غادر الرئيس اللبناني ميشال عون، اليوم الأحد، قصر الرئاسة، في نهاية ولايته التي شهدت انهياراً مالياً كارثياً في لبنان وانفجار مرفأ بيروت، وبرحيله عن السلطة يترك فراغاً في قمة الدولة اللبنانية.
يأتي هذا فيما عجز البرلمان اللبناني حتى الآن عن الاتفاق على من يخلُف عون في هذا المنصب، الذي يتمتع بسلطة توقيع مشروعات قوانين وتعيين رؤساء وزراء جدد، وإعطاء الضوء الأخضر لتشكيلات حكومية قبل أن يصوت عليها البرلمان.
كما هو الحال خلال أكثر من نصف فترة عون في الرئاسة، تحكم لبنان حالياً حكومة انتقالية، مع محاولة رئيس الوزراء المكلف منذ ستة أشهر تشكيل حكومة.
يُعد عون شخصية مثيرة للانقسام بشدة، يدعمه العديد من المسيحيين الذين يعتبرونه المدافع عنهم في النظام الطائفي في لبنان، لكن منتقديه يتهمونه بتمكين الفساد ومساعدة “حزب الله” على كسب النفوذ.
تولّى عون الرئاسة في عام 2016، بدعم من “حزب الله” والسياسي المسيحي الماروني المنافس سمير جعجع، في اتفاق أعاد السياسي السني البارز وقتئذ سعد الحريري رئيساً للوزراء.
شهدت رئاسة عون التي استمرت 6 سنوات بعد ذلك قتال الجيش اللبناني متشددين على الحدود السورية في عام 2017، بمساعدة “حزب الله”، وإجازة قانون انتخابي جديد في 2018، وبدء شركات طاقة كبرى عمليات تنقيب استكشافية في مناطق بحرية في عام 2020.
في أسبوعه الأخير في القصر الرئاسي وقَّع عون اتفاقاً بوساطة أمريكية لترسيم الحدود البحرية الجنوبية للبنان مع إسرائيل.
عون هو نجل مزارع من إحدى ضواحي بيروت، وبدأ طريقه إلى الرئاسة في الحرب الأهلية التي دارت رحاها في الفترة ما بين 1975 و1990، والتي شغل خلالها منصب قائد الجيش اللبناني، ورئيس إحدى حكومتين متنافستين.
عاد عون إلى بيروت بعد 15 عاماً في المنفى، بمجرد انسحاب القوات السورية، تحت ضغط دولي، بعد اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري عام 2005.
في عام 2006، شكّل “التيار الوطني الحر” الذي ينتمي إليه عون تحالفاً مع “حزب الله”؛ ما قدّم دعماً مسيحياً مهماً للجماعة المسلحة.
في مقابلته مع “رويترز” أرجع عون الفضل لـ”حزب الله”؛ لدوره “المفيد” في العمل “كرادع” ضد أي هجمات إسرائيلية خلال محادثات الحدود البحرية.