وجّه رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي تحذيرا أخيرا لعبدالفتاح السيسي من محاولة كسب مزيد من الوقت في حادث تعذيب ومقتل الطالب جوليو رجيني في القاهرة 2016، مؤكدا أن نيابة روما تعتزم توجيه لائحة اتهام بحق 5 ضباط مصريين كبار.
وقالت صحيفة «لاريبوبليكا» الإيطالية إن كونتي طالب السيسي خلال اتصال هاتفي أمس الجمعة بالتعاون في قضية اختطاف وقتل الباحث الإيطالي، والسماح لضباط جهاز الأمن الوطني الخمسة المتورطين في الجريمة باختيار محام لهم في إيطاليا لتمثيلهم في القضية.
وأضافت الصحيفة أن روما أوضحت للقاهرة أنه من الآن فصاعدا لا يوجد شيء يمكن التفاوض عليه، لأن الأمر لم يعد بيد كونتي أو السيسي، بل بيد النيابة في روما، وهي عازمة على الكشف عن لائحة الاتهام ضد الضباط المصريين المتهمين في القضية.
من جهتها، اكتفت وكالة الأنباء المصرية الرسمية بالقول إن الجانبين استعرضا آخر «مستجدات التعاون المشترك بينهما بشأن التحقيقات الجارية في قضية الطالب الإيطالي جوليو ريجيني».
ونقلت عن بسام راضي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية قوله إن الاتصال بحث العلاقات الثنائية بين البلدين خاصة العسكرية والاقتصادية، فضلًا عن تبادل وجهات النظر تجاه عدد من الملفات الإقليمية محل الاهتمام المشترك في مقدمتها تطورات الأوضاع في شرق المتوسط، ومستجدات القضية الليبية.
وذكرت أن رئيس الوزراء الإيطالي عبّر عن حرص بلاده على مواصلة تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين خاصة التجارية والاستثمارية والعسكرية.
يشار إلى أن ريجيني (من مواليد 1988) طالب إيطالي وصل إلى مصر في سبتمبر 2015 لجمع معلومات تتعلق ببحثه لنيل شهادة الدكتوراه من جامعة كامبردج البريطانية عن «دور النقابات العمالية المستقلة بعد ثورة 25 يناير 2011»، وبدأ يُجري مقابلات مع نشطاء عمّاليين مصريين ومستقلين وشخصيات قريبة من المعارضة.
غير أنه اختفى بشكل غامض في الـ25 من يناير 2016 بعد أن غادر مقر إقامته في حي الدقي بالجيزة (شمال) للقاء صديق في منطقة وسط القاهرة.
وفي الثالث من فبراير 2016 عثر على جثة ريجيني مرمية على جانب طريق القاهرة/الإسكندرية الصحراوي، وقد بدت عليها آثار تعذيب وحروق، وتوصلت تقارير الطب الشرعي إلى أنه قتل متأثرا بتعذيب شديد استمر أياما.
واكتسبت قضيته زخما كبيرا على مستوى إيطاليا وأوروبا والعديد من دول العالم، حيث تطالب روما ومعها حلفاؤها بالكشف عن حقيقة ما جرى له، ومحاكمة المسؤولين عن ذلك.