رفض الرئيس التونسي قيس سعيد، الانتقادات الدولية بشأن التوقيفات التي شهدتها بلاده خلال الأيام الماضية وطالت سياسيين وناشطين.
جاء ذلك خلال لقائه رئيسة الحكومة نجلاء بودن، وفق فيديو بثته الرئاسة التونسية عبر حسابها الرسمي على فيسبوك.
والثلاثاء، عبّر المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك، عن قلقه إزاء “حملة القمع المتزايدة ضد المعارضين السياسيين والمجتمع المدني في تونس”.
أما وزارة الخارجية الأمريكية، فأعربت الأربعاء، عن احترامها لتطلعات الشعب التونسي إلى سلطة قضائية مستقلة وشفافة قادرة على حماية الحريات الأساسية.
وخلال لقائه بودن، قال سعيد: “لم نبعث ببرقيات ولن ندلي بتصريحات تعبّر عن انشغالنا بوضع حقوق الإنسان في عدد من العواصم التي تصدر منها هذه البيانات”.
وأكد أن السيادة التونسية “فوق كل اعتبار”، وأن بلاده استنبطت فكرة الحرية قبل منتقديها، وتابع: “فلينظروا إلى تاريخهم قبل أن ينظروا إلى تاريخنا، ولينظروا إلى واقعهم قبل أن يتحدثوا عن الأوضاع في تونس”.
كما شدّد على أن تونس “ليست تحت الاستعمار أو الانتداب، بل دولة مستقلة ذات سيادة ونعلم جيدًا ما نقوم به في ظل احترام شامل للقانون”.
وتساءل سعيّد: “اليوم يتحدثون عن حرية القلم، هل تم حجب صحيفة واحدة؟ وهل تم منع برنامج واحد؟ وهل تمّت ملاحقة أي صحفي من أجل عمل يتعلق بالصحافة؟”، واصفًا المواقف الغربية بـ”الأكاذيب”.
وفي وقت سابق الخميس، احتج عشرات الصحفيين التونسيين بدعوة من نقابتهم، قرب مقر الحكومة في تونس العاصمة، دفاعا عن حرية الصحافة ورفضا لـ”تركيع الإعلام”.
وقبل أيام، شنت السلطات حملة توقيفات شملت قيادات حزبية وقاضيين ورجل أعمال ومحاميا وناشطا.
والثلاثاء، اتهم الرئيس سعيد بعض الموقوفين مؤخرا بـ”التآمر على أمن الدولة”، وحمَّلهم المسؤولية عن أزمات توزيع السلع وارتفاع الأسعار.