دخلت هدنة إنسانية مؤقتة بين الاحتلال والفصائل الفلسطينية المسلحة في قطاع غزة حيز التنفيذ في تمام الساعة 07:00 (بالتوقيت المحلي) من صباح الجمعة، بعد 49 يوما من اندلاع الحرب.
الهدنة الإنسانية المؤقتة في قطاع غزة دخلت حيز التنفيذ وتستمر على مدار 4 أيام بموجب الاتفاق بين الاحتلال وحركة حماس بوساطة قطرية ومصرية وأمريكية.
وذكر أنه مع دخول وقت الهدنة لوحظ توقفت الطائرات الحربية في الاحتلال بكافة أنواعها عن التحليق في سماء جنوبي القطاع بعد أن كانت أصواتها لا تتوقف طوال أيام الحرب الـ 49.
فيما من المقرر أن تتوقف حركة الطيران في سماء مناطق شمالي القطاع عند الساعة 10:00 بالتوقيت المحلي (08:00 تغ) ولمدة 6 ساعات يوميا، وفق اتفاق الهدنة المؤقتة.
بدأت شاحنات محّملة بوقود وغاز للطهي ومساعدات غذائية وطبية، صباح الجمعة، بالعبور إلى قطاع غزة من الجانب المصري، مع دخول الهدنة الإنسانية المؤقتة حيز التنفيذ عند الساعة 07:00 بالتوقيت المحلي (05:00 ت.غ).
وأبلغت مصادر في الجانب الفلسطيني من معبر رفح الحدودي، ، بأن شاحنات غاز الطهي والوقود والمساعدات الغذائية والطبية، بدأت بالدخول من الجانب المصري إلى أراضي قطاع غزة.
وذكرت المصادر بأن 130 ألف لتر من وقود السولار ستدخل القطاع يوميا إضافة إلى 4 شاحنات محملة بغاز الطهي خلال فترة الهدنة.
كما ستدخل اليوم الجمعة، 230 شاحنة محمّلة بالمساعدات الغذائية والطبية، وفق المصادر ذاتها.
وكانت “كتائب القسام” الذراع المسلح لحركة “حماس” قالت الخميس، إن اتفاق الهدنة الإنسانية المؤقتة مع إسرائيل يتضمن إدخال 200 شاحنة يوميا من المواد الإغاثية والطبية لكل مناطق القطاع.
وأشارت إلى أنه سيتم يومياً (خلال أيام الهدنة) إدخال 4 شاحنات وقود وكذلك غاز الطهي لكل مناطق قطاع غزة.
وفي الظروف الطبيعية، كان متوسط حاجة القطاع من السلع يبلغ 500 شاحنة يوميا، إلى جانب الحاجة اليومية لـ 400 ألف لتر من الوقود (البنزين والسولار).
وأشارت مصادر صحفية إلى أن آلاف النازحين الفلسطينيين المتواجدين في مراكز الإيواء بمناطق جنوبي القطاع بدأوا بالتوجه إلى منازلهم الواقعة في مدن الجنوب لتفقدها ومحاولة الاطمئنان على أفراد عائلاتهم في ظل صعوبة الاتصالات والحركة خلال الأيام الماضية.
وبالتزامن مع ذلك لا يستطيع مئات آلاف النازحين الفلسطينيين من شمالي القطاع العودة لمناطق سكنهم في ظل تحذيرات من جيش الاحتلال بتشكيل ذلك “خطرا على حياتهم”.
وقال الجيش في منشورات ألقتها طائرات الاحتلال فوق المناطق الجنوبية من القطاع: “إلى سكان قطاع غزة إن الحرب لم تنته بعد، الوقفة الإنسانية مؤقتة ومنطقة شمال قطاع غزة هي منطقة حرب خطيرة وممنوع التجول فيها”.
وتابع: “عليكم أن تبقوا في المنطقة الإنسانية الموجودة في جنوبي القطاع وعدم التوجه إلى الشمال”.
وبين أن التنقل متاح فقط “من الشمال إلى الجنوب عبر طريق صلاح الدين”.
وختم قائلا: “الرجوع إلى الشمال ممنوع وخطير، مصيركم ومصير عائلاتكم بأيديكم”.
وجاءت المنشورات الإسرائيلية بعد دعوات فلسطينية شعبية للعودة إلى الشمال الساعة الواحدة من ظهر الجمعة.
ورصدت حركة كثيفة للفلسطينيين في الأسواق الشعبية والطرقات بمدينة دير البلح (وسط) في وقت مبكر من صباح اليوم في مشهد غير مسبوق قبل الهدنة.
كما توجهت جرافات وآليات لإزالة ركام بعض المباني بالمناطق الحدودية والمحاذية لمناطق التوغل الإسرائيلي من أجل انتشال جثث قتلى عالقة منذ أيام وأسابيع تحت الركام بسبب صعوبة الوصول إليها.
وفي الساعات الأخيرة قبل دخول الهدنة حيز التنفيذ، شن الاحتلال الإسرائيلي غارات مكثفة على شمال ووسط وجنوب قطاع غزة، طالت مدارس تؤوي نازحين ومستشفيات ومنازل، أسفرت عن وقوع عشرات القتلى والجرحى.
ويتضمن اتفاق الهدنة الإنسانية إطلاق 50 أسيرا إسرائيليا من غزة مقابل الإفراج عن 150 فلسطينيا من السجون الإسرائيلية، وإدخال مئات الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية والوقود إلى كل مناطق القطاع.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة، خلّفت 14 ألفا و854 قتيلا فلسطينيا، بينهم 6 آلاف و150 طفلا وأكثر من 4 آلاف امرأة، فضلا عن أكثر من 36 ألف مصاب، أكثر من 75 بالمئة منهم أطفال ونساء، وفقا للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة.