شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

افتتاحية فايننشال تايمز: قمة المناخ قدمت فرصة استثنائية لفضح انتهاكات حقوق الإنسان

“قمة المناخ (كوب27) التي احتضنتها مصر أعطت مساحة نادرة للمجتمع المدني المصري للتعبير للعالم عن غضبه بشأن سجل حقوق الإنسان المروع لنظام عبدالفتاح السيسي”.

هكذا تحدثت افتتاحية صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية، وقالت إنه إذا افترض “السيسي” أن بإمكانه استخدام قمة المناخ ليتصدر المسرح العالمي، ويعرض نسخة متقنة من قيادته لجمهوره المحلي، فقد ثبت أنه مخطئ.

وبدلاً من ذلك، ألقيت أقبح عناصر حكم المستبد في دائرة الضوء، في حين يتجادل قادة العالم حول تغير المناخ في شرم الشيخ.

وقالت الافتتاحية، إنه حتى في الوقت الذي كان “السيسي” يتحدث فيه مع الرؤساء ورؤساء الوزراء، كانت الساعة تدق في حياة أحد أبرز السجناء السياسيين في البلاد “علاء عبدالفتاح”، الناشط الذي أمضى 8 سنوات خلف القضبان، وكان مضربًا جزئيًا عن الطعام أكثر من 200 يوم.

ومع افتتاح مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي في نسخته الـ27 التي استضافتها مصر، توقف الناشط “عبدالفتاح” عن شرب الماء، ما أثار مخاوف جدية حول المدة التي يمكنه خلالها البقاء على قيد الحياة.

وكانت آخر “جرائمه” هي نشر “أخبار كاذبة تقوض الأمن القومي” على أحد مواقع التواصل الاجتماعي.

وأضافت الصحيفة: “إنه مجرد واحد من آلاف السجناء السياسيين المعتقلين منذ انقلاب السيسي عام 2013”.

ونقلت عن منظمة “العفو الدولية” قولها إن القاهرة اعتقلت 1500 شخص منذ أبريل الماضي، بما في ذلك المئات في الأسبوعين الذين سبقا انعقاد الدورة السابعة والعشرين لمؤتمر الأطراف فيما يتعلق بالدعوات إلى الاحتجاجات خلال القمة.

ووفق “فايننشال تايمز” فإن القمة منحت “منصة عالمية استثنائية” للمدافعين عن حقوق الإنسان في مصر، والذين جرى تشويه سمعتهم وحظرهم من موجات الأثير في البلاد.

وأضافت أن القمة شهدت تمتع هؤلاء المدافعين الحقوقيين بتضامن فريد من نوعه من قبل نشطاء المناخ الدوليين، ووصول غير مقيد إلى الصحافة ووكالات الأنباء ووسائل الإعلام الدولية.

وتابعت: “باختصار، لقد خلقت قمة المناخ فرصة غير مسبوقة لهم لإسماع أصواتهم، ويضاف إليها تضامن قادة عالميين، حثوا جميعا السيسي على احترام تلك الحقوق، وإطلاق سراح عبدالفتاح، الذي كان أيقونة هذا المؤتمر”.

يقول “مايكل حنا” المحلل في مجموعة الأزمات الدولية، إن “اللحظة التي كان ينبغي أن تكون استعراضا للدبلوماسية المصرية، طغى عليها التركيز على حقوق الإنسان”.

ويضيف “حنا”: “النظام لا يريد أن يُنظر إليه على أنه يخضع للضغط، لاسيما تحت الوهج الدولي الشديد في قمة المناخ”.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023