ان الانطلاقة الحقيقية للإنسان بدأت منذ ظهور الأديان أو على الأدق منذ أن خلق الله عز وجل الإنسان وجعل له حرية الاختيار ، حرية الاختيار في أن يعبده أو لا يعبده ، فكان قول الله عز وجل فى كتابه العزيز ( فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر )فصلت _40 فكانت هذه الدنيا إنما ابتلاء واختبار وتمحيص للإنسان على هذه الأرض وللكشف عن المعادن الطيبة وغيرها من المعادن والتى تختبئ تحت قشرتها الأولى الصدأ والذى يعبر عن الخبث والكفر فى هذه الأرض ،وبذلك كان موقف الإسلام من الحرية عامة وحرية العقيدة خاصة موقفا واضحا ، أما المتكلمون عن الحرية والذين يطلق عليهم التقدميين يفهمون الحرية بمعنى آخر يجب ان نفكر فيه بعمق , اذا ما هى الحرية؟ وما هى علاقتها بالعقل ؟ هل الحرية هى المعنى الواسع المطاطي الذى يري ان الدين قوة محكمة مستبدة تتحيف من الحريات وتنتقص من الحقوق وتفرض على الناس الحجر والتضييق
هل الحرية هى الانحلال والتسيب والاباحية بحيث يصير الدين لحظتها هو النقيض المتسم بمعانى الكبت والحرمان ، …
كيف نقول ان الاندفاع وراء الشهوات والاهواء النفسية باسم الحرية عقل وحرية تفكير ، ان العقل الذى هو ميزان التعادل من ذلك براء ، العقل ياسادة هو القوة والوسيلة التى نستطيع بها ان ندرك الخط الفاصل بين الحق والباطل وبين الصواب والخطأ ، اننا اذا ما أطلقنا لعقولنا بأن تسبح فى ايات الكون الفسيح للتفكر والتفكير والتدبر بعيدا عن أى زيف او تأثير او شوائب ..أقول اذا ما فعلنا ذلك فان ذلك لن يكون نتاجه الا الايمان بالله عز وجل وعبادته وحده عز وجل وهو قمة الحرية ..ان الحرية الحقيقية ان نتنزه عن كل الاهواء وان نكون عبيدا لله ، ان الحرية هى اختيار الجمال والتحلى بصفات الخير والابتعاد عن الرزيلة والقبح وكل شئ ..ان الحرية يجب ان تكون سببا فى رقي الانسان وارتفاع شأنه ..وليس العكس …انا حر