السادس من أغسطس عام 1945 , الثامنة و الربع صباحا .. أطلقت الطائرة الأمريكية إينولا جاي بقيادة الكابتن ويليام بارسونز أول قنبلة نووية في التاريخ باتجاه مدينة هيروشيما . فقد قرر هاري ترومان – الرئيس الأمريكي – أن إجبار اليابان على الإستسلام غير المشروط و إنهاء الحرب العالمية يستحق أن يقتل من أجله 80 ألف ياباني و يصاب 120 ألف و تعاني أجيال أخرى ممتدة من السرطان .. كمرحلة أولى . فقد خططت القيادة الأمريكية لقصف اليابان بعدة قنابل أخرى إذا لم تستجب لشروطها كما أعلن هاري ترومان " إذا لم يقبلوا بشروطنا يجب أن يتوقعوا أمطارا من الخراب تأتيهم من الهواء لم يرها أحد من قبل على هذه الأرض " . سيمتلك رئيسا أمريكيا آخر بعد 78 عاما نفس الوقاحة ليرفض تسليح الثوار السوريين خوفا من وقوع الأسلحة الأمريكية بيد " الجهاديين " في سوريا و الذين لهم نفوذ كبير . هؤلاء الوحوش المتطرفون الذين لا يقيمون وزنا للحياة البشرية و الذي يعتبر تسلحهم خطرا كبيرا على العالم
ما معنى جهاديون ؟ هل يقصدون كل المسلمين ؟ هل يملك مسلم ألا يكون جهاديا ؟عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : (إِذَا تَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَةِ ، وَأَخَذْتُمْ أَذْنَابَ الْبَقَرِ ، وَرَضِيتُمْ بِالزَّرْعِ ، وَتَرَكْتُمْ الْجِهَادَ ، سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ذُلًّا لَا يَنْزِعُهُ حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ) .رواه أبوداود و الإمام أحمد و صححه الألباني . هذه هي الإجابة . إليكم الحقيقة المفزعة … كل المسلمين جهاديون بالضرورة , و لكننا بجهادنا نعد في السماء بالنظر إلى تاريخكم الموحل بالدماء . نحن نجاهد من أجل تحرير الشعوب من الإستبداد ظلمات الكفر و الضياع الأخلاقي و الفساد المجتمعي . نجاهد ليصل نور رسالة الإسلام إلى كل فرد على هذه الأرض و لا نقتل المدنيين بمئات الآلاف كما فعل الأمريكيون في فيتنام لمجرد منعها من الوقوع في دائرة النفوذ السوفيتي . ثم أين جهادنا من المدنيين .. لنر .. عن أنس بن مالك رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا بعث جيشًا قال: «انطلقوا باسم الله، لا تقتلوا شيخاً فانيًا، ولا طفلاً صغيرًا، ولا امرأة، ولا تغلوا، وضموا غنائمكم، وأصلحوا وأحسنوا، إن الله يحب المحسنين».
سنن أبي داود (2614)
كان هذا في زمن كل رجل قادرا على القتال في قبيلته محاربا و المعنى كما هو واضح ألا يقتل كل من لا يحارب . و قصة أخرى .. أبى عمران الجوني: أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه بعث يزيد بن أبي سفيان رضي الله عنه إلى الشام فمشى معه يشيعه؛
فقال له يزيد: إنى أكره أن تكون ماشيًا وأنا راكب.
فقال الصديق: إنك خرجت غازيًا فى سبيل الله وإنى أحتسب فى مشيي هذا معك.
ثم أوصاه الصديق فقال:
لا تقتلوا صبياً ولا امرأة ولا شيخاً كبيرًا ولا مريضًا ولا راهبًا ولا تقطعوا مثمرًا ولا تخربوا عامرًا ولا تذبحوا بعيرًا ولا بقرة إلا لمأكل ولا تغرقوا نحلاً ولا تحرقوه قال البيهقي: وقد رُوي فى ذلك عن النبى صلى الله عليه وسلم
فأين هذه القواعد الإنسانية الراقية مما حدث في دردسن و هيروشيما و ناجازاكي و فيتنام و العراق منذ 1991 و كوسوفا التي تدخلتم بها بعد مقتل الآلاف و أفغانستان … و بالطبع فلسطين و الشيشان و بورما و كشمير و بنجلاديش … هل يقتل في هذه البلاد إلا المدنيين المسلمين ؟
نحن جهاديون … في عالم تعد القوة هي المعيار الأساسي لضبط العلاقات بين دوله و لا مجال لقواعد الإنسانية أو الأخلاق عند أي من خصومنا . نحن جهاديون في عالم لا يتورع القوي فيه من القضاء على الضعيف مادام هذا يحقق مصالحه دون البحث حتى في وسائل أخرى لتحقيق هذه المصالح فمادام القتل مجانيا فهو مباح ! . نحن جهاديون و لكننا أصحاب رسالة … إبتعثنا الله عز و جل لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد و من جور الأديان إلى عدل الإسلام و ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا و الآخرة . نحن جهاديون و لكننا ملتزمون بقواعد الإسلام في جهادنا لا نخالفها … لدينا قواعد و غيرنا لا يلزمه شيء .
في الإسلام لا يوجد معتدلون و متشددون … يوجد فقد ملتزمون بحدود الله عز و جل و متجاوزون لها … مخطئون و مصيبون و في ظل الفقه قد يتعدد الصواب , فالأمر يتعلق بما يرضي الله عزو جل و ليس بما يرضي الأمريكيين . من يقتل المدنيين بغير حق ليس جهاديا متطرفا و إنما مذنبا متجاوزا . و إذا كان بعض المسلمين أخطأوا طريق الجهاد و ظنوا أن الرد على قتل المدنيين المسلمين على يد القوات الأمريكية و الغربية يكون بقتل المدنيين في الدول الغربية فالحقيقة أن آخر من يعظ بهذا الشأن من لم يتوقفوا عن القتل في مناطق مختلفة من العالم منذ نهاية الحرب العالمية الثانية .
كونوا صرحاء .. قولوا أنكم لن تسلحوا الثورة السورية لأن إنتصارها ليس في مصلحتكم .. لأنه لا يوجد نفط يعوض ما سننفقون .. لأن إسلامية الثورة في أغلبها تمثل خطرا على إسرائيل لذا لن ندعها تنتصر بالقوة و تمتلك السلاح … لأنكم لا تقيمون وزنا للحياة البشرية حين يتعلق الأمر بالمسلمين و بالتالي لن ترسلوا جنودكم للخطر و لن تواجهوا روسيا من أجلنا .. قد تواجهوها من اجل جورجيا و لكن ليس من أجل المسلمين . و نحن سنجيب بأننا لا نحتاجكم .. الثوار في سوريا – كما قال أحدهم – يحررون المدفع و الدبابة و الصاروخ بالرصاصة و البندقية , فلتنشغلوا بمشاكلكم مع طالبان التي لا تدعمها روسيا و لا الصين ! .
نحن بالفعل جهاديون .. و ما أحوج العالم الآن إلى جهادنا .. و إنه لقريب