كشفت مصادر خاصة أن ضباطاً وعناصر في الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية يقودون جيشاً إلكترونياً للتحريض وبث الاكاذيب والمقاطع المفبركة فضلا عن مهاجمة حسابات صحفيين ونشطاء فلسطينيين على وسائل التواصل الاجتماعي بهدف العمل على اغلاقها
وبحسب المصادر فإن هؤلاء الضباط يديرون صفحات على تطبيق واتساب تضم المئات من عناصر السلطة وأيضا النشطاء المواليين لفتح وللسلطة الفلسطينية من غزة والضفة وأيضا من خارج فلسطين كالأردن ولبنان وتهدف هذه المجموعات لتنسيق عمل الجيش الإلكتروني وتبادل الرسائل بين المنضمين لهذا الجيش الإلكتروني.
وبحسب البيانات فقد تمكن هذا الجيش الإلكتروني من مهاجمة واغلاق أكثر من ثلاثة آلاف حساب لنشطاء وإعلاميين فلسطينيين ينشطون على فيسبوك بعد حملة بلاغات ممنهجة استهدفت الحسابات اعتمدت على التحريض عليهم لدى فيسبوك لنشرهم منشورات تروج للرواية الفلسطينية كأسماء الشهداء المقاومين أو صوراً من جنازات تشييعهم.
وقد اطلعت المصادر على أسماء هذه المجموعات على واتساب ومن بينها جيش فتح الإلكتروني ومنتدى الثورة والتنظيم والشبيبة والعاصفة وجيش فتح ويعمل هؤلاء الضباط على تغيير متكرر للمجموعات وعمل تحديثات على المنضمين تحتها حيث يتم تبادل مقاطع فيديو وتصميمات مذيلة باسم جيش فتح الإلكتروني.
وقد كشفت المصادر عن أسماء عدد من ضباط السلطة في الضفة الغربية الذين يديرون وينشطون في مجموعات الجيش الإلكتروني وهم «أسامة الأغبر وعواد نجم وسفيان الدلو وهاني بشناق وفايز عدوان وإسماعيل حنايشة» .
واطلعت المصادر على عدد من الحالات التي تم فيها هجوم منظم على صفحات إعلاميين بهدف التحريض عليهم وإغلاق صفحاتهم وكان من أبرزهم الإعلامي الفلسطيني في قناة الجزيرة تامر المسحال مقدم برنامج ما خفي أعظم الشهير، إذ رصدت المصادر من داخل هذه المجموعات حملة تحريض ممنهجة أدارها ضباط في السلطة الفلسطينية بعد تحقيق البرنامج في شهر يناير الماضي عن خفايا الاستهداف للمقاومة المتصاعدة في الضفة الغربية حيث كشف التحقيق حينها الذي حمل عنوان “خارج الحسابات” عن تفاصيل عروض التسليم التي قدمتها السلطة الفلسطينية إلى المقاومين من مجموعات عرين الأسود في نابلس.
وبحسب الرسائل المتبادلة داخل مجموعات هذا الجيش الإلكتروني فقد اعتمد التحريض على الإعلامي المسحال على تبادل فيديوهات موجهة تهاجم التحقيق فضلا عن توزيع منشورات بتوجيهات الضباط الذين يديرون المجموعات لنشرها على وسائل التواصل الاجتماعي فضلا عن الطلب بمهاجمة حساب المسحال على تطبيق فيسبوك بهدف إغلاقه.
وكان المسحال قد نشر قبل أيام على حسابه على فيسبوك تفاصيل فشل حملة هدفت لإغلاق حسابه الذي يعتبر واحدا من أكثر حسابات الإعلاميين الفلسطينيين متابعة، وقال إن حملة ممنهجة فاشلة من البلاغات استهدفت الحساب في تلاقي واضح مع استهداف الاحتلال الاسرائيلي لحسابات الإعلاميين الفلسطينيين وناشري المحتوى الفلسطيني مشددا على مضيه في طريقه المهني بكل ثبات ومهنية.