عقدت الحركة المدنية الديمقراطية، التي تضم عدة أحزاب معارضة، مؤتمرا حاشدا تحت عنوان “من العبور إلى الطوفان: تحديات المواجهة مع العدو الإسرائيلي”.
ودعت الحركة في المؤتمر إلى إلغاء اتفاقية السلام الموقعة مع الاحتلال الإسرائيلي عام 1979، والمعروفة بـكامب ديفيد، وقطع العلاقات الدبلوماسية مع الاحتلال وطرد السفير الإسرائيلي.
وفي كلمته خلال المؤتمر، أكد حمدين صباحي، أمين عام المؤتمر القومي العربي والمرشح الرئاسي السابق، أن انتصارات 6 أكتوبر 1973 وعملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر 2023 تعكس إرادة الأمة العربية في تحقيق التحرير. وأوضح أن تحرير فلسطين هو الهدف الأسمى لكل عربي، لكن هذا الهدف يتطلب تكامل جهود الديمقراطية والتنمية والعدالة الاجتماعية.
وشدد صباحي على أن الشعب العربي لم يرضخ، وأن القدرة على مواجهة الاحتلال الإسرائيلي ليست مجرد إرادة، بل إنها تتطلب موقفا قويا ضد الشركاء في العدوان، خاصة الولايات المتحدة، التي اعتبرها شريكا في الاعتداءات على فلسطين. وعبر صباحي عن شعوره بالذنب بسبب عجزهم عن تقديم المساعدة لأهل غزة، مؤكدا أن هذا الشعور قد يؤدي إلى رغبة في التكفير عن التقصير. وأوضح أن التحرك الفعلي مطلوب من الجميع، خاصة الحكام العرب الذين يتحملون جزءا من المسؤولية عن الوضع الراهن.
في ختام حديثه، وجه صباحي التحية لعدد من الشهداء، من بينهم الفريق أول عبد المنعم رياض، الذي استشهد عام 1969، وأكد أن تضحياتهم تعزز الإرادة في المقاومة. كما أشار إلى أن الأمة العربية تمر بمرحلة صراع من أجل التحرر الوطني، وأن مصر يجب أن تستعيد دورها القيادي في هذا السياق.
وقال النائب محمد عبد العليم داوود إن التشكيك في المقاومة يصب في مصلحة العدو، وأن من يقوم بذلك هو خائن لدماء الشهداء، مشيرًا إلى أن القاتل للجنود المصريين والقاتل لنصر الله وهنية هو نفس العدو.
وأضاف قائلاً: “أخطر شيء هو زرع الخوف في الشعب وفي الشباب.” وتابع: “أتمنى من الأجهزة الأمنية التي تستمع الآن أن تسجل هذا الكلام. لماذا زرعتم الخوف في قلوب الشعب؟” كما تساءل عن دور الفنانين والجامعات في دعم المقاومة، قائلاً إنه لم يشهد أي تحرك من طلاب الجامعات باستثناء طلاب الأزهر.
وحذر المشاركون في المؤتمر من التهديدات التي يوجهها الاحتلال الإسرائيلي لمصر، مؤكدين أن معاهدة كامب ديفيد تقيد البلاد وتمنعها من استعادة دورها الفاعل في دعم القضية الفلسطينية.
من ناحية أخرى، تحدث منسق الحركة المدنية، طلعت خليل، عن التحديات التي تواجهها البلاد، مشيرا إلى أن هناك حالات من التعاطف مع القضية الفلسطينية داخل السجون، ما يعكس حالة الخوف من التعبير عن الرأي. وأكد خليل أن الأطفال في المدارس أصبحوا مدركين للقضية الفلسطينية، داعيًا إلى دعم المقاومة على الأرض، ومشددًا على أهمية الحرية للشعب المصري في التعبير عن موقفه.
وفي نهاية المؤتمر، أعلنت الحركة عن تنظيم فعاليات تضامنية تشمل رفع الأعلام الفلسطينية في جميع أنحاء مصر، مع إقامة ندوات ومعارض لتكريم المقاومة، إضافة إلى توجيه رسائل لمحكمة العدل الدولية بشأن الانتهاكات الإسرائيلية.