شهد أمس الأحد الحفل الختامي للمؤتمر الخامس لشبكة أريح للصحفيين الاستقصائيين العرب في القاهرة الذي تناول على مدى ثلاثة أيام تغطية النزاعات وتوثيقها، وكشف قضايا الفساد وممارسات أصحاب النفوذ في المنطقة التي تشهد تحولات سياسية وصراعات على السلطة منذ بداية الربيع العربي.
وقامت شبكة "أريج" «إعلاميون من أجل صحافة استقصائية عربية» خلال الحفل الختامي بتوزيع جوائز الشبكة عن أفضل تحقيقات استقصائية في العالم العربي لهذا العام، ومن بينها جائزة سياسية خاصة تحت عنوان "كشف المتنفذين".
كما تم الإعلان عن تأسيس شبكة المدافعين عن حرية الإعلام في العالم العربي "سند" وهو مرصد إليكتروني للحريات الصحفية في المنطقة, وقامت مجموعة من الصحفيين في المؤتمر بالإعلان عن إنشاء وحدة للمساعدة القانونية للإعلاميين في مصر تحت عنوان "ميلاد".
وقد استهل الإعلاميون ثالث أيام اجتماعهم في القاهرة بنصائح قدمتها أستاذة الصحافة الاستقصائية بجامعة نيويورك آلباني روزميري آرماو حول كيفية تغطية الانتخابات بشكل يضمن اكتشاف أي تجاوزات، تزوير أو فساد، في منطقة تشهد العديد من دولها انتخابات رئاسية، تشريعية أو بلدية.
وأكدت آرماو على ضرورة الاهتمام بأدق تفاصيل العملية الانتخابية لأن كل ما يحدث يمكن أن يؤثر في إرادة الناخبين أو النتيجة. وحثّت آرماو أيضا الصحفيين على النظر إلى الآلية المستخدمة في عملية الاقتراع والشركات الصانعة، التي "لا تخضع لقوانين حق الحصول على المعلومة" هناك.
أما العيوب في قوانين حق الحصول على المعلومة في العالم العربي فكانت موضوع حوار آخر ناقشه محامون وخبراء قانون من الأردن، تونس واليمن؛ الدول العربية التي انفردت حتى الآن في سن تشريعات لحرية المعلومات, وتبادل المشاركون الأفكار حول آليات الحصول على المعلومة منتقدين بيروقراطية، محددات وشروط قانونية واستثناءات تحد من فاعلية هذه القوانين.
وفي جلسة موازية، تطرق اثنان من خبراء "أريج" الأميركي مارك هنتر والسويدي نيلز هانسن إلى تجربة وحدات صحافة استقصائية دعمت الشبكة إنشاءها في وسائل إعلام عربية. فبينما تحدث هانسن عن التحديات المهنية التي تواجه هذه الوحدات، عرّج هنتر على النماذج الاقتصادية الناجحة وكيفية استثمار هذه الوحدات بشكل يحقق الربح والاستدامة لوسائل الإعلام.
المؤتمر، الذي شارك فيه زهاء 300 صحفي وصحفية وخبراء عالميين، كان تطرق في يوميه الأولين إلى الصعوبات والتحديات التي تواجه الإعلاميين في كشف ممارسات أصحاب النفوذ وتغطية مناطق الصراع والتحول السياسي. وشهد افتتاح المؤتمر جدلا بين المشاركين حول تأثير السلطة والمال في المشهد الإعلامي المصري.
يذكر أنه منذ انطلاقها في العاصمة الأردنية عمّان سنة 2005، قامت شبكة "أريج" «إعلاميون من أجل صحافة استقصائية عربية» بتدريب نحو 300 صحفي وصحفية وأشرفت على إنجاز أكثر من 150 تحقيقا في العالم العربي نال العديد منها جوائز إقليمية وعالمية.