شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

الأشعل لـ”رصد”: سأخوض انتخابات الرئاسة حال توفر هذه الضمانات

* أطالب بوجود جدية في تداول السلطة وضمانات دولية في انتخابات الرئاسة
* خوض انتخابات الرئاسة دون ضمانات حقيقية سيكون بمثابة “انتحار سياسي”
* لا تهمني صفة الحاكم سواء كانت مدنية أو عسكرية الأهم هو الانحياز للوطن
* “الحوار الوطني” مجرد واجهة لتحسين الصورة
* الحاكم في مصر يعبد السلطة منذ 1952 ويريد أن يكون فرعونا آخر
* الخليج لم يقصر في مد يد المعونة لمصر، ولكن المشكلة في التصرف

القاهرة- رصد

كشف مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، الدكتور عبدالله الأشعل، أنه يعتزم بشكل جدي الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة إذا ما توافرت شروط معينة على رأسها وجود جدية في تداول السلطة، وضمانات دولية، وتغيير الثقافة العامة التي تعتبر أي مرشح معادي للحاكم”، مضيفا: “على الحاكم أن يعرف أن كرسيه للتداول وليس فقط للتجميل”.

وأضاف الأشعل، في مقابلة خاصة مع شبكة “رصد”: “نحن نريد مناخا صحيا لا يتمسك فيه الحاكم، ولا جهة بعينها، بالمنصب، وإنما يُترك المنصب لاختيار المجتمع، وأن يكون الأقدر على شغله مَن يصل عن طريق الانتخابات الحرة النزيهة، والمراقبة دوليا، وأنا مستعد للتنافس في خدمة مصر”.

واستدرك قائلا: “نحن لا نريد صراعا على السلطة، بل نريد أن يتعاون كل أبناء الوطن، ويتنافسوا في تقديم أفضل برنامج، وأنا عندي البرنامج، ولدي الاستعداد لحملة انتخابية، ولكن عندما يثبت لدي أن هناك جدية في المسألة، أما خلاف ذلك فهو من قبيل الانتحار السياسي”.

وأشار الأشعل إلى سيطرة الخارج على مصر، قائلا: “لطالما سيطر الخارج على مصر في مراحل تاريخية، وفي المرحلة الحالية: الخارج يسيطر تماما على الداخل”، متابعا: “مصر الآن نائمة، والكفاءات معطلة، والأسماك الميتة تطفو على السطح”

وانتقد مساعد وزير الخارجية الأسبق، “الحوار الوطني” قائلا إن “مصر مُثقلة للغاية بالمشاكل، ولا تحتاج إلى مظاهر خارجية وواجهة لتحسين الصورة مثل الحوار الوطني”، مؤكدا أن “مصر تستطيع أن تنهض في ستة أشهر فقط بدون حوار وطني”.

وتاليا نص المقابلة الخاصة مع شبكة “رصد”:

كيف تقرأ المشهد السياسي الراهن في مصر؟

المشهد السياسي في مصر الآن يتسم بالجمود والجفاف في الحياة السياسية والحزبية، ولذلك لا بد من تجديد المياه، وتحريك هذا الجمود؛ لأن الأمة تموت موتا بطيئا؛ فمصر دولة قديمة ولا يصح أن نتركها تموت بهذه الطريقة المؤسفة.

ما موقفكم من الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة؟

سأتقدم للترشح إذا توافرت شروط معينة: إذا كانت هناك جدية في تداول السلطة، وإذا كانت هناك ضمانات دولية، وإذا كانت هناك إمكانية لتغيير الثقافة العامة التي تعتبر أي مرشح معادي للحاكم؛ فعلى الحاكم أن يعرف أن كرسيه للتداول وليس فقط للتجميل، وبالتالي إذا توفرت هذه الشروط فسأفكر جديا في الترشح، لأني أشعر بأن لي دورا مدخرا في هذا الوطن، ولا بد أن أؤديه.

هناك نداء من مصر لي ولكل القادرين من الأبناء المخلصين، ونحن نريد مناخا صحيا، لا يتمسك فيه الحاكم، ولا جهة بعينها بالمنصب، وإنما يُترك المنصب لاختيار المجتمع، وأن يكون الأقدر على شغله من يصل عن طريق الانتخابات الحرة النزيهة، والمراقبة دوليا.

لم يتبق الكثير من الوقت على فتح باب الترشح للانتخابات الرئاسية، فمتى تحسم قرارك بشكل واضح؟

لن أحسم قراري إلا إذا رأيت جدية في تداول السلطة، أما إذا رأيت التمسك بالمنصب، والتربص بالمرشحين، فأنا في غنى عن ذلك؛ فأنا لا أريد أن أعادي أحدا، وإنما مستعد للتنافس في حب مصر، وفي خدمة مصر، ودوري لا بد أن أؤديه في أي موقع وليس بالضرورة أن يكون في منصب الرئاسة.

هل لديك حملة انتخابية أو برنامج انتخابي واضح المعالم؟

كنت مرشحا سابقا في انتخابات 2012، ولدي برنامج واضح، غير مبني على الإخفاقات التي تمت في هذا العصر، ولكن ما جعلني أنسحب حينذاك هو زيارة السفيرة الأمريكية لمنزلي، والتي أوضحت لي “حقائق صادمة”، والتي لم أدركها على مدار 40 سنة قضيتها في وزارة الخارجية؛ فانسحبت من المشهد، والبعض قال: “لقد تنازل لصالح الإخوان المسلمين..”، وأنا أتحداهم أن يأتوا بوثيقة واحدة تثبت تنازلي للإخوان المسلمين، وقد نصحت الإخوان المسلمين بألا يدخلوا في هذه “المعمعة”، ولكن كان لهم رأي آخر.

نحن لا نريد صراعا على السلطة، بل نريد أن يتعاون كل أبناء الوطن، ويتنافسوا في تقديم أفضل برنامج، وأنا عندي البرنامج، ولدي الاستعداد لحملة انتخابية، ولكن عندما يثبت لدي أن هناك جدية في المسألة، أما خلاف ذلك فهو من قبيل الانتحار السياسي.

هل هناك مؤشرات في الوقت الراهن تشير إلى أن مصر ستشهد نوعا من أنواع التداول السلمي للسلطة؟

أنا لم أرِ تلك المؤشرات حتى الآن، ربما نرى ذلك في المستقبل؛ فمصر لا تستحق هذا الذي يحدث فيها. مصر مليئة بالكفاءات في الداخل والخارج، والحاكم في مصر يستطيع أن ينهض بمصر في ساعة واحدة إذا استعان بكفاءات، وحمّلها المسؤولية.

الوزير في مصر يُختار بناءً على الولاء للحاكم وليس بناءً على الكفاءة، والدليل على ذلك أن وزيرة البيئة خرجت علينا بتصريحات غريبة تقول فيها: “إن أوضاع الكهرباء في مصر أفضل من أوروبا، والدليل هو وجود المكيفات في منازل المصريين”، ما هذه السذاجة!

وهل من المعقول أن تنتقل وزيرة من وزارة السياحة إلى وزارة البيئة؟، وما دور وزارة البيئة في ظل ما نراه من خراب في الشوارع؟

في برنامجي الانتخابي اقترحت أن تكون هناك 10 وزارات أساسية فقط، فلا بد أن تتقشف الحكومة قبل أن يتقشف الناس، ثم إنهاض الوطن.

كيف ترى موقف مصر الإقليمي؟

الآن أصبحت السعودية الشقيقة الكبرى لمصر، والسبب في ذلك هو أنور السادات الذي سحب مصر من عداد القوى الإقليمية بتوقيعه اتفاقية السلام؛ فقد كنت مساعدا لوزير الخارجية، وكنت أطبق بنود اتفاقية السلام وأتفاوض مع الإسرائيليين، ومع الأمريكان، وأشهد أمام الله أن مصر ظُلمت ظلما كبيرا بتوقيعها على تلك المعاهدة.

وأنا على استعداد لمناظرة أي شخص في مصر يدعي أن معاهدة السلام كانت خيرا لمصر، بل كانت “وبالا” على المنطقة العربية، وعلى مصر بشكل خاص.

ويكفي أنك تلاحظ موقف مصر الضعيف جدا في ملف سد النهضة؛ فقد عملت في إفريقيا عضوا في سفارة ثم سفير، وأشهد أن مصر كانت مؤهلة -ولا تزال مؤهلة- لكي تكون قوة إفريقية عالمية؛ فتركيا دخلت الساحة الإفريقية، وروسيا دخلتها متأخرة، ودخلتها إيران، والخريطة السياسية في إفريقيا تتغير الآن.

آخر موقف لمصر في إفريقيا انتهى بوفاة عبد الناصر، بعدها أدخل «السادات» مصر في دوامة كبيرة، وقد حضرت القمة الإسلامية في الدار البيضاء عام 1984 عندما وقف المرحوم أحمد سيكيفوري -رئيس غينيا كوناكري- ودافع عن مصر ضد ليبيا وسوريا اللذان كوّنا معسكر رفض في ذلك الوقت.

وصفتم الترشح للانتخابات الرئاسية في ظل المعطيات الراهنة بـ”الانتحار السياسي”.. فلماذا أطلقتم هذا التوصيف؟

عندما يتمسك الحاكم بالسلطة، ولا ينتوي تداول السلطة بأي شكل، ثم تتقدم للترشح أمامه فكأنك تلقي بنفسك أمام قطار، بمعنى قد تواجه التربص بك، وأنا لا أريد معاداة أحد، بل مستعد لخدمة مصر لكن دون أي ضرر لإنسان.

كيف ترى الأسماء التي أعلنت ترشحها لانتخابات الرئاسة حتى الآن؟

حتى الآن لا يوجد سياق رسمي لدعوة الناس للترشح، فما السياق الذي أعلنوا من أجله، وإنما هناك “النية للترشح”، وإن كان الإعلان عن النية للترشح في هذه المرحلة “مشبوها”؛ فالجميع لا ينسى أن الانتخابات السابقة شهدت “ظهور 2 دوبلير” أحدهما زادت الأصوات الباطلة على الأصوات التي حصل عليها، فكانت “مهزلة” بكل المقاييس.

لا نريد عروضا تمثيلية، بل نريد أفعالا حقيقية، وإذا كان الحاكم لا ينوي تداول السلطة مطلقا فليبق في مكانه، وليعلن نفسه ملكا، ولكن عليه أن يعين حكومة ديمقراطية تدير البلاد.

هل تعتقد أن السيسي سيترشح مرة أخرى في الانتخابات المقبلة، أم ربما يتراجع عن الترشح؟

إذا كان يريد أن يحتفظ بالسلطة فلن يكون هناك حظ من القبول لأي شخص آخر، أضف إلى ذلك أن الشعب المصري فقد الثقة في صندوق الانتخاب؛ لأن الشعب انتخب في نوفمبر/ تشرين الثاني 2012 مجلس الشعب، لكن تم حل المجلس، ثم انتخب رئيس الجمهورية، وحدث ما حدث.

وعلى المكون المدني أن يؤهل نفسه حتى ينافس على السلطة عن طريق مشروعاته وبرامجه، وأن تكون هناك حرية في مناقشة كل البرامج، وأن تعقد المناظرات بين المرشحين كما يحدث في الدول المحترمة.

مصر دولة محترمة، ولكن أُسيء إليها؛ فمصر دولة عربية إسلامية متوسطية إفريقية وأسيوية، وهذا الخليط غير موجود في أي دولة أخرى.

لماذا لم توجه لك الدعوة للمشاركة في الحوار الوطني؟

كنت مستعدا للمشاركة إذا كان الحوار الوطني جادا، وليس مجرد واجهة لتحسين الصورة، فمصر مُثقلة للغاية بالمشاكل، ولا تحتاج إلى مظاهر خارجية مثل الحوار الوطني.

أحمد الله أنهم لم يدعونني للحوار الوطني في ظل هذه الظروف، لأني كنت سأذكر كل ما تحدثت عنه داخل جلسات الحوار الوطني

والسؤال هنا: هل الحوار الوطني “حوار حر”، أم يتم اختيار المتحدثين؟، وهل مخرجات الحوار ستنفذها الحكومة؟

مصر تستطيع أن تنهض في ستة أشهر فقط بدون حوار وطني.

البعض تحدث عن تغيير حكومة مصطفى مدبولي خلال الفترة المقبلة، فما المأمول من هذا ‏التغيير المحتمل؟

أي تغيير لا ينطوي على جدية اختيار الكفاءات وليس الولاءات هو مضيعة الوقت، ومصطفى مدبولي يستوي مع أي شخص آخر، ومن المفترض أن يكون لمصطفى مدبولي له رأي، وليس مجرد مستمع وفقط، كما يجب أن يتم اختيار الوزراء على أساس الكفاءة.

هل القوى الإقليمية والدولية سيكون لها دورا أو تأثيرا في الانتخابات الرئاسية المقبلة؟

مصر الآن في “وضع منخفض” وصاحب الوضع المنخفض يؤثر عليه كل أحد، لكن عندما تنهض مصر وتراها تتحدى إثيوبيا وتؤمن المياه لمئات السنين القادمة.. سأقول حينئذ أن مصر قامت، أما الآن فمصر نائمة، والكفاءات معطلة، و”الأسماك الميتة تطفو على السطح”.

ما أبعاد وحقيقة ما يثار حول وجود توتر في العلاقات بين الرياض والقاهرة؟

العلاقة بين الرياض والقاهرة علاقة استراتيجية؛ فالتوترات وقتية، وهي مجرد “سُحب سريعة الزوال”، فالرياض تعرف قدر القاهرة، وقدر الرياض تعرفه القاهرة، والخليج لم يقصر مطلقا في مد يد المعونة لمصر، ولكن المشكلة في التصرف في هذه الأموال؛ فيجب أن يكون الإنفاق له أولويات، والأولويات هي دعم الاقتصاد أولا، لكن الأموال تبعثرت، فبات دعم الخليج لمصر غير ملموس، لكن الخليج حريص على مصر، وكل دول مجلس التعاون حريصة على مصر، وإذا أثبتت مصر جديتها في استثمار الأموال سيضخ، لكن إذا استمرت في الإنفاق غير المدروس فسيمتنع.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023