شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

تقرير.. التدخل الأميركي في أفغانستان: تكاليف باهظة وتداعيات كارثية

جنود أميركان في أفغانستان
سحبت الولايات المتحدة، يوم الثلاثاء، آخر قواتها من أفغانستان التي غزتها بعد هجمات 11 سبتمبر 2001، في وقت أدى فيه هذا الغزو الذي استمر 20 عامًا، إلى مقتل وتشريد مئات آلاف الأفغان، فضلًا عن التكاليف الاقتصادية الكارثية التي تكبدها هذا البلد.
 
ووفقًا لبحث أُجري كجزء من مشروع «تكاليف الحرب» التابع لجامعة «براون الأميركية»، فقد قُتل آلاف المدنيين في أفغانستان بسبب تبادل إطلاق النار والعبوات الناسفة والاغتيالات والتفجيرات التي شهدتها البلاد خلال العقدين الماضيين.
 
وخلال العمليات العسكرية التي شنها الجيش الأميركي عبر الحدود في أفغانستان وباكستان، لقي ما يقرب من 241 ألف شخص مصرعهم منذ عام 2001، بينهم أكثر من 71 ألف مدني كنتيجة مباشرة للحرب.
 
وبدأ التدخل الأميركي في أفغانستان في 7 أكتوبر 2001، كجزء من عمليات الرئيس الأسبق «جورج بوش» ضد الإرهاب بعد هجمات 11 سبتمبر.
 
وفي أفغانستان، ارتفع عدد الضحايا في صفوف المدنيين بشكل حاد اعتبارًا من عام 2017، وهو العام الذي خفف فيه الجيش الأميركي قواعد الاشتباك مكتفيًا بشن غارات جوية.
 
وخلال إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، ارتفع عدد المدنيين الذين قتلوا جراء الضربات الجوية التي نفذتها مقاتلات الولايات المتحدة في أفغانستان، بنسبة 330%. كما تم اعتقال عشرات الآلاف من الأفغان كمتهمين بالضلوع في أعمال ترتبط بالإرهاب، 50 ألفا منهم في السنوات الثلاث الأولى من الحرب.
 
* الولايات المتحدة تنفق تريليوني دولار
 
أنفقت الولايات المتحدة ما يقدر بأكثر من تريليوني دولار على عملياتها العسكرية في المنطقة خلال 20 عامًا من وجودها في أفغانستان.
 
وبالإضافة إلى تكلفة الحرب في أفغانستان والعراق، والتي مولتها الولايات المتحدة بالاقتراض، من المتوقع أن تصل فائدة الاقتراض إلى 6.5 تريليونات دولار بحلول عام 2050.
 
وقدمت الولايات المتحدة أكثر من 145 مليار دولار لتنفيذ برامج إعادة الإعمار في أفغانستان منذ عام 2002، وأنفقت 83 مليار دولار على التدريب والمعدات لقوات الأمن الأفغانية على مدى السنوات العشرين الماضية.
 
وبحسب تقرير صادر عن مكتب محاسبة الحكومة الأميركي (ديوان المحاسبة) عام 2017، فقد تم تزويد القوات الأفغانية بحوالي 76 ألف مركبة و600 ألف قطعة سلاح و163 ألف جهاز اتصالات و208 طائرات في الفترة ما بين 2003-2016.
 
وأنفقت بريطانيا وألمانيا، اللتان تمتلكان ثاني أكبر عدد من القوات في أفغانستان بعد الولايات المتحدة، ما يقدر بـ30 مليار دولار و19 مليار دولار على التوالي خلال الحرب.
 
وتعهدت الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو) بدفع ما مجموعه 4 مليارات دولار سنويًا بحلول عام 2024 لمساعدة أفغانستان في تمويل قواتها. وحتى الآن، أرسل الناتو ما قيمته 72 مليون دولار من الإمدادات والمعدات إلى أفغانستان، إضافة إلى تدريب 300 ألف عسكري أفغاني من قبل الولايات المتحدة.
 
* 800 ألف جندي أميركي في أفغانستان منذ عام 2001
 
بعد إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن، عزم الولايات المتحدة إنهاء وجودها العسكري في أفغانستان اعتبارًا من 31 أغسطس/ آب 2021، قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) في بيان صادر في 19 أغسطس/ آب الماضي، إن عدد الوحدات العسكرية في العاصمة الأفغانية كابل يبلغ 5 آلاف و200 وحدة عسكرية.
 
وأضاف البيان أن الولايات المتحدة نشرت منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2001، أكثر من 800 ألف جندي في أفغانستان. وقد ارتفع هذا العدد الى 850 ألفًا عام 2009، فيما وصل إلى 900 ألف في 2010.
 
وأعلن الرئيس الأميركي الأسبق، باراك أوباما، خطته للانسحاب عام 2011، وفي هذا السياق، قال إنه ينبغي سحب 10 آلاف جندي بحلول نهاية العام المذكور، وإن عملية الانسحاب ستستمر بوتيرة ثابتة حتى تسليم السلطات الأفغانية كامل المسؤوليات الأمنية في 2014. ومنذ ذلك الحين، انخفض عدد الجنود الأميركيين في أفغانستان إلى ما دون 50 ألفا مرة أخرى عام 2013.
 
وفي 2014، أعلن أوباما عن خطته لسحب جميع القوات الأميركية تقريبًا من أفغانستان بحلول نهاية عام 2016، أي مع نهاية فترة ولايته الثانية، وفي 2015 قال أوباما إن الوضع في أفغانستان هش للغاية بحيث يتعذر على الجيش الأميركي الانسحاب بشكل تام.
 
أما إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، فقد أجرت سلسلة من المفاوضات مع حركة طالبان من أجل التوصل لاتفاق انسحاب في 1 مايو/ أيار 2021 كموعدٍ نهائي للانسحاب النهائي. بدوره الرئيس الحالي جو بايدن، الذي تولى الرئاسة في يناير 2021، قام بتأجيل موعد الانسحاب من 1 مايو إلى 31 أغسطس الماضي.
 
* أفغانستان تتحول لثاني أكبر بلد مصدر للاجئين في العالم
 
منذ بدء عملية الانسحاب الأميركي من أفغانستان في 14 أغسطس الماضي، قامت الإدارة الأميركية بإخراج ما مجموعه 82 ألفا و300 أميركي من البلاد.
 
وخلال التدخل الأميركي في أفغانستان بين عامي 2001 و2021، تعاقب على البيت الأبيض أربعة رؤساء أميركيين هم جورج دبليو بوش وباراك أوباما ودونالد ترامب وجو بايدن. وفي ظل هذه الفترة، لقي ألفان و352 جنديًا أميركيًا مصرعهم، بينما أصيب أكثر من 20 ألفًا آخرين بجروح متفرقة.
 
وبحسب صحيفة واشنطن بوست الأميركية، فإن الأحداث التي شهدتها المنطقة منذ عام 2001 أسفرت عن مقتل 66 ألفًا من أفراد الجيش الوطني الأفغاني والشرطة، وألف و144 جنديًا من الناتو ودول أخرى تمتلك قوات عسكرية في أفغانستان، و51 ألفًا و191 فردًا من مجموعات أخرى على رأسها طالبان، و444 من عمال الإغاثة وأكثر من 70 صحفيا. فيما بلغ عدد الدول التي شاركت في حرب أفغانستان، بما في ذلك الناتو، 51 دولة.
 
وبحسب تقارير لمفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، فقد تجاوز العدد الحالي للاجئين الأفغان المسجلين خارج البلاد مليونين و500 ألف لاجئ.
 
إلا أن تقارير المفوضية أشارت في الوقت نفسه إلى أن الأرقام الحقيقية قد تكون أعلى من ذلك بكثير، مضيفة أنه واعتبارًا من يوليو 2021، أصبحت أفغانستان ثاني أكبر بلد مصدر للاجئين حول العالم، وأن معظم اللاجئين الأفغان موجودون في إيران وباكستان.
 
وأضافت تقارير المفوضية أن عدد الأفغان الذين نزحوا داخليًا منذ بداية عام 2021 بلغ أكثر من 270 ألفًا، وأن إجمالي النازحين داخلياً يتجاوز الـ 3.5 ملايين أفغاني.
 
وبحسب منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، فإن 60 في المئة من 3 ملايين و700 ألف طفل غير ملتحقين بالمدارس في أفغانستان هم من الفتيات.
 
* طالبان تهيمن على السلطة في أفغانستان
 
وفي إطار اتفاق السلام الذي تم التوصل إليه بين الولايات المتحدة الأميركية وحركة طالبان في فبراير 2020، بدأت هذا العام عملية انسحاب القوات الدولية من أفغانستان.
 
وبينما نص الاتفاق على عدم شن هجمات ضد القوات الأجنبية، إلا أنه لم يتضمن الأمر نفسه، تجاه قوات الأمن الأفغانية.
 
ومع استمرار المفاوضات مع الحكومة الأفغانية في الدوحة، سيطرت طالبان في نفس الوقت على العديد من المناطق ومراكز المقاطعات في أفغانستان منذ يوني الماضي.
 
وبعد حصار فرض على العاصمة الأفغانية كابل، سيطرت طالبان على المدينة دون اشتباكات مسلحة وذلك بعد أن غادر الرئيس الأفغاني أشرف غني البلاد في 15 أغسطس الماضي، فارضة هيمنتها على السلطة في بلاد أعيتها سنوات الحرب الطويلة.


تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023