كشف تقرير عبري اليوم الثلاثاء، أن الولايات المتحدة الأمريكية “ترفض” طلبا من الاحتلال الإسرائيلي للحصول على مروحيات حربية إضافية من طراز “أباتشي”.
ويأتي هذا التقرير رغم التأكيد على أن حجم المساعدات العسكرية الأمريكية المقدمة للاحتلال منذ العدوان الذي يشنه على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي وصل إلى أعلى مستوى منذ حرب أكتوبر عام 1973.
وقالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية إن جيش الاحتلال “طلب طائرات هليكوبتر هجومية من طراز أباتشي من الولايات المتحدة، ولكن تم رفض الطلب حتى الآن”.
وأشارت الصحيفة إلى أنه “تم تقديم الطلب إلى وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) في الأسابيع الأخيرة، وقد أثاره وزير الدفاع يوآف غالانت خلال اجتماعاته مع وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن خلال زيارته لـ”إسرائيل” الأسبوع الماضي”.
ولفتت الصحيفة إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي عزا طلبه إلى أن “المروحيات مطلوبة لتعزيز عملياته الجوية” و”تشير مصادر أمنية إلى أنه لم يتم اتخاذ قرار نهائي بشأن عملية الاستحواذ المحتملة، وأن إسرائيل تواصل ممارسة الضغوط”.
وبحسب الصحيفة فقد أوضح الجيش في طلبه أنه استخدم “مروحياته الهجومية من طراز أباتشي في قطاع غزة، وللقيام بعمليات ضد أهداف حزب الله في جنوب لبنان وضرب أهداف في الضفة الغربية”.
ويمتلك جيش الاحتلال الإسرائيلي “سربين فقط من طائرات الهليكوبتر أباتشي وهما السرب 190 والسرب 113، ويقومان بعمليات على مدار الساعة في غزة منذ بداية الحرب، ويقع مقر أحد السربين في مطار رامون جنوبا، والآخر في رمات دافيد شمالا، وتم نشر مروحيات من الفرع الشمالي على حدود غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي”.
ونوهت الصحيفة إلى أن “عبء العمل على السربين مرتفع للغاية”، وقد “طُلب من قائد القوات الجوية العميد تومار بار استدعاء الطيارين المتقاعدين الذين تتراوح أعمارهم بين 54 و55 عاما للعودة إلى الخدمة الفعلية، على الرغم من أنهم تجاوزوا الحد الأدنى المقبول للعمر للرحلات القتالية، وهو 51 عامًا”.
وتابعت الصحيفة بالقول إنه تم استدعاء الطيارين الأكبر سنا الذين تتراوح أعمارهم بين 55 و60 عاما حتى اكتمال المناصب العملياتية على الأرض، إضافة إلى أن الطيارين الذين غادروا الكيان في السابق لمتابعة حياتهم المهنية في الخارج عادوا أيضا عندما بدأت الحرب، بشكل أساسي من الولايات المتحدة أو الشرق الأدنى، وبعد الانتهاء من الدورات التنشيطية، تم تكليفهم بمهام الطيران.
وأرجعت هذه السياسة إلى الحاجة إلى “تخفيف العبء عن جنود الاحتياط وأسرهم والاقتصاد”.
وأوضحت أنه “وضعت القوات الجوية جدولا يتطلب منهم (الطيارين المتواجدين فعليا في الخدمة) القيام بمهام عدة أيام في الأسبوع، وأدى ذلك إلى طيران الطيارين في الخدمة الفعلية لساعات أطول، مع استمرار بعض الطلعات الجوية من 3 إلى 4 ساعات متواصلة دون مغادرة قمرة القيادة الخاصة بهم”.
وقالت إن هذه المساعدات “تشمل الطائرات والسفن وآلاف أنظمة الأسلحة والذخائر، مثل قذائف الدبابات وقنابل الطائرات المتخصصة والطائرات بدون طيار ومعدات الرؤية الليلية والرادارات وحتى المركبات المدرعة وسيارات الإسعاف”.
وبيّنت أنه تم توزيع هذه الإمدادات على “الوحدات العاملة على جميع الجبهات، بما في ذلك الضفة الغربية، لتلبية المطالب العسكرية بشكل فعال”.
وتابعت “يديعوت أحرنوت”: “لقد تم الحصول على هذه الإمدادات من المستودعات الأمريكية في الشرق الأوسط، وبدون هذه المساعدة، كان الجيش “الإسرائيلي” سيواجه تحديات في مسار التقدم في الصراع وتحقيق أحد أهدافه، وهو الردع”.
وأشارت الصحيفة الى أنه “في الوقت نفسه، واصلت الولايات المتحدة الضغط على “إسرائيل” لتجنب حرب شاملة مع قوات حزب الله في لبنان” معتبراً أن “إسرائيل”، “خضعت حتى الآن، لهذه الضغوط الصادرة عن الولايات المتحدة وفرنسا، وامتنعت عن توسيع الصراع إلى الشمال”.
ووفقا للصحيفة العبرية، فإنه يأتي الخضوع “الإسرائيلي” رغم دعوات وزير الدفاع غالانت “لتوجيه ضربة استباقية لحزب الله، الذي يُنظر إليه على أنه التهديد الرئيسي لأمن إسرائيل”.
ولم تعلق الولايات المتحدة الأمريكية رسميا على هذا التقرير.
وكانت صحيفة “يديعوت أحرونوت” كشفت، الاثنين، عن إرسال الولايات المتحدة أكثر من 230 طائرة شحن، و20 سفينة محملة بالأسلحة لـ”إسرائيل” منذ 7 أكتوبر الماضي.
ويقول الجيش إن تكلفة الحرب حتى الآن تصل إلى 65 مليار شيكل (17.5 مليار دولار)، بحسب إعلام عبري.
وتعد واشنطن من أكثر الداعمين لتل أبيب في حربها ضد قطاع غزة، التي خلفت علي مدار 81 يوما، أكثر من 20 ألفا و674 شهيداً ونحو 54 ألف جريح، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقا لسلطات القطاع والأمم المتحدة.
وإلى جانب عملية التسليح، تعرقل الولايات المتحدة أي جهود في مجلس الأمن الدولي من شأنها تحقيق “وقف فوري” لإطلاق النار في غزة، والذي تعارضه “إسرائيل” وتراه تهديدا لمسار هدفها الرئيسي من الحرب وهو إنهاء حكم “حماس” في غزة، والقضاء على حركة المقاوِمة.