شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

خبير أميركي في الشأن المصري.. مشاريع السيسي أثرت بالسلب على الاقتصاد

تحدث الخبير الاقتصادي الأمريكي روبرت سبرنبورج، عن دوافع المشاريع الضخمة التي أطلقها رئيس الانقلاب في مصر عبد الفتاح السيسي، وتداعياتها على الاقتصاد.

وقال سبرنبورج خلال مقابلة مع الإعلامي المصري أسامة جاويش، عبر برنامجه “آخر كلام” المذاع على فضائية “مكملين”، عرض الجزء الأول منها الثلاثاء ويعرض الجزء الثاني الأربعاء، إن مشاريع السيسي هي مجرد “رموز سياسية” يقوم بها لإعطاء صورة بأن نظامه يفعل شيئا، ولكن الواقع هو أن هذه المشاريع لا تنعكس على الاقتصاد بالإيجاب.

وأضاف: “السيسي يعتقد أن ثمة منفعة سياسية في إثبات أن النظام يفعل شيئا، وأفضل طريقة لإظهار ذلك هو استخدام الخرسانة المسلحة، ولكن في حقيقة الأمر فإن ما يعتمد عليه الاقتصاد أولا وقبل كل شيء هو العلاقات المتشابكة ما بين مختلف أجزائه وهذا للأسف منعدم في مصر”.

وسبرنبورج مستشار سابق في إدارة وسياسة الشرق الأوسط في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ووزارة الخارجية الأمريكية، وهو حاليا زميل البحث في المعهد الإيطالي للشؤون الدولية، وأستاذ مساعد في جامعة سايمون فرايزر بولاية بريتش كولومبيا الكندية.

وتحدث سبرنبورج في الحلقة عن الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي تمر بها الدولة المصرية، من حيث انهيار سعر الصرف وارتفاع معدلات التضخم، والآثار المتوقعة لقروض الحكومة المصرية من صندوق النقد الدولي.

وبحث جاويش مع الاقتصادي الأمريكي مجموعة من الأطروحات على رأسها مستقبل الاقتصاد، والخصخصة وبيع أصول الدولة المصرية، وتحرير عملتها وتقليص الدعم.

وخصص سبرنبورج جزءا من حديثه عن توغل الجيش في قطاع الاقتصاد في مصر، والنتائج المترتبة على ذلك.

إضافة إلى مطالبات صندوق النقد والحلفاء الإقليميين بتقليص دور القوات المسلحة الاقتصادي.

كما ناقش جاويش ضيفه عن مشروعات رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي كالعاصمة الإدارية ومدينة العلمين الجديدة، والتأثير السلبي لتلك المشروعات على ميزانية الدولة، وكيف دفع المواطن المصري الثمن بعد ذلك، بحسب قوله.

وتابع: “يحتاج الاقتصاد إلى بيئة حرة نسبيا، يمكن من خلالها إقامة مثل هذه التشابكات، حتى يتسنى زيادة الإنتاج، لكن مصر ما زالت تستورد أكثر من 60 بالمائة من البضائع الوسيطة التي تستخدم في عمليات الإنتاج”.

وضرب سبرنبورج مثلا بصانعي السيارات المصريين الذين يعتمدون بشكل تام على القطع المستوردة.
ثم عقد مقارنة مع مملكة المغرب، حيث ينتج قطاع صناعة السيارات ما يقرب من ثلاثة أرباع المواد المستخدمة في صناعة السيارات.

وسأل جاويش الخبير روبرت، قائلا: “لكنك تعلم أن السردية المصرية خلال السنوات الأخيرة، لم تزل تقول إننا أفضل من العراق وسوريا وليبيا، فنحن ليس لدينا حرب أهلية في مصر”.

واستطرد: “لكن السردية الحالية في الشهور القليلة الأخيرة هي كالتالي، انظروا إلى بريطانيا التي فيها معدل تضخم عالي وزيادة في الأسعار وفوضى في المتاجر، انظروا إلى باريس، لقد أطفأوا أنوار برج إيفل، وانظروا إلى ألمانيا حيث تطلب الحكومة من الناس تقليص استهلاك الكهرباء، فنحن أفضل حالا من بريطانيا وأفضل من أوروبا”.

ثم اختتم بسؤال عن طبيعة تصدير تلك الحالة والنماذج وأطروحات من قبيل نحن نصدر طاقتنا إلى أوروبا، وأجاب الاقتصادي الأميركي سبرنبورج، قائلا: “لا يمكنني القول إن أيا من البلدان التي ذكرتها لديها معدل فقر يؤثر فعلياً على ثلث السكان، ولا يوجد هبوط كبير في استهلاك الطبقة الوسطى في البلدان التي ذكرت، بينما يوجد ذلك في مصر”.

وأوضح: “ضمن تلك الاقتصاديات المتطورة التي تعرفت عليها، والتي يشار إليها كنماذج سلبية تؤكد لماذا نحن أفضل حالا بكثير في مصر، هذه الاقتصاديات تلقت ضربة بسبب ارتفاع أسعار الطاقة أثناء الحرب في أوكرانيا، وإلى حد ما بسبب الأزمة الزراعية، ولكن هذه ظواهر قصيرة المدى في تلك الاقتصاديات”.

وأضاف: “أما بالنسبة للدول العربية المنهارة سواء ليبيا أو اليمن أو سوريا وإلى حد ما العراق، هذه مسألة مختلفة تماما، فهذه بلدان لا يوجد من ورائها تاريخ طويل وعريق، هذه بلدان تجمع معا شعوبا متباينة تماما في أجزاء مختلفة من البلد”.

وأكمل: “انظر إلى ليبيا التي هي عبارة عن تكتل لثلاث مناطق مختلفة بما فيها من قبائل مختلفة التوجهات، واليمن عبارة عن تكتل من بلدين اثنين تشكلا حديثا، تتوزع عبر مناطقه قبائل مختلفة، ولا يوجد شيء من ذلك في مصر”.

واستطرد: “مصر بلد يعود إلى ما يقرب من ستة آلاف سنة، يعيش فيها سكان موحدون ولديها دولة تقوم على وادي النهر، ما فتئت منذ آلاف السنين تؤثر بالأحداث وتتحكم بها، سواء كانت اجتماعية أو سياسية أو اقتصادية، وهذا ما لا تتمتع بها أي من البلدان التي ذكرتها”.

وأردف معقبا: “مصر أداؤها مترد بالمقارنة مع تاريخها، ناهيك عن قدرات الدولة النظرية فسواء كنا نقارنها بأوروبا أو بالدول العربية الفاشلة، ستكون مقارنات فاسدة، وكان ينبغي على مصر أن تبلي بلاء أفضل بكثير، بفضل ما تتمتع به من موارد ومكانة وتاريخ كدولة عريقة”

واختتم محملا المسؤولية كاملة للسيسي: “تلك تصريحات مغلوطة لا معنى لها على الإطلاق، وتصدر من أفواه أولئك الذين لم يحسنوا صنعا في مناصبهم القيادية”.

وتابع: “انظر إلى ليبيا التي هي عبارة عن تكتل لثلاث مناطق مختلفة بما فيها من قبائل مختلفة التوجهات، واليمن عبارة عن تكتل من بلدين اثنين تشكلا حديثا، تتوزع عبر مناطقه قبائل مختلفة، ولا يوجد شيء من ذلك في مصر”.

واستطرد: “مصر بلد يعود إلى ما يقرب من ستة آلاف سنة، يعيش فيها سكان موحدون ولديها دولة تقوم على وادي النهر، ما فتئت منذ آلاف السنين تؤثر بالأحداث وتتحكم بها، سواء كانت اجتماعية أو سياسية أو اقتصادية، وهذا ما لا تتمتع به أي من البلدان التي ذكرتها”.

وأردف معقبا: “مصر أداؤها مترد بالمقارنة مع تاريخها، ناهيك عن قدرات الدولة النظرية فسواء كنا نقارنها بأوروبا أو بالدول العربية الفاشلة، ستكون مقارنات فاسدة، وكان ينبغي على مصر أن تبلي بلاء أفضل بكثير، بفضل ما تتمتع به من موارد ومكانة وتاريخ كدولة عريقة”.

واختتم محملا المسؤولية كاملة للسيسي: “تلك تصريحات مغلوطة لا معنى لها على الإطلاق، وتصدر من أفواه أولئك الذين لم يحسنوا صنعا في مناصبهم القيادية”.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023