في الذكرى الثانية لثورة 25 يناير يقف كل منا بعينيه على الأحداث؛ ما سبق منها وما هو جارى وما هو آت، يسأل كل منا نفسه ماذا حققنا من أهداف هذه الثورة وماذا كنا نطمح تحقيقه ولم يتحقق بعد لنسير في المسار التصحيحي السليم.
وتحت عنوان "الثورة في عيونكم" تستطلع شبكة"رصد" الإخبارية آراء المواطنين وآراء أشخاص يمثلوا شرائحه المختلف من ثقافة وسياسة وفن حول ما تحقق وما لم يتحقق بعد من أهداف الثورة.
ويقول الفنان أحمد عيد -أحد المشاركين في ثورة يناير- أن ما تحقق من أهداف الثورة هو سقوط النظام، والتخلص من أبدية الحاكم فأصبح من الممكن أن يأتي حاكم جديد بإرادة شعبية، كما أصبح لنا دستور جديد يؤكد على تداول السلطة وأصبح هناك حرية للرأي والتعبير لكن للأسف نحن نستخدمه بطريقة خطأ.
ويضيف عيد لشبكة "رصد" الإخبارية لكنا مازالت الأوضاع الاقتصادية لا تشعرنا بأننا قمنا بثورة، فضلًا عن الانقسام الحاد داخل الشارع المصري و"الشخصنة" ومبدأ من ليس معى فهو ضدى ومن يخالفني في الرأي فهو لا يفهم واتمنى في ذكرى الثورة أن نعلى من المصلحة العامة على المصلحة الشخصية.
ويقول د. سيف الدين عبد الفتاح -أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة- أنه لم يتحقق الكثير من أهداف الثورة وتحقق القليل وهناك سلبيات نتجت عن المرحلة الانتقالية .
فالنسبة للإيجابيات فتحقق قدر لا بأس به من التقدم على مستوى ملف الشهداء والمصابين ليتسع ويشمل أيضا شهداء الأحداث الدامية التي حدثت خلال الثورة مثل شهداء محمد محمود كما إن الوطن يسير في مسار مؤسسي لا بأس به حيث أصبح لدينا مؤسسة رئاسية أدائها مقبول.
ولفت إلى أن حدث تقدم في وضع الحريات حيث لا يمكن المقارنة بين وضع الحريات في النظام الحالي وبينه وضعها في النظام السابق، لكن هذا الحريات تحتاج إلى تحصين وتحتاج إلى عمل وجهد لتحويلها إلى سياسات واستراتيجيات وبناء مؤسسات تحميها.
وعلى صعيد السلبيات فالأمن مازال لم يحدث به تقدم كبيرًا حيث تخرج علينا أحداث الانفلات الأمني والفوضى بين الحين والآخر وكذلك مطلب العدالة الاجتماعية ما حدث فيه مجرد ووعود ولكن لم تتحول إلى سياسات وقرارات .
وأضاف أنه إلى الآن لم يتم تمكين الشباب الذي بعضهم يشعر بالإحباط وأن الثورة تنسحب من بين أيديهم .
وأوضح أن أولى خطوات تمكين الشباب هي القضاء على البطالة وتوفير فرص عمل مناسبة لهم فضل عن تمكينهم في الجهات التنفيذية وفئ مؤسسات الدولة المنتخبة ومجالس الشباب والمحليات.
ولفت إلى أن الثورة حققت جزء كبير من أهدافها حيث أنه في الذكرى الأول للثورة لم يكن هناك دستور ولا مؤسسة الرئاسة ونحن في انتظار تقرير لجنة تقصى الحقائق الذي سوف يعلن عن أسماء عدد من المتورطين في قتل الثوار.
وأضاف: أن هناك مطالب أخرى لم تتحقق وتحتاج إلى قوانين من مجلس الشعب والشورى خاصة في قضايا الأسعار والإسكان والحد الأقصى والحد الأدنى للأجور لكن جني الثمار لن يحدث بين عشية وضحاها في أي من دول العالم التي قامت بها ثورات ولا يجب أن نتعجل جني الثمار.
ومن جانبه يقول الروائي د. محمد جبريل أن أهم أهداف الثورة التي تحققت هي أنا الكابوس الذي كان يؤرقنا في إشارة إلى النظام السابق قد زال لكن له بقايا كثيرة و "أنفاسه قريبة من أذني" وتحتاج إلى جهود من مؤسسات الدولة فى المحاسبة و التطهير.
وأضاف أن الوضع الاقتصادي المصري يدعوا للقلق فحينما يكون الاحتياطي النقدي 35 مليار ويصل إلى 15 مليار بعد الثورة بسبب التوقف عن الإنتاج فهذا أمر مزعج.
وعلى صعيد الحرية والمناخ الثقافي في مصر يرى جبريل أن مناخ الحرية قد اتسع لكنه تم استخدامه بطريقة خاطئة حتى أن الكتاب الذين كانوا يدافعون عن النظام السابق الآن يتغنون بالثورة.
ومن جانبها ترى الأديبة والناقدة زينب العسال أن أهم ما تحقق من أهداف الثورة أن الإنسان المصري أصبح حرًا في التعبير عن رأيه ولكن سادت هذه الحرية نوع من الفوضى جعل أهداف الثورة الحقيقة لا تتحقق بعد.
وتضيف العسال: ليست الفوضى وحدها هي السبب فى عدم تحقق أهداف الثورة بل وجود أحزاب كثيرة لا تعمل لصالح الوطن بل لصالحها، فأنا أدين الجميع سواء من في السلطة أو من خارجها واتمنى فى العام الثاني للثورة أن يحدث إصلاح اقتصادي حقيقي وأن تسود لغة الحوار بينا المختلفين.
وتقول ياسمين صلاح- معيدة بكلية الإعلام جامعة القاهرة -: بالنسبة لي أرى أن كثير من أهداف الثورة لم تتحقق ولم نقترب حتى من تحقيقها، يعني الثورة قالت عيش حرية عدالة اجتماعية ومازال الوضع الاقتصادي سيء وهامش الحرية لم يصل للدرجة المطلوبة والفوارق الاجتماعية مازالت باقية.
وتابعت: من بعد الثورة ظهرت مطالب جديدة وهي حق الشهداء الذين يتزايدوا يوم بعد يوم ورموز النظام السابق بياخدوا براءات و"مفيش حد بيتحاسب" على أي جريمة عملها
وأضافت: أتفهم أنها مشاكل تحتاج 10 سنين على أقل عشان "لكن حتى نرى بوادر تحسسنا إننا على الطريق الصحيح مش اكتر".