كشف مصدر أمني عن تحركات داخل الجيش المصري لاحتواء تداعيات عملية العوجة واستشهاد المجند المصري، وضمان عدم تسرب روايات مخالفة للرواية الرسمية بين عناصر الجيش.
وأوضح المصدر في تصريحات خاصة لشبكة رصد أن الجيش يجري استعدادات داخلية منذ عدة أشهر لتهيئة جنوده وأفرع ووحدات القوات المسلحة بهدف إجراء مناورات عسكرية مع الاحتلال.
وأفاد بيان للمتحدث باسم القوات المسلحة بأن وزير الدفاع محمد زكي قدم تعازيه إلى نظيره الإسرائيلي في أعقاب حادثة العوجة، التي أسفرت عن مقتل ثلاثة جنود للاحتلال واستشهاد مجند مصري.
وأشار البيان إلى أن الوزيرين ناقشا في اتصال هاتفي اتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع تكرار حوادث إطلاق النار على الحدود.
وعلى مدار يومين تعمدت البيانات الرسمية للقوات المسلحة إخفاء بيانات المجند «محمد صلاح» منفذ عملية العوجة السبت الماضي 3 يونيو 2023 الذي كشفت عن هويته وسائل الإعلام العبرية.
وفي مارس الماضي كشف السيسي عن أسرار التنسيق مع الاحتلال الإسرائيلي، بشأن الوضع الأمني في سيناء، عام 2011.
ووصف السيسي في تصريحاته موقف الاحتلال الإسرائيلي بـ”التاريخي” الذي لا ينسى، مؤكدا أن الاحتلال “قبل مشكورا” أن يتم زيادة القوات المصرية في سيناء، والشيخ زويد.
وعلى مدار سنوات أعرب عبدالفتاح السيسي في عدة تصريحات لوسائل الإعلام الدولية عن رفضه أن تتحول سيناء لمصدر تهديد لدول الجوار في إشارة إلى الكيان المحتل.
وفيما يتعلق بالعملية الأخيرة التي نفذها المجند المصري «محمد صلاح» 22 عاما، فإن توجهات واضحة تبرز تعمد الجيش ووسائل الإعلام المصرية المقربة من النظام على إخفاء هوية الجندي وتفاصيل حقيقة عملية العوجة، إضافة إلى اعتقال شقيقه وعدد من أفراد أسرته وأصدقائه والتحفظ على مقتنياته الشخصية.
في المقابل، نشرت وسائل إعلام عبرية تفاصيل الحادثة ونتائج التحقيق التي أجراها الاحتلال الإسرائيلي حول الحادثة، وخلصت نتائج التحقيق الإسرائيلي إلى أن “الجندي المصري لم يتسلل عبر فجوة في السياج الحدودي ولم يتسلقه، بل دخل من معبر طوارئ مخصص لمرور القوات إلى الجانب المصري من الحدود عند الحاجة”.
وأضافت وسائل الإعلام العبرية أن الجندي غادر معسكره ليلاً وسار حوالي خمسة كيلومترات مسلحاً ببندقية كلاشينكوف قديمة وصولاً إلى المعبر، وكان بحوزته 6 مخازن ذخيرة وسكاكين كوماندوز ومصحف، وقطع الأصفاد الموضوعة على المعبر بسكين.
التحقيق ذكر أيضاً أن “الجندي المصري خطط لكل خطوة مسبقاً وكان يعرف المنطقة جيداً، بما في ذلك موقع المراقبة الذي قتل فيه الجنديين الإسرائيليين، بحكم عمله حارس حدود”.