أعلن المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة، مساء السبت، استشهاد أكثر 73 مدنيًا فلسطينيًا وعشرات الجرحى والمفقودين، غالبيتهم من الأطفال والنساء، جراء مجزرة جديدة ارتكبها الاحتلال بمنطقة مشروع بيت لاهيا في محافظة شمال قطاع غزة.
وهذه المجزرة الثانية التي يرتكبها الاحتلال في شمال غزة، السبت، حيث استشهد 33 مدنيًا فلسطينيًا، بينهم 21 امرأة، وأصيب أكثر من 85 آخرين، بقصف جوي طال عدة منازل سكنية بمخيم جباليا في الدقائق الأولى من اليوم.
صور تظهر جزءا يسيرا من المجزرة في مشروع بيت لاهيا في ظل قطع الاحتلال للاتصالات والإنترنت في شمال القطاع#حرب_غزة #الأخبار pic.twitter.com/FdvB8GRePp
— قناة الجزيرة (@AJArabic) October 19, 2024
ويأتي ذلك في اليوم الخامس عشر لحرب الإبادة والتجويع التي يواصلها جيش الاحتلال في شمال غزة، وبعد ساعات من قطع تل أبيب الاتصالات والإنترنت عن المنطقة؛ بما يفرض تعتيما على ما يحدث بها من مجازر.
وقال المكتب الإعلامي الحكومي في بيان، إن “جيش الاحتلال يواصل حرب التطهير العرقي والاستئصال والإبادة بشكل واضح، وهذه المرة في مشروع بيت لاهيا بمحافظة شمال قطاع غزة”.
وأضاف البيان أن ذلك تمثل في ارتكابه “مجزرة مُروّعة راح ضحيتها حتى الآن 73 شهيدًا وعشرات الجرحى والمفقودين، غالبيتهم من الأطفال والنساء، وذلك بعد قصف مربعات سكنية مكتظة بالسكان الآمنين من الجو”.
وأشار إلى أن “هذه المذبحة الجديدة تأتي بالتزامن مع قضاء الاحتلال على المنظومة الصحية في محافظة شمال قطاع غزة والتي يقطنها حاليا قرابة 400 ألف إنسان”.
وأوضح أن “الاحتلال هدد المستشفيات (بهذه المحافظة) وطالب الطواقم الطبية بإخلائها وتركها على الفور، كما يمنع الاحتلال من وصول الوقود إلى هذه المستشفيات، كما قام الاحتلال بقطع الاتصالات والإنترنت عن المنطقة وهذا ما تسبب في حدوث أزمة إنسانية عميقة”.
وأدان المكتب بـ”أشد العبارات المذبحة الجديدة واستمرار حرب الاستئصال والتطهير العرقي التي ينفذها الاحتلال ضد المدنيين والأطفال والنساء”.
وطالب “كل دول العالم بإدانة هذه الجرائم المستمرة ضد النازحين وضد المدنيين وضد الأطفال والنساء”.
وحمّل المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، “الاحتلال والإدارة الأمريكية والمملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا والدول المشاركة في الإبادة الجماعية كامل المسؤولية عن استمرار جريمة الإبادة الجماعية”.
وتابع: “خاصة حرب التطهير العرقي والإبادة في مخيم جباليا ومشروع بيت لاهيا، واستمرار ارتكاب هذه المجازر ضد المدنيين في محافظة الشمال، وفي شمال قطاع غزة (بما فيه محافظة غزة)”.
ودعا المكتب “المجتمع الدولي وكل المنظمات الأممية والدولية إلى الضغط على الاحتلال لوقف الإبادة الجماعية في مشروع بيت لاهيا ومخيم جباليا وفي محافظة شمال قطاع غزة، وكذلك لوقف التطهير العرقي ضد شعبنا الفلسطيني”.
بدورها، علقت حركة “حماس” على هذه المجزرة، معتبرة في بيان، أن “الصمت العربي والعجز الدولي شجع هذا العدو الفاشي المجرم على ارتكاب المزيد من الجرائم والمجازر، لإفراغ شمال القطاع من سكانه”.
ولليوم الخامس عشر على التوالي، يواصل جيش الاحتلال حرب الإبادة والتجويع في شمال غزة، خاصة في بلدة جباليا ومخيمها، حيث يفرض حصارًا خانقًا وتجويعًا، تحت قصف دموي مستمر ونسف بيوت فوق رؤوس ساكنيها.
وبينما يدعي جيش الاحتلال أن ما يقوم به في جباليا “عملية عسكرية لمنع حركة حماس من استعادة قوتها بالمنطقة”، ترافق ذلك مع بدئه في 5 أكتوبر الجاري، هجمة شرسة على المناطق الشرقية والغربية لشمالي القطاع تعد “الأعنف” منذ مايو الماضي، في محاولة لإفراغ الشمال من سكانه وتنفيذ خطة لاحتلال المنطقة، حسب مسؤولين فلسطينيين بالقطاع.
وبدعم أمريكي، يشن الاحتلال منذ 7 أكتوبر 2023، حرب إبادة جماعية على غزة، خلّفت أكثر من 142 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.