قال رئيس حركة حماس بغزة يحيى السنوار، إن استمرار الانتهاكات الإسرائيلية بمدينة القدس سيؤدي إلى «اندلاع حرب دينية كبيرة في المنطقة».
جاء ذلك في أول ظهور إعلامي للسنوار بعد العدوان الإسرائيلي على غزة، خلال مؤتمرين صحفيين، متتابعين، عقدهما بغزة، الأول خاص بالصحفيين الأجانب، والثاني خاص بالإعلام العربي.
وحذر السنوار من أن استمرار صمت دول العالم، على الممارسات الإسرائيلية، في القدس، سيؤدي إلى «اندلاع حرب دينية كبيرة في المنطقة».
وفي 13 أبريل الماضي، تفجرت الأوضاع في الأراضي الفلسطينية جراء اعتداءات «وحشية» ترتكبها شرطة الاحتلال ومستوطنوها في المسجد الأقصى وحي «الشيخ جراح» بالقدس في محاولة لإخلاء 12 منزلا فلسطينيًا وتسليمها لمستوطنين.
ولاحقا انتقلت المواجهات إلى بقية مناطق الضفة الغربية.
وفي قطاع غزة، اندلعت مواجهة عسكرية استمرت 11 يوما، شنت خلالها الاحتلال مئات الغارات الجوية والقصف المدفعي، ما تسبب باستشهاد وجرح المئات.
وخلال القتال، أطلقت حركتا حماس والجهاد الإسلامي، نحو 4 آلاف قذيفة باتجاه الاحتلال، بحسب بيانات أصدرها جيش الاحتلال.
وقال رئيس حركة حماس بغزة، خلال المؤتمر الصحفي، إن مدينة القدس هي خطٌ أحمر، وإن «زوال إسرائيل مرهون بمخططاتها في المدينة».
وأضاف السنوار أن المقاومة الفلسطينية، أرادت «خلال الجولة الماضية» إيصال رسالة للعدو والعالم بأنه «كفى لعباً بالنار».
وأضاف «بدأنا بإطلاق الصواريخ باتجاه القدس أولاً، ليعلم الاحتلال أن للمسجد الأقصى رجالاً يحموه”.
وقال إن «المقاومة»، تستطيع إطلاق مئات الصواريخ تجاه الاحتلال في الدقيقة الواحدة بمدى 200 كيلومتر.
واعتبر السنوار أن «ما قبل مايو 2021 ليس كما قبله»، مُهدداً بأن “شكل الشرق الأوسط كله سيتغير في حال المساس بالأقصى”.
وزاد «ليعلم الاحتلال أن ما جرى «خلال العدوان» مجرد مناورة صغيرة لما يمكن أن يحدث من حرب إقليمية ومواجهة مفتوحة، لو حاول أن يمس بالمسجد الأقصى.
وأشار إلى أن المقاومة استطاعت «فرض حظر التجوال على مدينة تل أبيب».
ولفت السنوار إلى أن الاحتلال فشل في توجيه ضربة للصف القيادي السياسي والعسكري والأمني لحركة حماس، وغرف التحكم والسيطرة.
وتابع «حاول الاحتلال اغتيال 500 من مقاتلي النخبة (بكتائب القسام) تحت خدعة الاجتياح البري، لكنها فشلت».
وكشف أن لدى حماس 500 كيلومتر، من الأنفاق تحت الأرض، مشيراً إلى أن إسرائيل لم تُلحق ضرراً سوى بـ 5% منها.
وأشار إلى أن الحتلال اغتال نحو 15 شخصاً فقط من الصفوف القيادية الثانية والثالثة والرابعة بحركة حماس.
وأوضح أن «ورش تصنيع السلاح ومخازنه، وغرف إدارة العمليات، تعمل بكفاءة تزيد على 95%».
وحول تهديدات الاحتلال الإسرائيلي باغتياله، قال السنوار إنها «لا تخيفه»، مضيفاً: «أنا أمارس عملي، وأتنقل بكل حرية».
وكشف رئيس حماس في غزة، أن «كتائب القسام» كانت تخطط لإنهاء المعركة الأخيرة برشقة صاروخية من 300 قذيفة نصفها على تل أبيب، لكن تم إيقافها إكراماً للوسطاء في قطر ومصر.
ولفت إلى أن المقاومة في غزة كانت «طوال المعركة على تنسيق عال مع الإخوة بلبنان، وكنا واثقين أنه لو اشتدت الحرب ستدخل قوى المقاومة على الجبهات الأخرى».
وقال في هذا الصدد إن عمليات إطلاق الصواريخ من لبنان وسوريا خلال الحرب، كانت «بتنسيق كامل بين المقاومة في كلّ من غزة ولبنان، وبعمل مشترك».
وفيما يتعلق بإعادة إعمار غزة، شدّد السنوار أن «العام الحالي لن ينقضي إلا وقد تحققت انفراجة كبيرة على صعيد الأوضاع المعيشية والإنسانية في القطاع».
وهدّد: «سنحرق الأخضر واليابس حتى نُحسن من حياة أبناء شعبنا».
ووعد بفتح المجال أمام من يريد إعمار قطاع غزة وإنعاش الاقتصادي فيها، مؤكداً أن حركته لن تأخذ قرشاً واحداً من أموال الإعمار «فلديها مصادرها الخاصة».
ووجّه السنوار الشكر لإيران التي «لم تبخل على المقاومة بالمال والسلاح والخبرات»، كما أوصل الشكر لكل من مصر وقطر وتركيا في مساعيهم لإعادة إعمار غزة.
وأكد السنوار أنه تم توجيه دعوة مصرية لرئيس الحركة، إسماعيل هنية، لزيارة القاهرة، لافتاً إلى أن الزيارة ستتم خلال الأيام القادمة.
وقال: «هذه الزيارة ستكون خطوة مهمة على صعيد تطوير العلاقة مع مصر؛ من أجل تحقيق أهداف الشعب الفلسطيني».
واتهم السنوار، وزير الخارجية الأميركي «بلينكن» بإذكاء الخلاف الداخلي الفلسطيني، مخاطباً إياه: «دعك من اللعب على التناقضات الداخلية، وتنمية الصراع الداخلي».
وفي سياق متصل، لفت السنوار إلى أن هناك توجه دولي للتركيز على المشكلة الإنسانية في قطاع غزة، مضيفا أن العالم “مقتنع بأن هذه المشكلة لا بد أن تحل”.
وأكد أن حركته تقبل بـ «تهدئة طويلة الأمد إذا انسحب الاحتلال «من حدود 67»، وفُككت المستوطنات وعاد اللاجئون، وأقمنا دولتنا على جزء من أرضنا».
وأضاف أن العالم لديه الفرصة لإلزام الاحتلال بالقانون الدولي والاتفاقيات الدولية؛ لتصبح الفرصة مهيأة لـ «هدنة طويلة الأمد نسبياً».
وقال «الفرصة أمام زعماء العالم، إن أرادوا الاستقرار في المنطقة، أن يرغموا الاحتلال على احترام حقوق شعبنا».
وأكد السنوار أن حركته لن تقدم تنازلات في عقيدتها السياسية من أجل شطبها من «قوائم الإرهاب» الأميركية، مضيفاً أن حماس والجهاد ليستا معنيتين كثيراً بهذا الأمر.
واعتبر أن منظمة التحرير الفلسطينية «لا تمثل سوى صالون ثقافي وسياسي من غير حركتي حماس والجهاد الإسلامي وقوتهما العسكرية».
ورأى أن الحديث عن تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية حالياً، لا يُناسب مستوى المعركة، حاثاً كل الأطراف على الجلوس إلى طاولة واحدة لإعادة ترتيب البيت الفلسطيني ووضع استراتيجية شاملة.
ودعا السنوار إلى عدم السماح للأطراف الخارجية باللعب على الشق الداخلي.
من جهة أخرى، أوضح السنوار أن الفلسطينيين نجحوا في وضع القضية الفلسطينية من جديد على طاولة العالم، وأنه لا يمكن تجاوز هذه القضية.
وقال إن المطلوب من أهل القدس أن يبقوا على أهبة الاستعداد، ليدافعوا عن المسجد الأقصى، وحي الشيخ جراح.
وأضاف «نطمئن أهل القدس بأن وراءهم شعباً أصيلاً لن يتخلى عنهم، ومقاومة لن تخذلهم»، داعياً الفلسطينيين في الضفة الغربية للتصدي لـ«عربدة المستوطنين»، ومصادرة الأراضي.
ووعد السنوار، بتحرير المعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
وقال إن ما يُعطل إنجاز صفقة لتبادل الأسرى، هو الحالة السياسية غير المستقرة في الاحتلال.