أطلق عدد من معتقلي سجن الوادي الجديد نداء استغاثة إلى منظمات حقوق الإنسان الدولية والكونجرس الأميركي، من أجل اتخاذ موقف تجاه ما يواجهونه من تعامل غير آدمي من إدارة السجن وتعرضهم للتعذيب داخل محبسهم.
وتمكن المعتقلون الذي يعيشون ظروف قاسية داخل السجن الذي يقع في عمق الصحراء من تسريب رسالة مكتوبة يتحدثون فيها عن معاناتهم ويطالبون بوقف الانتهاكات المستمرة بحقهم.
وجاء نص الرسالة كالتالي:
نداء استغاثه من معتقلي منفى الوادي الجديد إلى جميع منظمات حقوق الإنسان الدولية والأوروبية وإلى الكونجرس الأميركي وإلى كل من له قلب، نوجه إليكم هذه الاستغاثة لما نتعرض له من إهانة وذل وتعامل غير آدمي متعمد من إدارة السجن واعتمادهم على أن هذا السجن لن تسمع له صرخات وتأوهات لقلة الزيارات الأهلية وصعوبة التواصل معهم أثناء الزيارة، ولأن هذا السجن يقع في عمق الصحراء بمسافة تزيد عن 6 ساعات بعيدا عن القرى والمراكز ولا يخرج منه أحد المعتقلين ليشكو ما نذوقه من مرار لما نتلقاه من شتى أنواع العذاب البدني والنفسي إلا أن الله سخر لنا برحمته من يوصل أصوات صرخاتنا إلى مسامع البشر لنشكو معاناتنا إليكم التي بدأت وتبدأ دائما مع كل معتقل يدخل هذا المكان بداية من الاستقبال (التشريفة) وما نتعرض له من ضرب مبرح من قبل المخبرين وعساكر الأمن المركزي والتجريد من الملابس والسب بالأهل واستمرار الضرب بالعصى والكرابيج وأسلاك الكهرباء لعدة ساعات متواصلة حتى يغشى علينا فاقدين للوعي وحينما تفيق تجد نفسك بغرفة (التأديب) انفرادي بالملابس الداخلية فقط ولا غيرها، غرفة فارغة تماما مساحتها متر في 2 متر لا يوجد بها حمام ولا مياه ولا أي شئ فقط كل ما بها هو 4 جدران وتستمر في هذه الغرفة 6 أشهر على الأقل وقد تصل إلى سنة أو عدة سنوات كما هو الحال الأن مع بعض المعتقلين، وفي هذا المكان يتم حرمانك من الماء ومن الطعام حيث يتم دخول كيس مياه واحد للفرد يوميا لا يتعد اللتر وكذلك رغيف خبز واحد فقط مما جعل المعتقلين في هذا المنفى عبارة عن هياكل عظمية وبديل الحمام تسليمك كيس فارغ في صباح كل يوم لتقضي فيه حاجتك في الوقت الذي لا تجد فيه الماء للنظافة الشخصية، فأنت في هذه الحالة بين أمرين إما التنظيف او إدخار الماء الذي لا يكفي بتاتا لروي الظمأ لتستمر على قيد الحياة، ففي غرفة الموت هذه تجد نفسك بلا طعام ولا شراب ولا نوم حتى من كثرة الناموس الذي يأكل في جسدك العاري فلا سبيل للراحة في هذا المكان إلا بدخولك في حالة إغماء من كثرة الإرهاق والتعب وشدة الحر والعطش، وبعد قضاء مدتك في هذه المرحلة يتم نقلك إلى مرحلة أخرى من العذاب ألا وهي غرفة المصفحة وهي لا تختلف كثيرا عن غرفة التأديب إلا إنها غرفة جماعية مساحتها 4 متر في 4 متر بدون حمام أيضا ويسكن بها 65 فرد فأكثر بدون أيضا سوى سترة واحدة ميري وبدون أي أدوات نظافة مما جعل بصمة كل من يدخل هذه الغرفة هي الإصابة بالجرب وأمراض جلدية غير معروفة، وتعتبر هذه الغرفة هي المنبع الرئيسي لانتشار البق والقمل مما جعل المعيشة فيها أمر مستحيل لولا رحمات الله التي تتنزل علينا، ونستمر في هذه المرحلة من مدة شهرين إلى 6 شهور ليتم الانتقال بعدها إلى مرحلة أخرى وهي غرفة الدواعي ومساحتها 6 متر في 4 متر ويسكن بها 30 فرد بدون أدوات نظافة أيضا ولا تختلف كثيرا عن المصفحة إلا بوجود الحمام فقط وتستمر هذه المرحلة أيضا من شهرين إلى 6 شهور، ويتم نقلك بعدها إلى غرفة التسكين في وضع يختلف تماما عن تسكين باقي السجون، وتستمر معاناتك من التغذية وإغلاق التريض والإهمال الطبي وسوء أحوال الزيارة مصاحبين لك طوال مكوثك بهذا السجن في حالة من العزلة التامة.
لا أحد من معتقلي هذا السجن يخرج من غرفته سواء لزيارة أو لمقابلة أحد أفراد إدارة السجن أو إلى التأديب أو إلى غيره إلا ويتم كلبشته من الخلف وتغميته حتى يرجع إلى غرفته مما جعل هؤلاء المعتقلين لا يعلموا أي شئ عن هذا السجن سوى الغرف التي يسجنون فيها لأنهم لم يروا غيرها، وهذه المعاناة لم تتوقف عند المعتقلين فقط، بل الأهالي أيضا الذين يأتون من سفر يتعدى الـ 12 ساعة ذهابا فقط حتى يجدوا تعامل سيْ جدا من المخبرين وإدارة السجن من تعنتهم مع بعض الأهالي وعدم السماح لهم بالزيارة والجزء الآخر ممن سمح لهم بالزيارة فتكون خلف سلك لمدة لا تتعدى ال 7 دقائق وتعمدهم خروج المعتقلين لأهاليهم في وضع مهين حتى يزداد الضغط النفسي على الأهالي وعلى المعتقلين وقد تمادى الأمر مع الأهالي وتم التعدي عليهم عدة مرات، وكان من ضمن تلك التعديات تعدي مخبر الأمن (عادل) على أخت معتقل بأن يأمر المخبرات اللاتي يقمن بتفتيش النساء بخلع ملابس هذه الأخت تمام في التفتيش في محاولة لإرهاب الأهالي وتخويفهم حتى لا يأتون إلى زيارة ذويهم مرة آخرى
كل تلك الممارسات وأكثر يتم بتعليمات وإشراف رئيس المباحث (حسام الدسوقي) والمأمور (سليمان حيدر) وضباط الأمن الوطني (أحمد ياسر) و (شهاب) ومخبر الأمن الوطني (عادل) ، وكل ما رويت لكم ما هو إلا غيض من فيض وكثيرا ما اعترضنا على تلك الانتهاكات ولكن بلا جدوى ، فما كان مصير كل من تكلم أو اعترض إلا النفي داخل تلك المتاهة في مكان لا يعلم عنه أحد شىء معتمدين على أن لا أحد سيسمع صرخاتنا، فها نحن قد شاء لنا القدر ليتيح لنا الفرصة لأن تصل إليكم صرخاتنا في الوقت الذي كادت أجسادنا أن تلفظ أرواحها قهرا مما تتعرض إليه
نحن نكرر استغاثتنا إليكم وإلى كل منظمات حقوق الإنسان الأوروبية والدولية وعلى الكونجرس الأميركي بالتدخل الفوري لوقف تلك الجرائم التي ترتكب في حق معتقلي منفى الوادي الجديد، كما إننا نطالب بإغلاق هذا السجن تماما في الوقت الذي صرح فيه بعض الضباط بأن هذا السجن سيكون بديلا لسجن العقرب ولم يمر كثير من الوقت حتى علمنا بتغريب 25 معتقل من معتقلي (العقرب وبدر 3) إلى منفى الوادي الجديد وارتكاب أسوء وأبشع الانتهاكات بحقهم، وإنا لله و إنا إليه راجعون.
معتقلي الوادي الجديد