تثبت دول الخليج العربي إلى جانب الجزائر، أهميتها في سوق الطاقة العالمية، وبدرجة رئيسية النفط الخام، ثم الغاز الطبيعي، مع اكتشافات متتالية لمصادر الطاقة التقليدية منذ خمسينيات القرن الماضي.
وأمام احتياطات مؤكدة تجاوزت 1.55 تريليون برميل من النفط الخام، أصبحت دول الخليج لاعبا رئيسيا في إمدادات النفط العالمية.
واليوم، تحولت الطاقة التقليدية إلى خاصرة رخوة لدول أوروبا كافة، في معركة تقودها معظم بلدان القارة ضد روسيا، ثاني أكبر منتج للنفط في العالم بعد الولايات المتحدة، بمتوسط إنتاج يومي 10.4 ملايين برميل.
كما أن روسيا التي تنفذ اليوم عمليات عسكرية في أوكرانيا، تعتبر أكبر مصدّر للغاز الطبيعي في العالم، بمتوسط 230 مليار متر مكعب سنويا.
ومع تفاقم أزمة دول الاتحاد الأوروبي مع روسيا، وحاجتها إلى مصادر الطاقة التقليدية التي تصدّرها موسكو، فإنها تحاول البحث عن مصادر بديلة للنفط والغاز.
** لغة الأرقام
يتجاوز إجمالي احتياطات دول الخليج الست «السعودية، والبحرين، وقطر، وسلطنة عمان، والإمارات، والكويت» من النفط، 510 مليارات برميل، تشكل نسبتها 32.7 بالمئة من مجمل الاحتياطي العالمي المؤكد البالغ 1.55 تريليون برميل.
ويبلغ إجمالي إنتاج دول الخليج من النفط الخام قرابة 18 مليون برميل يوميا، تشكل نسبته 19 بالمئة من إجمالي الطلب العالمي البالغ قرابة 99 مليون برميل يوميا.
وتعتبر السعودية صاحبة ثاني أكبر احتياطي مؤكد للنفط الخام بحسب بيانات وزارة الطاقة في المملكة، بأكثر من 270 مليار برميل، تشكل نسبته قرابة 17.3% من الاحتياطي العالمي.
والسعودية كذلك، ثالث أكبر منتج للنفط الخام في العالم بمتوسط يومي 10.2 ملايين برميل يوميا، بحسب بيانات «أوبك»، وأكبر مصدّر للخام عالميا بمتوسط 6.9 ملايين برميل يوميا.
وتشكل نسبة النفط السعودي قرابة 10.7 بالمائة من إجمالي الطلب اليومي على الخام عالميا، وترتفع إلى 13% من إجمالي الطلب اليومي، عند الإنتاج وفق طاقتها القصوى.
بينما تملك دولة الإمارات احتياطات مؤكدة تبلغ 107 مليارات برميل، تضعها في المرتبة الخامسة عالميا، بعد كل من فنزويلا والسعودية وإيران والعراق.
ومن حيث الإنتاج النفطي، تنتج الإمارات حاليا قرابة 3 ملايين برميل يوميا تشكل 3.4% من مجمل الطلب العالمي اليومي.
ولدى الدولة قدرة فورية على زيادة الإنتاج إلى 3.5 ملايين برميل يوميا، تشكل قرابة 4% من الطلب العالمي.
بينما الكويت، صاحبة سادس أكبر احتياطي نفطي في العالم بإجمالي 101.5 مليار برميل، تنتج باليوم قرابة 2.62 ملايين برميل يوميا، تشكل نسبته 2.9 بالمئة من مجمل الطلب العالمي.
ومثل السعودية والإمارات، لدى الكويت قدرة فورية على زيادة الإنتاج حتى 3.2% من الإنتاج تشكل 3.6 بالمئة من الطلب العالمي.
بينما سلطنة عمان، منتج متوسط للنفط الخام بمعدل يومي مليون برميل تشكل 1.1 بالمئة من الطلب العالمي.
فيما بلغ الاحتياطي المتوقع للنفط الخام والمكثفات النفطية للسلطنة بنهاية 2020 حوالي 4.706 مليارات برميل.
أما البحرين، فهي بلد منتج صغير للنفط الخام بأقل من 350 ألف برميل يوميا، بينما قطر تنتج في اليوم متوسط 700 ألف برميل.
إلى جانب دول الخليج، يعتبر العراق صاحب رابع أكبر احتياطي مؤكد بـ145 مليار برميل نفط، ورابع أكبر منتج للخام في العالم بمتوسط يومي 4.4 ملايين برميل.
لدى العراق قدرة فورية على زيادة إنتاج النفط حتى 4.7 ملايين برميل يوميا، تشكل نسبته 5 بالمئة من الطلب العالمي.
أما إيران، فهي صاحبة ثالث أكبر احتياطي نفطي مؤكد بـ 208.6 مليارات برميل، وتنتج يوميا في الظروف الطبيعية قرابة 3.9 ملايين برميل، تشكل نسبته 4.2 بالمئة من إجمالي الطلب العالمي.
** الغاز الطبيعي
باستثناء قطر، تعتبر دول الخليج منتجا للغاز الطبيعي بما يفي بمعظم احتياجاتها المحلية، وتصدر جزءا قليلا منه، فيما لا تتوفر بيانات رسمية لحجم الإنتاج.
لكن قطر، هي أكبر منتج للغاز الطبيعي المسال في العالم بأكثر من 110 ملايين طن سنويا، وتطمح للوصول إلى 127 مليون طن بحلول 2027.
وتنتج قطر سنويا 205.7 مليارات متر مكعب من الغاز الطبيعي، تشكل نسبته 5.34% من الإنتاج العالمي. البالغ أكثر من 3.84 مليارات متر مكعب.
أمام هذه المعطيات، تبرز أهمية دول الخليج العربي في صناعة الطاقة التقليدية، خاصة في وقت الأزمات الجيوسياسية، كالجارية حاليا.
لذلك، بدأ رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، الأربعاء، زيارة إلى السعودية والإمارات، لإجراء محادثات بشأن زيادة إنتاج النفط للتخفيف من أزمة الطاقة العالمية.
تأتي الزيارة ضمن جهود المملكة المتحدة للتقليل من اعتمادها على إمدادات الطاقة القادمة من روسيا، وفق شبكة «سكاي نيوز» البريطانية.
ويواجه جونسون دعوات من نواب حزب المحافظين للتدخل لحث السعوديين على زيادة إنتاج النفط لمعالجة الأسعار التي تجاوزت 1.60 جنيه إسترليني للتر البنزين، و1.70 جنيه للديزل.
الأناضول