عاش المصريون هذا اليوم ساعات من الذهول والصدمة بسبب التغيرات المتسارعة وغير المتوقعة في سعر صرف الجنيه مقابل الدولار والعملات الأجنبية بينما تنخفض قيمة مدخراتهم أمام أعينهم وتأثير ذلك على حالة السوق والأسعار.
ورغم تمهيد تقرير صندوق النقد الدولي أمس الثلاثاء عن هبوط متوقع في العملة المصرية خلال عام 2023 لتحقيق التوازن مع السوق الموازية واتخاذ سلسلة من الإجراءات على مدار العام لحل الأزمة الاقتصادية المتصاعدة منذ شهور.
إلا أن التعهد بعدم تدخل الحكومة في أسواق العملة ساهم في مأساة الانهيار التاريخي الذي وقع بعد ساعات قليلة من انطلاق التعاملات صباح اليوم. وانخفض سعر الجنيه مسجلا أرقاما غير مسبوقة على مدار الساعة متراجعا أمام الدولار في البداية من 27 إلى 29 جنيها في كسر لكل التوقعات
ووصف الخبير الاقتصادي مصطفى عبد السلام بلوغ الدولار لهذا المستوى من الانهيار أمام الجنيه بالجنون
لكن هذا الهبوط لم يكن كافيا لثبات الجنيه أمام الدولار واستمر الجنيه في التراجع حتى سجل أعلى خسارة في تاريخه وبلغ حتى 32 جنيها مقابل الدولار فاقدا نحو 16% من قيمته في ساعات قبل أن يتراجع أسفل 30 جنيها في عدد من البنوك.
كما تساءل المحامي الحقوقي نجاد البرعي عن مدى نجاعة إجراءات خفض قيمة الجنيه في القضاء على السوق السوداء
ممكن حد يقول لنا السعر العادل للدولار كام ؟فيه فرق ٣ جنيه بين سعر البنك وسعر السوق هل لو وصل في البنك الي ٣٣ جنيه مثلا ده هيقضي علي السوق السوداء ويعود الدولار الي البنوك الرسميه ؟
— Negad El Borai (@negadelborai) January 11, 2023
وأدى التراجع العنيف في قيمة الجنيه إلى تداعيات مختلفة كانت أبرزها في قطاع البنوك والفوائد وأبرزها في ابتلاع أرباح شهادات الادخار الجديدة ذات العائد 25% بعد أيام قليلة من إصدارها وإثارتها حالة من الجدل.
وواحدة من التأثيرات المباشرة لهذا التدهور في الجنيه أمام الدولار ارتفعت أسعار الذهب وأشهرها عيار 21 ليسجل 1950 جنيها للجرام الواحد، كما أوقفت محلات الصاغة تسعير الذهب مؤقتا، انتظارا للاستقرار على أسعار الذهب الجديدة.