نشرت وكالة الأنباء الفرنسية تقريرا حول مشاركة العديد من النساء المسلمات في مناسك الحج هذا العام دون محرم ومرافق من أقاربه الذكور
وقالت وكالة الأنباء الفرنسية في تقريرها: “وفي المسجد الحرام، قامت هذا الاسبوع نساء كثيرات بينهن من دول عربية بأداء مناسك الحج الأولى بمفردهن. واختارت بعضهنّ ارتداء ملابس ملونة، في تغيير عن العباءات السوداء التي كانت مفضّلة قبل سنوات”.
وفي عام 2021، سمحت وزارة الحج السعودية رسميًا للنساء من جميع الأعمار بأداء فريضة الحج دون محرم، بشرط أن يكنّ ضمن مجموعات.
وكانت السلطات تشترط في السابق وجود “ولي أمر” إلى جانب أي امرأة دون سن 45، ما منع العديد من النساء المسلمات في جميع أنحاء العالم من أداء فريضة الحج.
وتقول الخبيرة المالية المصرية والأم لأربعة فاتن عبد المنعم (65 عاما) لوكالة فرانس برس “بالنسبة (للنساء) القادرات على (أداء الحج)، لا تفوتن ذلك”، حتى لو كان ذلك يعني القدوم دون ولي أمر ذكر.
وتتابع “هذه متعة روحانية لا يمكن وصفها. أنت في رحاب بيت الله، فماذا يمكن ان تطلب أكثر من ذلك؟”.
تشارك ليلى القرني بدون مرافقة أي من أقربائها الذكور في مناسك الحج في مكة المكرمة، وتشجّع النساء على السير على خطى العديد من العربيات اللواتي يؤدين المناسك السنوية هذه السنة بمفردهن.
وتقول الطبيبة التونسية البالغة من العمر 60 عامًا وهي وأم لطفلين، إنّ زوجها لم يتمكّن من مرافقتها لأن عمره فوق 65 عامًا، السنّ الأقصى الذي سمحت به السلطات للحجاج لأداء المناسك هذا العام. وتضيف “لم يجب أن تكون المرأة برفقة رجل على أي حال؟ لماذا؟”.
وتتابع المرأة التي وضعت وشاحا بعلم تونس فوق كتفيها داخل مركز تجاري على مقربة من المسجد الحرام، “أشجّع كل امرأة على القدوم إلى هنا بدون محرم”.
وتقول شقيقتها حياة عبد الملك (64 عاما) المتقاعدة بعد أن كانت مديرة في شركة تضم أكثر من 1400 موظف، إنّ المرأة العربية يجب أن تكون “شجاعة وقادرة على التأقلم” مع الظروف المختلفة.
وتقول الحاجة المصرية سهيل محمد للنساء المترددات في القيام بالرحلة دون مرافقة من ذكر قريب “لا تخفن”، مضيفة “المرأة تساوي 100 رجل”.
وعملت الأم لثلاثة أبناء في أحد أقسام وزارة الدفاع المصرية لأكثر من ثلاثة عقود، وتشير إلى أنّ هذا العمل “منحني الثقة. (…) لقد مكنّني وجعلني أقوى. النساء اللواتي يبقين في المنزل هن من يشعرن بالخوف” من أداء مناسك مثل الحج التي تتطلب صلابة ذهنية وجسدية على مدى خمسة أيام.
في السعودية، يُعتبر القرار السعودي بشأن “المحرم” جزءا قرارات جديدة لمحمد بن سلمان، الحاكم الفعلي للبلاد والذي يحاول التخلص من صورة المملكة .
ومنذ صعوده إلى السلطة، وتم السماح لها بقيادة السيارة والسفر إلى الخارج دون إذن ولي أمر، وذلك في موازاة الانتقادات التي تواجهها منظمات غير حكومية لسجل المملكة الحقوقي.