تحدثت وسائل إعلام عبرية، الخميس، عن أن جيش الاحتلال الإسرائيلي مازال أمامه أياما “أكثر صعوبة” في معاركه البرية مع مقاتلي “كتائب القسام”، الجناح العسكري لحركة حماس الفلسطينية، في قطاع غزة.
وقال الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية في جيش الاحتلال الإسرائيلي م، تاميرهايمان، في مقال نشره موقع “القناة 12” الإسرائيلية: “ما زلنا بعيدين عن كسر (حركة) حماس، وستكون هناك أيام أكثر صعوبة”.
وأضاف: “للأسف، مثل الأيام الأخيرة التي عشناها، والتي فقدنا فيها بعضا من أفضل أبناء هذا البلد”، في إشارة إلى مقتل 18 جنديا إسرائيليا منذ بدء المواجهات البرية مع مقاتلي “القسام” قبل يومين.
وبحسب شهادات الجنود، يستخدم المقاتلون في قطاع غزة ” الصواريخ المضادة للدروع في الهجوم على الآليات العسكرية، لإعاقة التقدم البري للجيش الإسرائيلي في شمال القطاع”.
وأضافوا أن القوات الإسرائيلية تستخدم بدورها “جرافات ضخمة لإزالة العبوات الناسفة والألغام، التي زرعها مسلحون فلسطينيون لمنع تقدم القوات البرية الإسرائيلية والدبابات”، وفق المصدر ذاته.
وتحدث الجنود عن اشتباكات مع مسلحين فلسطينيين “يتوارون عن الأنظار في مبانٍ تعرضت للقصف من قبل الطيران الحربي الإسرائيلي” منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر/ الماضي، بحسب المصدر ذاته.
وأشارت القناة “12” الإسرائيلية إلى أنه “كلما دخلت القوات (الإسرائيلية) إلى الداخل، اشتد الصدام”.
وتابعت: “تحاول حماس مهاجمة القوات العسكرية في أي لحظة، ومنذ بدء المناورة البرية، سقط 18 جنديا في المعركة”.
ويتضح من تقرير بثته القناة أن الجيش الإسرائيلي “يعمل على تضييق الخناق على مدينة غزة، حيث يعتقد أنه تتواجد قيادة حماس”.
وفي السياق، كشف موقع “واللا” الإخباري الإسرائيلي، الخميس، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي م “بدأ بعملية إزالة الألغام والعبوات الناسفة، وتدمير فوهات الأنفاق”.
وقال إن القوات الهندسية التابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي “توظف أنواعا مختلفة من الروبوتات (إنسان آلي) لتدمير فوهات الأنفاق والأنفاق نفسها، وتفجير العبوات الناسفة التي تنتظر الجيش”.
وذكر الموقع: “مع بداية الحرب في غزة، تقرر تجنيد سائقي الجرافات ذوي الخبرة من جنود الاحتياط في سلاح الهندسة، لقيادة الجرافات الكبيرة التي تعزز الجنود في المعارك البرية”.
وحول آلية عمل جيش الاحتلال الإسرائيلي م في الميدان، أوضح الموقع: “تتقدم الجرافات وتمهد محاور جديدة للجنود، وتزيل العبوات الناسفة والألغام من الطريق، وتقيم سواتر ترابية لحماية الجنود”.
وأشار إلى أن هذه الجرافات “تدمر أيضا مباني يتوارى فيها مسلحون، وتدمر فوهات الأنفاق، وأثناء تبادل إطلاق النار تكون بمثابة حماية للجنود”.
وتابع: “بعد أن أعطى قائد القيادة الجنوبية بالجيش الإسرائيلي يارون فينكلمان الأمر بالدخول البري إلى قطاع غزة، كانت أطقم الجرافات أول من تحرك على رأس الرتل، فيما قامت بتمهيد الطرق باستخدام جرافات ثقيلة”.
وفي هذا الصدد، نقل “واللا” عن ضابط احتياط بارز – لم تسمه- قوله: “كل سائق جرافة يعلم أنه ومن معه الهدف الأول لفرق حماس المضادة للدبابات، فهم أول من يواجهون الكمائن، ونيران الأسلحة الخفيفة أو العبوات أو الألغام”.
وأكد الضابط الإسرائيلي أنه خلال العملية البرية “تم إطلاق عشرات الصواريخ المضادة للدبابات على الجرافات، إضافة إلى إطلاق نار من قبل المسلحين الفلسطينيين”.
لكنه في المقابل، شدد علي أن سائقي الجرافات في الجيش الإسرائيلي “يعلمون أن لديهم قوة نارية تقف إلى جانبهم في كل لحظة، من الجو ومن الأرض، تحميهم”.
والثلاثاء، قالت وزارة الداخلية الفلسطينية في قطاع غزة، إن الآليات العسكرية الإسرائيلية “عمقت توغلها” داخل شمال ووسط القطاع.
وكانت اشتباكات مباشرة بين الجيش الإسرائيلي ومقاتلي كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة “حماس”، تصاعدت منذ فجر الثلاثاء، في مناطق عدة في شمال غزة، وعند معبر إيرز (بيت حانون).
ولليوم الـ27 يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة، وقتل إجمالا 9061 فلسطينيا، بينهم 3760 طفلا، وأصاب 32000، كما قتل 133 فلسطينيا واعتقل نحو 1900 في الضفة الغربية، بحسب مصادر فلسطينية رسمية.
فيما قتلت حركة “حماس” أكثر من 1538 إسرائيليا وأصابت 5431، وفقا لمصادر إسرائيلية رسمية. كما أسرت ما لا يقل عن 242 إسرائيليا، بينهم عسكريون برتب رفيعة، ترغب في مبادلتهم مع أكثر من 6 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، في سجون إسرائيل.