أكدت وزارة الخارجية المصرية استمرار جهودها للتوصل إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة، من خلال سلسلة من الاتصالات الهاتفية مع كبار المسؤولين الدوليين، بهدف التخفيف من التداعيات الإنسانية الحادة التي يشهدها القطاع.
وأجرى أن وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي الثلاثاء، اتصالات هاتفية مع وزير خارجية المملكة المتحدة، ديفيد لامى ووزير خارجية تركيا هاكان فيدان، والممثلة العليا للشئون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي كايا كالاس، بالإضافة إلى نائب رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ونائب رئيس دولة فلسطين حسين الشيخ.
وجاء في بيان للوزارة أن المكالمات تناولت آخر التطورات الإقليمية، وفي مقدمتها الأوضاع الإنسانية والسياسية في غزة، حيث استعرض عبد العاطي جهود الوساطة التي تقوم بها مصر بالتعاون مع قطر والولايات المتحدة، للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وتأمين إدخال المساعدات الإنسانية العاجلة، وإطلاق سراح عدد من الأسرى.
وأشار عبد العاطي إلى وجود تقدم ملموس تحقق خلال المشاورات الأخيرة التي جرت في القاهرة مع الوفد الفلسطيني، والتي ركزت على المقترح الذي قدمه المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، والذي لقي موافقة حركة حماس.
وأضاف الوزير أن “الكرة الآن في ملعب الجانب الإسرائيلي”، مؤكدًا ضرورة مواصلة الضغط عليه لضمان موافقته على المقترح، بما يسهم في تخفيف معاناة المدنيين في غزة.
كما تناولت المكالمات التحضيرات الجارية لاستضافة المؤتمر الدولي للتعافي المبكر وإعادة الإعمار، الذي من المتوقع إقامته فور التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، لتنسيق جهود الدول الشقيقة والصديقة في إعادة إعمار القطاع وتعزيز التنمية المستدامة فيه.
من جانبهم، أعرب المسؤولون الدوليون دعمهم الكامل للجهود الرامية إلى تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، واعتبروا التنسيق مع قطر والولايات المتحدة نموذجًا للعمل المشترك لإنهاء الأزمة الإنسانية في غزة.
وكان وزير الخارجية المصري، قد قام الإثنين بزيارة معبر رفح البري رفقة رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى، ووزيرة التضامن الاجتماعي المصرية مايا مرسي، لـ”تفقد الجهود المبذولة لتأمين تدفق المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى قطاع غزة”.
وخلال مؤتمر صحفي مشترك، قال الوزير عبد العاطي إن مصر لم تتوقف منذ بداية العدوان الإسرائيلي الغاشم عن العمل على جميع المسارات لوقف إطلاق النار وحماية المدنيين، مشدداً على استمرار القاهرة في استقبال المصابين الفلسطينيين بمستشفياتها، وتيسير دخول قوافل الإغاثة رغم التحديات الميدانية واللوجستية.
وأكد أن معبر رفح لم يُغلق يوماً واحداً منذ بدء الأزمة، غير أن الاحتلال الإسرائيلي يتعمد عرقلة وصول المساعدات.