شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

“معهد الأورام”.. عندما يجتمع الإهمال والمرض في مكان واحد

“معهد الأورام”.. عندما يجتمع الإهمال والمرض في مكان واحد
  المكان شارع قصر العيني وتحديدا "مستشفى معهد الأورام"؛ حيث تجد المئات من المرضى ممن نهشت الأورام السرطانية...

 

المكان شارع قصر العيني وتحديدا "مستشفى معهد الأورام"؛ حيث تجد المئات من المرضى ممن نهشت الأورام السرطانية أجسادهم، والزمان في أي وقت تطأ قدماك معهد الأورام تشعر بحالة من الحزن والأسى لما وصل إليه حال المريض في مصر.
 بمجرد دخولك باب المعهد تجد مئات المرضى منهم من يجلس انتظارًا للعلاج ومنهم من يمل من الانتظار طلبًا للعلاج ويعود إلى حيث أتى، وهناك من تجده لا يقدر على تحمل المرض فلا يجد مفرا من الاستلقاء وبأي وضعية، وعلى أي مكان يجده أمامه فمنهم من ينام على سلالم المستشفى، ومنهم من يرقد على كرسيه المتحرك، ومنهم من يتخذ أريكة الجلوس كسرير له يريحه من عناء المرض.
معاملة غير آدمية
 وبالنسبة للمرضى الذين يتم علاجهم بالمعهد فحالهم ليس أفضل بكثير من حال غيرهم.
يقول  أحمد خالد – أحد أقارب مريضة بالسرطان-: إن معاملة الممرضات للمرضى غير آدمية وكأنهم فئة غير مرغوب فيهم.
ويضيف "خالد": "عندما يعطي الأطباء روشتة للمريض يتقاعس موظفو المستشفى عن صرفها بالكامل"، مؤكدًا أنه لولا العلاج الكيماوي المتوفر بمعهد الأورام فقط ما لجأ المرضى إلى هناك، فالعلاج الكيماوي بالقطاع ذو تكلفة عالية.
تكدس وعدم عناية
ويقول محمد حسين – والد معاذ -: إن مستوى العناية داخل المعهد على ما يرام ولكن هناك العديد من جوانب القصور، منها أن الممرضات يفضلن النوم بدلا من الإشراف على المرضى ليلا، وتكدس غرفة المريض؛ حيث إن الغرفة الواحدة يوجد بها حوالي 6 مرضى غير المرافقين للمرضى، إضافة لقيام أهالي المرضى بتنظيف مكان إقامتهم، ومستلزمات المريض بل وأحيانا تطالبهم الممرضات بتجميع القمامة. 
وأضاف عبد الرحمن محمد – والد أحد المصابين -: إن دورة المياه الخاصة بالمرضى تعاني من تشققات بالجدران، كما أن السخانات بها أعطال ومن يقوم باستخدامها يتعرض للماس الكهربي.
وأوضح والد أحد المرضى أن التلفاز، الذي يعتبر وسيلة الترفيه الوحيدة للمريض داخل الغرفة والتي من شأنها إخراجه من حالته النفسية السيئة، به عطل ويتم وضعه كديكور داخل الغرفة، كما لا يوجد أي مكان مخصص لتجفيف الملابس بعد غسلها وهو ما يدفع أهالي المرضى لوضع الملابس على النافذة الموجودة بالغرفة ووضع حجارة أو زجاجات المياه فوقها حتى لا تتطاير في الهواء.
المستشفى الوحيد للسرطان
ولكن رغم ذلك إلا أن أهالي المرضى يرون أن معهد الأورام هو المستشفى الوحيد الذي يتوفر فيه العلاج؛ حيث تؤكد والدة الطفلة عالية أحمد – البالغة 11 عاما، ومصابة بسرطان الدم – أنها لا تجد علاجا واعتناء بابنتها سوى بالمعهد، موضحة أنها عندما لا تجد العلاج بالمعهد تقوم بشرائه من الخارج بتكلفة 150 جنيها يوميا.
وتضيف هنية عبد الله – والدة إحدى المصابات -: إن ابنتها سكينة تتلقى علاجها داخل المعهد وعندما لا تجد العلاج داخل المعهد, فإن المستشفى يقوم بصرف أموال لها لشراء العلاج من خارج المستشفى، ولكنها تشعر بمعاناة لكونها تسافر من أسوان إلى القاهرة أسبوعيا لعلاج ابنتها، فمعهد الأورام بأسوان لا يوجد به إمكانيات كافية، والأطباء هناك عاجزون عن تحمل مسئولية علاج مريض مصاب بأمراض سرطانية. 
أفضل كثيرا 
ويوضح والد أحد المرضى أن عدد مرضى الأورام السرطانية كبير للغاية وهناك المئات يموتون يوميا دون أن يحصلوا على العلاج المناسب، مشيرًا إلى أن حال معهد الأورام أفضل نسبيا من الوضع في كثير من مستشفيات مصر.
مستشفى 57357 طاردة الفقراء
ويضيف: إنه لم يفكر في التوجه لعلاج ابنه في مستشفى 57357؛ لأنها محتكرة من قبل أصحاب الجنسيات المختلفة من دول الخليج وغيرهم، وابن مهندس أو دكتور من المصريين، أما معهد الأورام فلا يعالج به سوى ابن الفلاح أو ابن الفقير، الذي لا تعني حياته للدولة شيئا، فيُعالج في معهد الأورام .
 
 


تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023