بعد عامين من المفاوضات بين إسرائيل ولبنان على ترسيم الحدود البحرية، أعلن الجانبان الثلاثاء عن التوصل إلى اتفاق.
ووصف الرئيس الأميركي جو بايدن التوصل إلى اتفاق ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل بأنه “اختراق تاريخي”، مشيراً إلى أنه يأتي تتويجاً لشهور من الوساطة التي أجرتها الإدارة الأميركية. وأبدى سعادته باتفاق حكومتي إسرائيل ولبنان لإنهاء النزاع على الحدود البحرية، ووضع حدود بحرية “دائمة بينهما”. وأشاد بانفتاح القادة الإسرائيليين واللبنانيين للتفاوض والتشاور واختيار ما هو في مصلحة شعبيهما.
أكد الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصرالله، دعمه اتفاق ترسيم الحدود البحرية المرتقب توقيعه بين لبنان وإسرائيل، في خطوة تمهد لقيام البلدين بالتنقيب عن الطاقة في هذه المنطقة شرقي البحر المتوسط، بينما دعا نصرالله إلى التمهل لحين التوقيع على الاتفاق رسميًا.
وسرّبت أوساط سياسية لبنانية لوسائل الإعلام، اليوم الأربعاء، النسخة النهائية من اتفاق ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل باللغة العربية، والمؤرّخة في 10 أكتوبر/تشرين الأول 2022.
ومن أبرز ما جاء في الاتفاق، “يتّفق الطرفان على إبقاء الوضع الراهن بالقرب من الشاطئ على ما هو عليه، بما في ذلك على طول خط العوّامات البحرية الحالي وعلى النحو المحدَّد بواسطته”، على الرغم من المواقف القانونية المختلفة للطرفين بشأن هذه المنطقة التي لا تزال غير محدَّدة.
كذلك، يقدّم كلّ طرف في الوقت نفسه رسالة تحتوي على قائمة بالإحداثيات الجغرافية ذات الصلة بترسيم خط الحدود البحرية إلى الأمين العام للأمم المتحدة، في اليوم الذي يتلقى فيه رسالة الولايات المتحدة. كما يتعيّن على الطرفين إخطار الولايات المتحدة عند تقديم رسالتيهما إلى الأمم المتحدة.
وينصّ الاتفاق على أنه لا يجوز أن يقدّم أيّ من الطرفين مستقبلاً إلى الأمم المتحدة، أيّ مذكّرة تتضمّن خرائط أو إحداثيات تتعارض مع هذا الاتفاق، ما لم يتّفق الطرفان على مضمون مثل هذه المذكرة.
ويتّفق الطرفان على أنّ هذا الاتفاق يُرسي “حلاً دائماً ومنصفاً” للنزاع البحري القائم بينهما.
وينض على أنّه يعتزم لبنان وإسرائيل حل أي خلافات بشأن تفسير هذا الاتفاق وتطبيقه، عن طريق المناقشات التي تقوم الولايات المتحدة بتيسيرها. كما يدرك الطرفان أنّ الولايات المتحدة تعتزم بذل قصارى جهدها في العمل مع الطرفين على المساعدة في تهيئة جوّ إيجابي وبنّاء والمحافظة عليه لعقد النقاشات، وتسوية أي اختلافات بنجاح وبأقصى سرعة ممكنة.
وتبعاً لما ورد في القسم الثاني من الاتفاق، فإنّ الطرفين يدركان احتمال وجود موارد هيدروكاربونية ذات جدوى تجارية غير معروفة حالياً، على الأقل جزئياً، في المنطقة التي تشكّل البلوك رقم 9 اللبناني على حدّ تعبير الطرفين، وفي المنطقة التي تشكّل البلوك رقم 72 الإسرائيلي، على الأقل جزئياً، في مفهوم الطرفين، والمشار إليها بـ “المكمَن المحتمَل”.
تبعاً لذلك، يتعين أن تجري أنشطة التنقيب في المكمَن المحتمَل وتطويره وفقاً لممارسات الصناعة النفطية الجيدة، لجهة حفظ الغاز، بغية تحقيق أقصى قدر من الكفاءة في مجال الاسترجاع وسلامة التشغيل وحماية البيئة، وعلى أن تراعي القوانين والأنظمة المعمول بها في هذا المجال.