أكد السودان، الإثنين، أن اعتزام إثيوبيا ملء سد النهضة، يشكل تهديداً مباشراً لكل مشاريع الري في النيل الأزرق، بما يهدد 20 مليون نسمة، وهو ما يعادل نصف سكان البلاد.
جاء ذلك بحسب وزير الري والموارد المائية السوداني ياسر عباس، وفق وكالة أنباء السودان.
وقال عباس: «هنالك العديد من التحوطات لمجابهة ملء سد النهضة تتمثل في التحوطات الفنية والدبلوماسية».
وأوضح أن، «السودان يسعى خلال هذه الأيام لتقوية وساطة الاتحاد الأفريقي وإدخال الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وأميركا ليلعبوا دور الوسطاء».
وتابع: «سنعمل جاهدين في هذه الأيام باتصالات دبلوماسية وسياسية مع الكونغو الرئيس القادم للاتحاد الأفريقي، من أجل أن تلعب هذه المنظمات كوساطة رباعية في هذا الملف».
وأبدى أمله بأن «يكون سد النهضة وسيلة للتعاون الإقليمي بدلا من أن يكون بؤرة للنزاع السياسي بين الدول الثلاث».
ودعا للتفكير بجدية «في الفلسفة الأساسية لسد النهضة التي تدعو للتعاون الإقليمي وتوليد الكهرباء من إثيوبيا، وزيادة الإنتاج الزراعي والأمن الغذائي من السودان، والصناعة من مصر».
وأشار إلى أن، إعلان إثيوبيا ملء السد يشكل تهديداً مباشراً لتشغيل سد الروصيرص السوداني وبالتالي كل مشاريع الري في النيل الأزرق إلى مدينة عطبرة بولاية كسلا، شرقي البلاد.
وأضاف: «ما يقارب الــ20 مليون نسمة مهددون، ونأمل في التوصل إلى اتفاق قبل الملء باعتباره مهددا خطيرا للأمن القومي السوداني».
والسبت، تسلمت وزيرة الخارجية السودانية مريم المهدي، رسالة من رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فكي، تتعلق بتخفيف التوتر مع إثيوبيا بشأن الحدود و«سد النهضة».
ورغم مفاوضات استمرت على نحو متقطع لسنوات، أخفقت مصر وإثيوبيا والسودان في إنهاء النزاع الثلاثي حول ملء وتشغيل سد النهضة الذي تعتبره القاهرة والخرطوم تهديدا لحصتهما المائية من نهر النيل.
وبينما تصر إثيوبيا على بدء الملء الثاني للسد، في يوليو المقبل، حتى لو لم تتوصل إلى اتفاق مع السودان ومصر بالخصوص، تتمسك الأخيرتان بالتوصل أولا إلى اتفاق.