شبكة رصد الإخبارية

الجارديان: تضامن عربي ملحوظ في مونديال قطر

رصدت صحيفة الجارديان في تقرير لمراسلها في الشرق الأوسط مارتن شولوف، تغيرا في مزاج شعوب الخليج العربي حول تنظيم المونديال في قطر، وسط هجوم أوروبي وغربي عليها.
وأشارت الصحيفة إلى أن أداء المنتخبات العربية في مفتتح نهائيات كأس العالم 2022 في قطر غير المزاج العام، خاصة لدى منافسي قطر بالخليج الذين رفضوا حتى بداية المباريات مشاركتها فرحتها.
وذكرت الصحيفة البريطانية أن استعدادت قطر لتنظيم المونديال قوبلت بنوع من البهجة المبطنة ونوع من التشفي من بعض المواطنين في دول الخليج الذين رفضوا المشاركة في فرحة الاستعدادات.
واعتبرت الصحيفة أن تقديم المنتخبات العربية أداء جيدا وبخاصة السعودية التي كان أداؤها جاء خارج التوقعات، جعل العرب من المغرب إلى الإمارات يحتضنون مونديال قطر.
ولفتت الجارديان إلى أن التحول في المزاج العربي بخصوص كأس العالم “أتى متأخرا، إذ أصبح فرحة للجميع”.
وقال رجل أعمال سعودي يدعى صلاح العليمي للصحيفة إنه “قبل وقت كنا على عداء مع قطر.. وأغلق مجالهم الجوي ومنعت التجارة معهم ولم تكن هناك علاقات دبلوماسية”، في إشارة إلى الحصار الذي فرضته الدول الجارة واستمر ثلاثة أعوام.
وأضاف: “أغلق كل شيء ولم نر القطريين لمدة خمسة أعوام.. ولكن هذه الأمور باتت في الماضي”.
وفي دبي، لم تكن هناك أي إشارة حول قرب افتتاح كأس العالم، وفقا للصحيفة، لكن مقاهيها على طول شارع محمد بن راشد، ضجت يوم الأربعاء بالحياة بعد هزيمة اليابان ألمانيا وقبلها بيوم بعد انتصار السعودية الذي لا ينسى.
وذكر كاتب المقال أن التنافس السياسي الخليجي لم يكن بعيدا عن الطريقة التي نظرت فيها دول الخليج إلى فوز قطر بحق تنظيم مباريات كأس العالم.
ونقل شولوف عن مسؤول إماراتي قوله إن “مجلس التعاون الخليجي هو جمع من أبناء العم المتناحرين الذين لا يحبون بعضهم البعض”، مستدركا: “لكن كرة القدم أعطتنا سببا للتوافق ولو لفترة قصيرة”.
وفي الكويت، فقد كان هناك مديح واسع لأداء السعودية والمغرب وتونس، وأحيانا رضا عن هزيمة إيران أمام إنكلترا، بل ونوع من الحسد حول استضافة قطر للمونديال، وفقا للصحيفة.
وكتب مشجع كويتي على انستغرام: “الله يبارك فيهم ويساعدنا، فليس لدينا إنجازات لكي نحتفل بها”.
وقال آخر: “أقسم بأننا نتعرض للإزعاج من كل دول الخليج.. ولديهم التزام للكرة والمشجعين ونحن أكبر قاعدة دعم في المنطقة”.
وبعد انتصارها التاريخي على الأرجنتين، أصبحت السعودية تقف وراء هذا الحدث الرياضي بالكامل، حيث شوهد الأمير محمد يصلي ويعانق أقاربه بعد المباراة، بينما وشح الأمير تميم حمد آل ثاني نفسه بالعلم السعودي، وهي لفتة لم يكن أحد يتخيلها في أثناء الأزمة السياسية السابقة، ونالت إعجابا على منصات التواصل الإجتماعي.
وكتبت الطالبة نوف آل سعود في الرياض: “في منطقتنا، الكرامة الشخصية لها أهمية قصوى ويمكن لأن يكون لهذه اللفتات تداعيات تاريخية”.
وقال كاتب التقرير إن تبني سكان المنطقة الأعداء والأصدقاء للمباريات يتناقض مع ردود الفعل في بريطانيا وبقية الدول الأوروبية، حيث جرى التركيز على معاملة قطر العمالة الوافدة التي بنت الملاعب والمنشآت للمناسبة إلى جانب الاهتمام بموضوع المثليين.
ولم يهتم أحد بتلك الانتقادات في منطقة الخليج، وفقا للتقرير.
وقال رجل الأعمال البحريني، أحمد فخرو، للصحيفة : “دعونا نركز على الرياضة ولنترك القضايا الثقافية ليوم آخر، وعندما منحت المناسبة كانت المواقف الاجتماعية للمضيف معروفة، والقيم التي كانوا يدافعون عنها هي قيم المنطقة”.
وتعامل القطريون مع الهجوم الذي تعرض له بلدهم على أنه نوع من العنصرية أو جزء من حملة عدوانية من الأجانب.
وقال رجل أعمال في قطاع الغاز للجارديان: “جرى التخطيط للمونديال تخطيطا منظما ونريد الحفاظ على أسلوب حياتنا ولماذا الكراهية لنا لهذا؟ هل تعتقد أنه لا توجد انتهاكات في أوروبا؟”.
وقالت سيدة الأعمال والناشطة في الدوحة، مباركة المري، للصحيفة: “نعرف أن الإعلام هو واحد من الأدوات المستخدمة للتأثير على الناس، إنها مثل الحرب، وأنت لست بحاجة لاستخدام السلاح ومهاجمة الدول أو الإضرار بها، تريد الإعلام”.
وقال مشجع إماراتي في دبي : “هذا صدام في القيم وعلينا التحرك بعيدا عنه وآمل أن نتذكر صدام الفرق أكثر”.


تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023