نشر موقع «جلوبال فيلاج سبايس» الأميركي، تقريرا تحدث فيه عن المتطرفين الدينيين والقوميين المتطرفين في الهند الذين يستخدمون وسائل الإعلام كأداة للدعاية، لتبرير أعمالهم الوحشية غير المبررة، والعنف ضد المسلمين والأقليات الأخرى في الهند.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته «عربي21»، إنه فيما يتعلق بتأسيس وتأطير ونشر الأخبار الكاذبة، تشتهر الهند بأنها مصنع تلفزيوني مزيف، فقد أنتجت الهند في الماضي أفلاما عدة عن الصراع في كشمير.
والآن يستخدم رئيس الوزراء ناريندرا مودي وسائل الإعلام وصناعة الأفلام كجزء من آليات الدعاية لتصوير الأقليات المسلمة على أنها بغيضة وفاسدة؛ حيث توجد قائمة طويلة من الأفلام في بوليوود والتي تستند بالكامل إلى الروايات المعادية للمسلمين والمسيحيين.
ويروي الفيلم الأخير «ملفات كشمير» والذي أُنْتِجَ باللغة الهندية؛ قصة رحلة هندوس البانديت أثناء الصراع في كشمير، وركز الفيلم على ما دعاه بـ «مذبحة» هندوس كشمير، وترحيلهم من الوادي المحتل، ويظهر الفيلم محاولات نيودلهي لإعادة كتابة تاريخ كشمير على أساس الأكاذيب والخداع لتبرير أفعالها الفظيعة ضد مسلمي كشمير، والذين تم تصويرهم على أنهم من طرد الهندوس منها.
وأضاف معد التقرير محمود علي، مساعد أبحاث في معهد الدراسات الاستراتيجية في إسلام أباد، أنه من وجهة نظر تاريخية؛ من الصعب تحليل سبب مغادرة البانديت الكشميريين لمنازلهم، ويحيط النقاش عنه الكثير من الشحن السياسي والجدل، فمن ناحية تُروى القصص حول مغادرة الآلاف الوادي خلال الانتفاضة في كشمير التي احتلتها الهند في عام 1989، ما يشير إلى أن مجتمعهم كان خائفًا بما يكفي لمغادرة منازلهم.
ومن ناحية أخرى؛ تتعارض قصص البانديت الذين بقوا في كشمير مع مزاعم المغتربين أن البانديت الكشميريين كانوا ضحايا «إبادة جماعية» وأجبروا على «النفي»، وهو ما يعني أن فهم وضع البانديت، العالقين بين الأغلبية المسلمة في كشمير وأهداف الدولة الهندية، ليس بالأمر السهل.
ووفقًا للموقع؛ فإن الأفلام الهندية الحديثة – مثل «ملفات كشمير» و«بادمافات» و«ملكة جهانسي» – تتعامل مع التاريخ أو السياسة أو الدين أو مجموعة من هذه الموضوعات معًا، وتزعم أنها تستند إلى «أحداث تاريخية»، على الرغم من أنه في معظم الحالات يتم التلاعب بالحقائق أو مزجها مع الخيال.
إذ تهدف لغسل عقل المشاهدين وإقناع الأغلبية، بأنهم ضحايا الأقلية. ويلاحظ بعد عرض فيلم «ملفات كشمير» حول العالم، كيف قدم عدد من صانعي الأفلام، مونولوجات سامة مستوحاة من الفيلم.
ومع ذلك؛ أيد رئيس وزراء الهند الفيلم -الذي حصد شعبية كبيرة- ونادرًا ما تتم معالجة القضايا السياسية للفيلم علنًا.
ويشير الموقع إلى أنه بطبيعة الحال، فإن تطبيع الكراهية عبر الأفلام لم يحدث بين عشية وضحاها، فقد زاد عدد الأفلام القومية الهندوسية الموجهة بشكل كبير منذ عام 2014، وقد حققت الدراما التاريخية منها خاصة، نجاحا كبيرا، والتي يلاحظ كيف تعرض محتوى كراهية الإسلام، كما في الأفلام مثل «بادمافات» و«تانهاجي» وغيرها.
وتتبع حكومة حزب بهاراتيا جاناتا، وكذلك أصحاب أيديولوجية القومية الهندوسية وقادتهم الدينيون المتطرفون آثار أقدام ألمانيا النازية، في الطريق إلى الهند الفاشية، حيث إن الهند في عهد مودي يستخدم فيها المتطرفون الدينيون والقوميون وسائل الإعلام كأداة للدعاية لتبرير فظائعهم وعنفهم غير المبرر ضد المسلمين والأقليات الأخرى. ولن يؤدي توجههم المتزايد لاستهداف الأقليات في أفلام بوليوود، سوى لمزيد من الانقسام في البلاد.
ويؤكد الموقع أن بوليوود حاليا تخدم المصالح الأساسية للمتطرفين من التيار الرئيسي؛ فتؤدي دور وزارة الدعاية المغرضة، ويعمل بها عدد من المخرجين مثل أجنيهوتري كوزراء دعاية لنظام مودي. ما يساعد على أن يبث الحزب الحاكم، بهاراتيا جاناتا، رسالة مشوهة في جميع أنحاء العالم مبنية على المبالغة والأكاذيب، ما سيضر بسمعة الهند ويؤدي في النهاية إلى الفوضى في الدولة.
ويختتم الموقع تقريره بقوله، إنه لا يمكن كسر مأزق صناعة السينما إلا إذا فهم الناس في كل ولاية في الهند دورهم، وتقدموا لإيقاف دور وسائل التواصل الاجتماعي، ووسائل الإعلام الرئيسية في تقسيم المجتمع، ولا يمكن أن يتم تحقيق الوحدة والسلام والاستقرار إلا بصون حقوق الأقليات.