نشرت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية تقريرا سلطت فيه الضوء على العزلة المتزايدة والضغوط الشديدة التي يتعرض لها الرئيس دونالد ترامب بعد حادثة اقتحام الكابيتول.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته «عربي21»، إن ترامب عبّر عن رفضه لاقتحام حشد من مؤيديه مبنى الكونجرس، مؤكدا أنه سيعمل على ضمان انتقال هادئ وسلس للسلطة في 20 يناير، لكن الانتقادات الموجهة له تصاعدت بشكل كبير، وجعلته في حالة من العزلة والغضب.
وحذر المستشار القانوني للبيت الأبيض بات سيبولوني، الرئيس ترامب، من خطر التعرض للمساءلة القانونية إذا لم يقم بإدانة العنف.
يوم صعب
وبحسب الصحيفة، فإن الرئيس قضى يوما صعبا في البيت الأبيض بعد الحادثة، حيث لم يتمكن من الدخول إلى حساباته الشخصية على وسائل التواصل الاجتماعي، وقد أكد بعض المستشارين أنه كان معزولا وغاضبا.
وأغلق «تويتر» حساب ترامب مؤقتا، وتم حظر حسابه على «فيسبوك»، واعتبرت المنصتان أن منشوراته تحرّض على العنف، وتقوّض العملية الانتخابية.
وتضيف الصحيفة أن ترامب رفض الرد على مكالمات عدد من مستشاريه، ومن بينهم حاكم ولاية نيوجيرسي السابق كريس كريستي، الذي قال إنه أمضى 25 دقيقة يوم الأربعاء في محاولة الاتصال بالرئيس، لحثه على أن يدعو علنا إلى وقف العنف.
وكشف بعض المقربين من ترامب أنه ما زال غاضبا من نائبه مايك بنس، بسبب ما اعتبره خيانة لرفضه محاولة عرقلة مصادقة الكونغرس على فوز الرئيس المنتخب جو بايدن.
والخميس، ابتعد العديد من موظفي البيت الأبيض عن المكتب البيضاوي تجنبا للاحتكاك بالرئيس الذي وصفه أحد المستشارين بأنه «في مكان مظلم».
وقال بعض المقربين من ترامب إنه يبدو منشغلا بخسارته في الانتخابات أكثر من انشغاله بما حدث في مبنى الكونجرس.
وقال مستشار آخر تحدث إلى الرئيس مؤخرا، إن «الأمر أشبه بمراقبة شخص يدمر نفسه أمام عينيك، ولا يمكنك فعل شيء».
غموض الأيام الأخيرة
واعتبرت الصحيفة أن وضع ترامب ازداد سوءا بعد أن قدّم عدد من المسؤولين في إدارته استقالاتهم على خلفية أحداث الشغب في الكابيتول. وأكد أحد المستشارين أن العديد من مسؤولي البيت الأبيض مستاؤون من الأحداث الأخيرة، ويعتبرونها طريقة مأساوية لإنهاء الفترة الرئاسية.
من جانبه، أفاد مسؤول كبير أن بعض أعضاء الإدارة الحالية ومستشاري الرئيس شرعوا في مناقشة تفعيل التعديل الـ25 في الدستور الأمريكي، الذي ينص على عزل الرئيس وتولي نائبه المهمة إلى حين تنصيب بايدن رسميا.
لكن المطلعين على هذه النقاشات، أكدوا وفقا للصحيفة أنه من غير المرجح أن تؤتي ثمارها، خاصة أنه لم يبق إلا فترة قصيرة على انتهاء ولاية ترامب رسميا.
وترى الصحيفة أن هناك الكثير من الغموض الذي يحوم حول الأيام الأخيرة المتبقية من رئاسة ترامب. وقد أبلغ الرئيس مستشاريه أنه يفكر في إصدار عفو عن نفسه قبل مغادرة المنصب، لكن هذه الخطوة قد لا تكون مجدية.
ويختلف الخبراء حول هذه المسألة القانونية التي لم يقدم عليها أي رئيس أميركي سابقا. وفي مذكرة صدرت عام 1974، قال محام من وزارة العدل إن الرئيس ريتشارد نيكسون لم يكن بإمكانه العفو عن نفسه، لأنه لا يمكن أن يحاكم نفسه بنفسه.
وفي 2018، قال ترامب إنه يتمتع بـ«الحق المطلق» للعفو عن نفسه، لكنه أكد أنه لا يحتاج إلى ذلك لأنه لم يفعل أي شيء خاطئ.