شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

مسيحيو غزة يحيون بأعيادهم وسط القصف والدمار

في كنيسة القديس “برفيريوس” بمدينة غزة التي شهدت دمارا واسعا، يصلي عدد من النازحين المسيحيين الذي وجدوا في هذا المكان ملجأ يحميهم من الغارات العنيفة، لأجل “انتهاء الحرب”.

هذه الحرب المدمرة التي تدخل شهرها الرابع، أطفأت أنوار الكنيسة وغيبت قسرا رنين أجراسها، حيث يخيم على المكان ضجيج الطائرات وانفجاراتها.

كما استبدلت الحرب شعور الفرح الذي كان ينتاب المسيحيين في أعيادهم بشعور الحزن على أشخاص فقدوهم، والخوف والقلق مما هو آتٍ.

وتحتفل الطوائف التي تعتمد التقويم الشرقي (بينها الأرثوذكس) بالعيد يوم 7 يناير/ كانون الثاني من كل عام.

ولم يسلم المسيحيون في قطاع غزة من العدوان المدمر والغارات العنيفة والمكثفة، ما تسبب بمقتل العديد منهم.

وبحسب بيانات مؤسسات مسيحية في غزة قبل بدء الحرب، فإن أعداد المسيحيين في غزة تناقصت بفعل الهجرة من القطاع، وباتت لا تزيد عن نحو ألفي شخص.

ويتبع نحو 70 بالمئة من مسيحيي قطاع غزة لطائفة الروم الأرثوذكس، بينما يتبع البقية لطائفة اللاتين الكاثوليك.

**الصلاة لانتهاء الحرب

يقول المسيحي ريمون قطان (45 عاما) الذي لجأ إلى كنيسة “برفيريوس”، وهي ثالث أقدم كنيسة في العالم (يعود تاريخ البناء الأصلي إلى عام 425 م)، برفقة حوالي 20 شخصاً من أقاربه في بداية العدوان: “العائلات المسيحية لجأت إلى الكنائس بيوت الرب، للاحتماء من القصف”.

ويضيف للأناضول: ” لم نعد نحلم إلا بانتهاء الحرب، العيد يوم مقدس بالنسبة لنا لكن انتهاء الحرب حاليا هي أهم من العيد”.

وأوضح أن المسيحيين باتوا “جميعا يصلون من أجل انتهاء العدوان”، معربا عن آماله في أن “يعم الأمن والسلام قطاع غزة”.

**العدوان حرمنا الاحتفالات

يقول قطان إن العدوان الإسرائيلي حرم مسيحيي غزة من “زيارة كنيسة المهد في مدينة بيت لحم جنوبي الضفة الغربية، للاحتفال بعيد الميلاد”.

وأضاف عن ذلك: “أنا حزين جدا لما آلت إليه الأوضاع في غزة”.

وأشار إلى أن عشرات المسيحيين اعتادوا في أعياد الميلاد التي سبقت العدوان “قضاء أيام العيد في كنيسة المهد؛ بعد حصولهم على تصاريح إسرائيلية تسمح لهم بالتوجه نحو هذه المدينة عبر معبر بيت حانون (إيرز)، شمالي القطاع”.

ويستذكر أجواء العيد في السنوات الماضية، قائلا: “كنا نضيء أنوار الكنائس ونقيم الصلوات في ليلة العيد، ونزور الأهل والأصدقاء ونخرج إلى بعض الأماكن للاحتفال”.

**خشية من الاستهداف

ويخشى مسيحيون في غزة على أنفسهم بعد تكرار عمليات الاستهداف الإسرائيلية والتي كان آخرها مقتل سيدة وابنتها برصاص قناص إسرائيلي في كنيسة “العائلة المقدسة” بمدينة غزة، في 16 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، وفق بيان لبطريركية اللاتينية في القدس.

فيما تعرضت كنيسة القديس ” برفيريوس”، لقصف في 19 أكتوبر الماضي، أسفر عن مقتل 18 مواطنا كانوا يتواجدون بداخلها معظمهم من الأطفال والنساء.

هؤلاء القتلى كانوا من المسيحيين والمسلمين، ممن نزحوا من بيوتهم واحتموا داخل الكنيسة جراء الحرب الإسرائيلية.

وبحسب بيان للمكتب الإعلامي الحكومي بمدينة غزة، فإن 3 كنائس تضررت بشكل كبير جراء الحرب المستمرة.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023