سجلت مؤشرات البورصة المصرية موجة تراجعات جماعية لدى إغلاق تعاملات اليوم (الخميس) نهاية تداولات الأسبوع متأثرة بالمخاوف من تداعيات دعاوى تظاهرات غدا (الجمعة) واستمرار الاضطرابات في محيط وزارة الداخلية، فضلا عن الإعلان عن تأجيل صفقة الاستحواذ على البنك الأهلي سوسيتيه جنرال لمدة 3 أشهر، ما انعكس سلبا على الأداء العام للبورصة وزاد من حالة الترقب بالسوق والتحفظ في عمليات الشراء.
وخسر رأس المال السوقي لأسهم الشركات المقيدة بالبورصة نحو 1.7 مليار جنيه ليصل إلى 373.2مليار جنيه، فيما بلغ حجم التداول الكلي بالسوق 887 مليون جنيه، منها 261.7 مليون جنيه فقط تعاملات سوق الأسهم والبقية تمثل تعاملات سوقي السندات ونقل الملكية.
وانخفض مؤشر البورصة الرئيسي إيجي إكس 30 بنسبة 0.78 في المائة ليغلق عند 5439.29 نقطة، كما خسر مؤشرإيجي إكس 70 للأسهم الصغيرة والمتوسطة بنسبة 0.15 في المائة مسجلا 480.91نقطة.
وعلى صعيد مؤشر إيجي إكس 100 الأوسع نطاقا فقد خسر نحو 0.74 في المائة من قيمته مسجلا 806.80 نقطة عند الإغلاق.
وقال وسطاء بالسوق لوكالة أنباء الشرق الأوسط إن التعاملات بدأت على تراجع ملحوظ على خلفية استمرار الإضرابات والاشتباكات في محيط وزارة الداخلية وشارع محمد محمود، إلا أن إعلان البورصة وقف التعامل على أسهم "البنك الأهلي سوسيتيه جنرال" بسبب انتظار بيان من هيئة الرقابة المالية بشأن صفقة بيعه لبنك قطر الوطني خلق حالة من الإنتعاش والشراء المكثف على الأسهم خاصة في القطاع المصرفي وأسهم الشركات الكبرى وسط توقعات بأن يكون بيان الرقابة المالية متضمنا العرض النهائي للاستحواذ على البنك.
من جانبه قال أحمد عبد الحميد -العضو المنتدب بشركة وثيقة لتداول الأوراق المالية- إن إعلان الهيئة بشأن تمديد مهلة تقديم العرض للبنك القطري إلى 60 يوما عمل جاء مخيبا لآمال المستثمرين الذين كانوا ينتظرون إتمام الصفقة.
وأضاف أن تأجيل الصفقة لهذه المدة أثار شكوكا لدى المستثمرين باحتمالية إتمامها خاصة أن أداء سهم البنك خلال الأسابيع الأخيرة جاء سلبيا للغاية وهبط من مستويات قرب 50 جنيها للسهم إلى نحو 39 جنيها اليوم.
وأشار عبد الحميد إلى أن المستثمرين كانوا يعولون على الصفقة انتشال السوق من حالة الارتباك التي تعيشها خلال الفترة الأخيرة تأثرا بالأوضاع السياسية المضطربة، وكانت ستمثل نبأ إيجابيا آخر بجانب الاتفاق الأولى مع صندوق النقد الدولي لحصول مصر على قرض بقيمة 4.8مليار دولار.
ولفت إلى أن أسهم البنوك سجلت هبوطا جماعيا مع الإعلان عن تأجيل الصفقة، لكن تماسك أداء بعض الأسهم الكبرى مثل "أوراسكوم تليكوم" و"بالم هيلز للتعمير" و"القلعة للاستشارات المالية" التي أعلنت عن تأسيس شركة بالتعاون مع كيو إنفست القطرية تعمل في مجال البترول في مصر، حسن من أداء السوق ومنع حدوث خسائر أكبر.
ونوه عبد الحميد بأن جموع المستثمرين يترقبون أحداث تظاهرات جمعة الغد، وما سيسفر عنها من تداعيات، وهل ستنتهي الاضطرابات في محيط وزارة الداخلية أم لا وهو ما سيكون له تأثير كبير على اتجاهات مؤشرات البورصة في الأسبوع المقبل.