قال الخبير الأميركي في شؤون مصر والشرق الأوسط، روبرت سبرنجبرج، إن عبد الفتاح السيسي يدمر الاقتصاد المصري بقرارات عشوائية وغير مدروسة ويحاول التغلب على الأزمات المتلاحقة ببيع أصول مصر بثمن بخس.
وأضاف سبرنجبرج في برنامج آخر كلام وبثته فضائية مكملين، إن “المال الساخن الذي تدفق إلى داخل مصر قد عاد وخرج منها عشرون ملياراً خرجت مع بداية فترة الكوفيد وعشرون ملياراً خرجت الآن بعد اندلاع الحرب في أوكرانيا وكما قال تقرير مودي الذي صدر قبل ثلاثة أسابيع من المستبعد أن نرى كميات كبيرة من العملات الأجنبية تدخل تارة أخرى”.
وأوضح أن ثمة ثمنا ستدفعه مصر مقابل اعتمادها على الخليج، لافتا إلى أنه على الرغم من أن السعودية والإمارات مولتا وصول السيسي إلى السلطة وتمكنه منها، إلا أنه توجد الآن بعض الخلافات بينهم، وقدر معين من عدم الثقة، جعل الرياض وأبو ظبي أكثر تشددا فيما تقدمان من دعم للسيسي.
ومطلع العام الجاري، نشر سبرنجبرج، وهو أستاذ الدراسات الدولية المرموق في جامعة سيمون فريزر، والباحث في المعهد الإيطالي للشؤون الدولية، دراسة تحت عنوان “تتبع مسار المال لتعرف حقيقة مصر السيسي” خلص فيها إلى أن مصر أصبحت دولة متسولة في عهد السيسي، بعد أن غدت واحدة من أكثر الدول مديونية في العالم، من حيث الكم الإجمالي، والذي يبلغ 100 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي، وما تشهده من تراجع شديد في الدخل من العملات الأجنبية وفي تحويلات المصريين بالخارج دفعها لتسول العملات الأجنبية من صندوق النقد الدولي ودول خليجية.
وحول توقعه لمستقبل السيسي في حكم مصر، وإمكانية اندلاع ثورة جديدة بالبلاد احتجاجا على تدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية، أوضح سبرنجبرج، أن دول الخليج لا ترغب في رؤية السيسي ينهار بالكامل، ولكنها في نفس الوقت لا تريد له أن يكون مستقلا، مستطردا: “هم يسيرون على خط رفيع اقتصاديا وسياسيا”.
وتابع سبرنجبرج : “وقعت الدول الخليجية على اتفاقات كثيرة على شكل استثمارات ومشتريات أصول الدولة في مصر. فمحمد بن زايد على سبيل المثال جدد وديعة من قبل الحكومة الإماراتية مودعة في مصرف مصر المركزي، ولكن في نفس الوقت قام بشراء أسهم حكومية بما قدره 25 بالمئة من مجمل الأسهم التي أصدرها البنك التجاري الدولي أكبر بنك في مصر، وتكرر الأمر مع مصنع أسمدة أبو قير أكثر الشركات ربحا في مصر، وكذلك شركة فوري، الرائدة في تقديم الخدمات المالية الإلكترونية للمواطنين والشركات”.
وأردف سبرنجبرج : “مثل الإماراتيين، قرر حكام الخليج الآخرون، شراء بعض الأصول المصرية بأسعار زهيدة نسبيا، مع الوضع في الاعتبار أنهم لن يتركوا للسيسي العنان من خلال إيداع الأموال في البنك المركزي حتى يتصرف بها كيف يشاء كما كان يحدث سابقا، بل سوف يجلسون في مقعد القيادة يقررون أين ستذهب الأموال للتأكد من أنهم بالفعل سوف يستفيدون منها”.
ويعد سبرنجبرج أحد أهم الخبراء العالميين البارزين في الشأن المصري وله العديد من المؤلفات عن مصر، وعمل مديرا لمركز الأبحاث الأمريكي في مصر حتى 2013 وأستاذا لشؤون الأمن القومي في كلية الدراسات العليا البحرية الأمريكية ومديراً لبرنامج الشرق الأوسط بمركز العلاقات المدنية العسكرية.