم وبرنامج تعاون مع مصر، في مجالات النقل والموارد المائية والصحة والبيئة والعدل والاستثمار والإسكان والإعمار والصناعة والتجارة والمالية».
وبحسب بيان لمجلس الوزراء المصري، قال مدبولي في كلمته بالجلسة الرئيسية للجنة، إن «هناك توافقا مبدئيا بين البلدين على سرعة تفعيل آلية النفط مقابل الإعمار».
وأوضح أن «الشركات المصرية ستقوم بتنفيذ مشروعات تنموية في العراق مقابل كميات النفط التي سوف تستوردها مصر».
وفي مؤتمر صحفي، عقب انعقاد اللجنة، قال مدبولي: «ناقشنا مع الكاظمي وضع الآلية الخاصة ببرنامج إعادة الإعمار مقابل النفط، وضرورة سرعة تفعيلها، لتكون بداية الشراكة ما بين شركات البلدين».
من جهته، قال الكاظمي خلال المؤتمر الصحفي: «لدينا رغبة صادقة لبناء أفضل العلاقات والارتقاء ببلدينا إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية».
وأضاف: «العراق ومصر تشكلان أساسا في التوازن في المنطقة»، دون تطرق إلى الألية التي ذكرتها مصر.
وتضررت البنى التحتية في العراق بشدة نتيجة عقود من الحروب والحصار، إذ تسعى بغداد لجذب الاستثمارات إلى قطاع إعادة الإعمار، إلا أن مخاوف الأمن لا تزال تشكل هاجسا لدى الكثير من المستثمرين.
وفي أعقاب انتهاء الحرب ضد «داعش» الإرهابي عام 2017، قالت بغداد إنها بحاجة إلى 88 مليار دولار لإعادة إعمار ما دمرته الحرب مع التنظيم.
ووفق تصريحات سابقة للمتحدث باسم وزارة النفط عاصم جهاد، فإن العراق يصدر 12 مليون برميل سنويا من النفط الخام إلى مصر.
والأربعاء الماضي، بدأت اللجنة العليا العراقية ـ المصرية المشتركة، أعمالها التحضيرية في العاصمة بغداد، بمشاركة عدد من وزراء البلدين، في القطاعات التي يجري البحث والتعاون بشأنها، قبل أن تعقد اليوم الجلسة الرئيسية.
وهذا أول اجتماع للجنة في عهد النظام العراقي الجديد، إذ اجتمعت مرتين فقط من قبل، خلال عامي 1988، و1989، ولكن لم يتم انعقاد اللجنة بعد ذلك.