قال مسؤولون أميركيون في تصريحات لصحيفة فايننشال تايمز الأميركية ، إن إدارة الرئيس جو بايدن طلبت من الصين التدخل لدى طهران من أجل كبح جماح الحوثيين الذين يهاجمون السفن التجارية في البحر الأحمر، لكنها لم تتلق أي مؤشر يذكر على المساعدة من بكين.
وذكر تقرير لصحيفة فايننشال تايمز أن الولايات المتحدة أثارت الأمر مرارا مع مسؤولين صينيين كبار في الأشهر الثلاثة الماضية، وطلبت منهم نقل تحذير إلى إيران بعدم تأجيج التوترات في الشرق الأوسط على إثر الحرب الدائرة في قطاع غزة.
وأكدت الصحيفة أن مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان ونائبه جون فاينر ناقشا هذه القضية في اجتماعات هذا الشهر في واشنطن مع ليو جيانتشاو، رئيس الإدارة الدولية للحزب الشيوعي الصيني، وقال مسؤول بوزارة الخارجية إن وزير الخارجية أنتوني بلينكن أثار الأمر أيضًا.
لكن مسؤولين أمريكيين قالوا إنه لا توجد أدلة تذكر على أن الصين مارست أي ضغوط على إيران لكبح جماح الحوثيين، باستثناء بيان معتدل أصدرته بكين الأسبوع الماضي يدعو “الأطراف المعنية” إلى ضمان المرور الآمن للسفن التي تبحر عبر البحر الأحمر، وهو طريق شحن بالغ الأهمية.
ويأتي الضغط الدبلوماسي على بكين في الوقت الذي تواصل فيه الولايات المتحدة وحلفاؤها قصف مواقع الحوثيين في اليمن رداً على 33 هجوماً للحوثيين على الأقل على السفن التجارية التي تعبر البحر الأحمر منذ منتصف تشرين الثاني/ نوفمبر. ونفذت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة ضربات واسعة النطاق مرة أخرى الاثنين.
وقال أحد المسؤولين إن الولايات المتحدة ستواصل إثارة قضية إيران وهجمات الحوثيين مع بكين، لكنه لم يكن متفائلاً بشكل خاص بشأن تغير موقف الصين.
وقال مسؤول أمريكي آخر للصحفية، إن هناك “بعض المؤشرات” على انخراط الصين في هذه القضية، لكن ليس بشكل كبير. وقال المسؤول: “لا أريد أن أبالغ في تقدير حجم ما فعلوه أو التأثير الذي أحدثته”.
وسافر ليو، الذي يعتبر من أبرز المرشحين لمنصب وزير الخارجية الصيني، إلى إيران العام الماضي، وجاءت زيارته بعد أيام من عقد الرئيس جو بايدن ونظيره الصيني شي جين بينغ قمة في سان فرانسيسكو.
وكان المسؤولون الأمريكيون يأملون في أن تتخذ بكين إجراءات لأنها اعتبرت هجمات الحوثيين تهديدا لمصالحها التجارية، نظرا لأن البحر الأحمر هو طريق حاسم للصادرات الصينية إلى أوروبا.
وقال دينيس وايلدر، أحد كبار الخبراء السابقين في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية في شؤون الصين والذي يعمل الآن في جامعة جورج تاون، إن بكين “عملت بجد” في دول الشرق الأوسط، بما في ذلك إيران، لتحقيق مكاسب اقتصادية وجيوسياسية.
لكنه قال إنها ستكون “مترددة للغاية في استخدام نفوذها المحدود مع إيران بطريقة ترى أنها تخدم المصالح الأمريكية دون فائدة للصين”.
وضغط المسؤولون الأمريكيون أيضًا على هذه الجهود في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، حيث تعتبر الصين عضوًا دائمًا، وفقًا لمسؤول ثانٍ في وزارة الخارجية.
و”تضامنا مع قطاع غزة” الذي يتعرض منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 لعدوان إسرائيلي مدمر بدعم أمريكي، يستهدف الحوثيون بصواريخ ومسيّرات سفن شحن بالبحر الأحمر تملكها أو تشغلها شركات إسرائيلية، أو تنقل بضائع من وإلى “إسرائيل”.
ودخلت التوترات في البحر الأحمر مرحلة تصعيد لافت منذ استهداف الحوثيين في 9 كانون الثاني/ يناير الجاري، سفينة أمريكية بشكل مباشر.