ذكرت مصادر مطلعة لصحيفة وول ستريت جورنال الأميركية، أن مسؤولين مصريين وأردنيين حثوا الرئيس السوري بشار الأسد على مغادرة البلاد، وتشكيل حكومة في المنفى.
وأكد مسؤولون أمنيون سوريون وعرب، بحسب الصحيفة، أن بشار الأسد حث تركيا على التدخل لوقف المعارضة.
كما بينوا أن الأسد سعى للحصول على أسلحة ومساعدة استخباراتية من دول عربية، لكن طلبه رفض حتى الآن.
من جانبها قالت السفارة الأردنية في واشنطن، إنه لا أساس لادعاءات حث مسؤولين أردنيين الأسد على مغادرة سوريا وتشكيل حكومة في المنفى.
وأضافت، أنه لم يتم التواصل معنا أبدا من قبل صحيفة وول ستريت جورنال للتحقق من هذا الادعاء، معربة “عن أسفها لنشر وسيلة إعلامية ذات سمعة طيبة معلومات غير موثوقة ومضللة”.
كما دعت إدارة صحيفة وول ستريت جورنال إلى إصدار تصحيح فوري.
وقالت مصر، في بيان لوزارة خارجيتها، إنها “تنفي بشكل قاطع صحة ما أوردته صحيفة وول ستريت جورنال (الجمعة) بأن مسؤولين مصريين حثوا الأسد، على مغادرة البلاد وتشكيل حكومة في المنفى”.
وأكدت أن “تلك المعلومات لا أساس لها من الصحة جملة وتفصيلا”.
ودعت الخارجية المصرية “كافة وسائل الإعلام إلى تحري الدقة فيما يتم نشره من معلومات”.
وفي وقت سابق، نقلت شبكة بلومبيرغ الأمريكي، عن مصدر مقرب من الكرملين، تأكيده أنه لا خطة لدى روسيا لإنقاذ الرئيس السوري بشار الأسد، في ظل تسارع سيطرة قوات المعارضة السورية المسلحة على مناطق واسعة في البلاد.
وأضاف المصدر الروسي، أن بلاده “لا تتوقع أي خطة لإنقاذ الأسد، ما دام الجيش السوري يترك مواقعه”.
وسبق أن طالبت السفارة الروسية في دمشق من الرعايا الروس بمغادرة البلاد؛ على خلفية تفاقم الوضع. وقال بيان للسفارة؛ إنها ستواصل عملها كالمعتاد.
من جانبه، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف؛ إن استقرار الوضع في سوريا ليس بالأمر السهل، ووصف ما يجري بأنه “لعبة معقدة” يشارك فيها عدد كبير من الأطراف.
وأعلنت فصائل المعارضة السورية، الجمعة، عزمها التوجه إلى العاصمة دمشق بعد سيطرتها على حماة ووصولها إلى تخوم حمص وسط البلاد، في حين كشفت الشبكة السورية لحقوق الإنسان اعتقال النظام المئات للتجنيد القسري في ظل احتدام المعارك.
وقال حسن عبد الغني المتحدث باسم “إدارة العمليات العسكرية”، التي تضم فصائل معارضة أهمها “هيئة تحرير الشام”: “لم يبق جيش ولم يبق نظام، ونحن الآن في طريقنا إلى دمشق”.
وأضاف، أن “النداء الصادق لما تبقى من جنود النظام ووزير الدفاع: انشق؛ لأننا قادمون”.
ويأتي ذلك في ظل إعلان فصائل المعارضة دخولها إلى ريف حمص، وبسط سيطرتها على مدينة الرستن الاستراتيجية، وبلدة تلبيسة وقريتي الزعفرانة ودير فول شمال المدينة، مشددة على أن “قواتها تواصل الزحف نحو مدينة حمص، بعد وصول أرتال حاملة المئات من مهجري حمص لردع عدوان الأسد عن مدينتهم”.
في سياق آخر، قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان؛ إنها وثقت قيام الشرطة العسكرية وقوات الجيش والأجهزة الأمنية التابعة للنظام السوري، بشنّ حملات مداهمة واعتقال جماعية، مستهدفة مئات الشبان والأطفال؛ بغرض اقتيادهم للتجنيد الإجباري، وإلحاقهم مباشرة بجبهات القتال في شمال سوريا.
وأضافت أن حملات الاعتقال شملت مداهمة الأسواق، والأحياء السكنية، والشوارع، والأماكن العامة، واستهدفت الرجال والفتيان الذين تتراوح أعمارهم بين 17 و45 عاما، بمن فيهم حاملو وثائق الإعفاء أو التأجيل من الخدمة العسكرية.
كما طالت الحملة أشخاصا أجروا تسويات لأوضاعهم الأمنية، بالإضافة إلى عدد من اللاجئين الذين عادوا من لبنان في سبتمبر 2024، على خلفية العدوان الإسرائيلي على لبنان.
ومنذ 27 نوفمبر الماضي، تخوض قوات المعارضة السورية اشتباكات مع قوات النظام، وفي 29 من الشهر ذاته دخلت مدينة حلب، وفي اليوم التالي بسطت سيطرتها على محافظة إدلب، قبل أن تسيطر الخميس على مدينة حماة.