كشفت وئاثق بريطانية مفرج عنها حديثا أن اغتيال الرئيس أنور السادات قبل 40 عاما حال دون حدث فريد في تاريخ مصر الحديث فقد كان السادات ينوي التنازل بإرادته عن الرئاسة.
وحسب الإذاعة البريطانية BBC اغتيل السادات يوم السادس من أكتوبر عام 1981 في أثناء عرض عسكري في القاهرة بعد مرور ثماني سنوات على حرب أكتوبر عام 1973.
و أن وثائق بريطانية أخرى كانت قد أشارت إلى أن أجهزة أمنية ودبلوماسية بريطانية تنبأت باغتيال السادات قبل حادث المنصة بعامين وسبعة أشهر.
ففي تقرير أعد في شهر فبرايرعام 1979، عن الوضع السياسي الداخلي في مصر، قالت إدارة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا في الخارجية البريطانية أن الاغتيال هو أهم ما يهدد السادات شخصيا ونظامه.
ورتب التقرير الأخطار التي تهدد السادات قائلا لأنه يهيمن على المشهد المصري، فإن السادات شخصية عرضة للخطر. غير أن الاغتيال أو الأسباب الطبيعية أو الاستقالة، وليس الثورة، هي (الوسائل) الأكثر احتمالا لإزاحته من المشهد.
وقُتل السادات، وسط وزرائه وقادة الجيش، خلال عرض عسكري سنوي في 6 أكتوبر عام 1981، وحكم بالإعدام بعدها على عدد ممن شاركوا في التخطيط لعملية الاغتيال وتنفيذها.
وكان السادات قد تحدث مرارا، في الشهور السابقة على الحادث، عن رغبته في التقاعد، غير أن حديثه لم يُكن يؤخذ، سياسيا وشعبيا، على محمل الجد.
وفي تقرير مفصل بعث به إلى حكومته بعد 23 يوما من الاغتيال، قال مايكل وير، سفير بريطانيا في القاهرة حينذاك، إن السادات كان جادا في كلامه عن التنحي. وتوقع السفير أن يكون ذلك يوم استرداد مصر الجزء الباقي من سيناء في 25 أبريل عام 1982، أي بعد حوالي 7 شهور من الاغتيال.
وقال السفير أعتقد أنه ربما كان في ذهنه فعلا أن يتقاعد في ذلك التاريخ الرمزي وأضاف إن كان قد قُدر له أن يفعل ذلك، لكان الشعور الشعبي تجاهه أعظم بكثير مما كان.